السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من طبيعة البشر أن يكون لك أصدقاء و أعداء فليس مجتمعنا مجتمعا ملائكيا مجبول على الخير فقط و قد تكون حالة الصحابي الجليل الذي ينام و ليس في قلبه غل على أحد حالة إستثنائية لا تتكرر كثيرا. إن لوجود البغضاء بين الناس أسباب كثيرة و أغلبها من التنافس على حطام الدنيا الفاني و أشرفها أن تبغض المرء في الله فقط ﻷنه لم يتبع شرع خالقه الذي أوجده و سواه. الحالة الطبيعية أن تكون قائمة المحبوبين كبيرة و أن تكون قائمة المبغوضين قليلة جداً و من كانت قائمة مبغوضيه كبيرة فليتهم نفسه فلديه خلل كبير في شخصيته و تصوره.
كان يحدثني و يقول أكره فلانا و أكره فلانا و فلانا فقلت له: رويدك رويدك فإنك من سيدفع فاتورة هذا البغض من سعادتك و طمأنينة قلبك و لن يضرهم أن أبغضتهم. إن امتلاء القلب بالبغض للناس مهما كانت اﻷسباب و كان لهم أخطاء حقيقية سينعكس سلباً على مقدار سعادتك و استمتاعك بالحياة و تعود مسامحة من أخطأ في حقك و تنظيف القلب من الغل و الحقد سينعكس عليك أولاً بهدوء النفس و راحة البال و تيسير اﻷمور.
سمعت أحد الدعاة يعطي نصائح لمن أبتلي ببغض أحد إخوانه المسلمين و هو حل صعب و لكن ينبغي أن نجبر أنفسنا المشاكسة عليه فيقول وفقه الله: عود نفسك أن تدعو له بظهر الغيب و أن تذكر محاسنه بين الناس. لا تعتقد أنه هو المستفيد الوحيد من ذلك بل ستكون المستفيد اﻷكبر و لا عليك أن تجرب.
إن معرفة حقارة الدنيا و عظيم أجر أن نكون من اﻷتقياء اﻷنقياء اﻷخفياء ثم تدريب النفس على ضد رغباتها كفيل بتقليل قائمة المبغوضين إليك لكي تكون قليلة جداً و من يدري فلعلها مع توفيق الله أن تكون فارغة.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″