السعادة
السعادة...
هناك مثل يقول ان السعادة احساس تحصل عليه
عندما تكون مشغولا لدرجة لاتستطيع
معها ان تحزن ومع الاسف فنحن دائما نكتشف
ان السعادة جاءتنا متاخرة او وجدناها بعد ان
خسرناها ونفتقد بذلك مباهج الحياة اليومية
وكثيرا ما نتغافل فقد تكون السعادة بين
ايدينا والى جانبنا وفي متناول ايدينا ولا نراها .
ونظل ننظر اليها في يد ووجوه الاخرين
والسعادة نسبية فقد تكون مرهونة بالاسرة
او بالمال او الاصدقاء او المنصب او الجاه
او الحسب والنسب او الحب والنجاح او الوظيفة
والترقية فهل نحن عاجزون حقا عن الشعور
بالسعادة ام ان السعادة اصبحت مرتبطة بمواسم
محددة ومعينة مثل الاعياد او الزواجات او
الاجازات ؟ وحتى في هذه المناسبات
لا نعرف كيف نستمتع بمشاعر السعادة
فيها ففي بعض الاحيان يغلفنا الحزن ونظل
عابسين وكأننا نغمض أعيننا عن رؤيا
الجمال الذي من حولنا وليس لدينا قدرة
على ان نستثمر الفرص لنسعد فيها انفسنا
والاخرين , وكأننا لم نكتف من الهموم
التي تملأ حياتنا وتشغل عقولنا فلماذا نترك ارواحنا
تعيسة ؟ وهل هناك اتعس من ان نحرم انفسنا من
الشعور بالسعادة او الاستمتاع بها ؟
ان من اهم واول الاسباب التي تمنع عنا الشعور
بهذا الاحساس البعد عن ذكر الله واستسهال
المعاصي الى جانب التعامل غير الانساني وما
يصاحبه من حسد وغيرة وحقد وغل وتشاؤم
وسوء الظن وكبر وغضب وظلم , وما
يجمعنا نحن البشر لنا حينما تتولد لدينا مشكلة
نجد انها اصعب مشكلة في العالم , وتتمركز
وتدور حياتنا حولها ونحاصر انفسنا بها لتنتج
عنها مشاكل اخرى ونصدق بان تلك المشكلة
تندرج تحت بند الحظ السئ والتشاؤم وان حياتنا
صعبة وبالفعل تتحول حياتنا من السئ للاسوأ ,
ومن سلسلة لا تنتهي من المشكلات النفسية
والمعنوية على اختلاف الوانها وانواعها وننسى ان
نستمتع بحياتنا ونفقد القدرة في التركيز
على احلامنا , وتحقيق طموحاتنا نظرا لشحن
اعماقنا برسايل سلبية استهلكت طاقاتنا
الايجابية على امور لا طائل منها فاذا اردنا
ان نعيش سعداء وترتاح نفوسنا فعلينا العودة
الى الله بكل جوارحنا وان نجعله امامنا ومعنا
في كل حركاتنا وتصرفاتنا واقوالنا ..
علينا ان نخلق هذا الشعور بايدينا ,
وان نصدق ونرى ونعيش ونجسد هذا الاحساس
وكأنه امام اعيننا , فكما يقولون ان واقعك
توقعك والانسان القانع والراضي والشاكر
دوما سيأتيه الفرج فلندرب انفسنا على الشعور
بالسلام والامان وعلى التسامح والعفو وعلى الحلم
والصبر انها دعوة للفرح والشعور بالسعادة .
علينا الا ندع المناسبات السعيدة تمر من دون
الاستمتاع بلحظاتها دعونا نعبر عن مشاعرنا
في اي مناسبة حتى تتعود وجوهنا ونفوسنا
على الابتسامة التي تاهت مع زحمة الحياة
فهل نظل نتفرج ونندب ظروفنا ؟ وهل نمتلك
القدرة على الصمود امام متغيرات الحياة وكل
من يحاول ان يزعزع راحتنا وشعورنا بالسعادة
ونقبل عليها بكل رضا وقناعة ؟
مما راق لى