قد نختلف فيما بيننا، وقد نخطئ او نزل احيانا، سواء كنا نقصد ام لا، ولكن لا احد منا يرغب في أن يفتضح امره او ذنبه الذي ارتكبه. فالكل يخطئ كما قال رسولنا عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام «كل ابن آدم خطاء»، فيسترنا الله بستره وهو عالم الغيب والشهادة، وامرنا بستر عباده، بل ان من صفاته سبحانه وتعالى الستار، وللأسف الشديد اتجه كثير من الناس إلى امتهان مهنة منبوذة في الدنيا والآخرة... ألا وهي فضح الناس وعوراتهم واخطائهم، فكثيرون يتسابقون اليوم الى نشر الفضائح والاخطاء التي يرتكبها الغير، بل ان البعض يعمل على ذلك من دون دليل، فقط لانه سمع من احد البشر انه فعل ذلك، مما قد يوقعه في الظلم، وهو ظلمات في الآخرة. والاسوأ من ذلك ان الغالبية اصبحت تتعمد اغماض عينيها عن السلوك الايجابي، وتستخدم ادق الميكروسكوبات لا للبحث عن علم او فائدة للمجتمع، بل للبحث عن اخطاء الناس ونشرها بحجة النصح، فتصبح على عيونها غشاوة لا ترى الا السوء، وفي قلوبها حقد لا يشعر الا بالحسد والضغينة، وفي عقولها جهل لا يعي الا الرذيلة، مما يورث البغضاء والتفكك بين ابناء المجتمع الواحد، ويساعد على نشر الفضائح والسلوكيات السيئة، فيتعلمها من كان يجهلها فتتفشى، وقد يقوم بتقليدها، فينشغل المجتمع بها ويغفل عن التطور والرقي، فاسأل نفسك يا فاضح الناس وكاشف عوراتهم، كم من سلوك سيئ ساهمت في نشره بالمجتمع، وكم من سلوك حسن شجعت على نشره وتفشيه وتعليمه للابناء، فالنصح في العلن يا هؤلاء انما هو فضيحة، وان نظرت الى عيوب الناس اليوم فخالقك يعلم عيوبك الظاهرة والخفية، فلستم وحدكم من يعرف، ولستم وحدكم من يرى، لا يا هؤلاء لا تكن شهرتكم ومصالحكم على حساب من سترهم الله، فالمجتمع بحاجة إلى أن يرى الامور الايجابية اكثر واكثر ليقلدها ويتطور، انصحوا في السر، انظروا للايجابي في الامور السلبية، احرصوا على نشر الخير، كحرصكم على نشر الشر وفضحه.



كتبه (ناصر المنيع)