قابلت أحد الأخوة من الأشقاء العرب الذين يعملون في إحدى شركات استيراد الأجهزة فأخبرني أنه رجع من اليابان بالأمس و أنه كان في الطابق الثامن وقت الزلزال الذي ضرب شرق اليابان مؤخرا و كيف أن المبنى كان يهتز بقوة إلا أنه لم يسقط و كان يصف لي شدة الهلع الذي أصابهم فقلت له: الحمد لله على السلامة و استأذنته أن أطرح عليه سؤالا فأذن لي، فقلت: هب أنك هلكت مع الذين هلكوا ثم استعرضت شريط حياتك، هل هناك أعمال لا زلت تمارسها الآن مما يندرج تحت المحرم و تتمنى أن تكون تركتها حياء و خوفا من الله أن تلقاه بها، و هل هناك أعمال فرطَت فيها إلى الآن مما يندرج تحت الواجب تود لو أنك ألتزمت بها قبل موتك و لو رجعت لالتزمت بها؟ فقال لي: كثير، فقلت له: فها أنت قد رجعت الآن فاعمل كما لو أنك رجعت من الهلاك. إن كل واحد منا لو استعرض هذا الشريط لوجد أشياء كثيرة في حياته من هذا الصنف و هي واقع فقد أخبرني أحد الزملاء أنه أنقذ من غرق في البحر فيقول: و الله ما تذكرت تحت الماء شيء من الدنيا و لا أمي و لا أبي و إنما تذكرت صلاتي و شريط حياتي بسرعة عجيبة و لم أفق إلا بعد مدة من إنقاذي فحمدت الله على النجاة و تغير بعض حالي.
أخوتي ، ينبغي لكل عاقل أن يتخيل نفسه في هذا الموقف و ليعلم أن كل يوم يحياه فإنما هو فرصة للمراجعة و التوبة و لكن سكرة الدنيا تعمينا فمتى نصحو؟!!! هل ننتظر زلزال مثل اليابان أم غرق مثل جدة أم ماذا ؟ سؤال مفتوح و يحتاج إلى جواب.
إلى اللقاء