عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2016, 01:22 PM   #628
منتديات ال حبه الادبية
 
الصورة الرمزية مون لايت
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 4,404
معدل تقييم المستوى: 100
مون لايت has a spectacular aura aboutمون لايت has a spectacular aura aboutمون لايت has a spectacular aura about

اوسمتي

افتراضي رد: خذآخر كلمة ..وابدأ بها موضوعك

لعل المسارعة في تنفيذ الأحكام، وعدم التعويل على برامج المناصحة، سيؤتيان ثمارهما.. أما الشباب فينبغي إيجاد آلية جديدة لإنقاذهم من الوقوع في براثن تلك العصابات، بتطوير برامجهم وتنويعها، وإشغالهم بما يجنبهم سهولة الانقياد لتلك العصابات..
عندما شرع الله القصاص كان الهدف منه حماية المجتمع من الفساد والمفسدين، والحد من ارتكاب الجرائم وإرهاب الآمنين، فإذا علم القاتل أنه سيقتل فسيتراجع عن نيته في القتل.
إن العقوبة حين شرعها الله لم يشرعها لتقع، وإنما شرعها لتمنع، ونحن حين نقتص من القاتل نحمي سائر أفراد المجتمع من أن يوجد بينهم قاتل لا يحترم حياة الآخرين، وفي الوقت نفسه نحمي هذا الإرهابي من نفسه؛ لأنه سيفكر ألف مرة قبل أن يرتكب جريمته، ولذا فمن الضروري أيضاً التعجيل بالقصاص وخاصة في قضايا الإرهاب التي تزايدات في الآونة الأخيرة بسبب أسلوب المناصحة الذي لم يكن مجدياً مع بعضهم، لكي يتعظ الآخرون ويكفوا عن ترويع الآمنين، والانخراط في بؤر الإرهابيين. إذن فالقصاص من القاتل عبرة لغيره، وحماية لسائر أفراد المجتمع، ولذلك جاء في القرآن "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون"! فعقوبة القصاص كطبيعة خاصة به، هي طبيعة المماثلة للجرم كما وكيفاً، أي أن فعل العقوبة هو نفس فعل الذنب.
هؤلاء الإرهابيون هم الذين ظلموا أنفسهم، وظلموا الأبرياء الذين وقعوا ضحية لإرهابهم، وخانوا وطنهم بإجرامهم "وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون".
والظلم في اللغة: وضع الشيء في غير موضعه، وهو أيضاً التجاوز عن طريق الحق إلى الباطل، والميل عن القصد، والعرب تقول: الزم هذا الصوب ولا تظلم عنه أي لا تجر عنه.. وأما ظلم الرجل لإخوانه فهو أن يأخذ من حقوقهم أو أعراضهم أو أموالهم أو دمائهم، ومن هذا يعلم أن من تعدى على حق الغير من مال أو عرض أو دم فقد ظلمه.
أما الآية "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" التي اتخذتها عنواناً للمقال، فمعناها: وسيعلم الذين ظلموا أي مرجع يرجعون إليه، وأي مصير يصيرون إليه، فالظالمون سيعلمون يوم القيامة العاقبة السيئة التي هي مآلهم ومصيرهم ومرجعهم.
وقد ورد الظلم في آيات كثيرة، منها آيات تبين ظلم الإنسان لغيره بالعدوان على المال والنفس والإفساد في الأرض، ما يترتب عليه من بث الرعب والخوف وإشاعة الفوضى والخراب، ومن ذلك قوله تعالى: "إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم"، وقوله: "ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم" مشفقين أي خائفين مما كسبوا أي من جزاء ما كسبوا.
وقوله: "إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولائك لهم عذاب أليم" أي إنما الطريق لكم أيها الناس على الذين يتعدون على الناس ظلمًا وعدوانًا - بأن تعاقبوهم بظلمهم، لا على من انتصر ممن ظلمه فأخذ منه حقه - أولئك الظالمون الذين يتجاوزون في أرض الله الحد الذي أباح لهم ربهم إلى ما لم يأذن لهم فيه، فيفسدون فيها، ويظلمون الناس، ويبغون في الأرض، لهم عذاب من الله يوم القيامة.
والقتل من الظلم، ففي خطبة الوداع ركز النبي صلى الله عليه وسلم على عدم الظلم حين قال: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا.."
كل أولئك الإرهابيين "استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون"، أي غلب عليهم الشيطان، واستولى عليهم، حتى تركوا أوامر الله والعمل بطاعته، أولئك حزب الشيطان وأتباعه. ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون في الدنيا والآخرة.
ينقسم أتباع الإرهاب في بلادنا إلى ثلاث فرق تعمل في غاية التنظيم والانسجام، كل فرقة تقود إلى التي بعدها، فالفرقة الأولى فرقة الوسواس الخناس وهم الذين يفتون بالجهاد وينادون بجوازه، الذين يزرعون في أذهان الشباب أن الأعداء يتربصون بالإسلام، وأنهم هنالك في كل بقعة من بقاع العالم الإسلامي، وأن عليهم أن يبادروا للدفاع عن شرف الأمة وعن دينها.
فقهاء الدم هؤلاء ينتشرون في مواقع التواصل الاجتماعي، وتطالعنا صورهم في القنوات الفضائية التي صاروا نجومها حتى باتوا ينافسون نجوم الموسيقى والغناء لكثرة ظهورهم فيما كانوا يحرمونها! هؤلاء هم الذين يقدمون الجرعة الأولى من جرعات السم الزعاف إلى شباب هذه الأمة.
الفرقة الثانية هم الحركيون، فرقة التعبئة النفسية والذهنية والعاطفية الذين يتباكون في مجالسهم البعيدة عن أعين الرقابة، ويتصيدون البسطاء والأغرار في محاضراتهم ومنتدياتهم ويقومون بالتحريض على القتل والجهاد المزعوم، فيما يذرفون دموع التماسيح وتتهدج أصواتهم وتنتفخ أوداجهم ليكون تأثيرهم قوياً لا رجوع بعده، أولئك هم أعداء الحياة ومحبو الموت، الموت الذي لا ينالهم ولا يطال أبناءهم. وهؤلاء هم الذين يتولون تقديم الجرعة الثانية من السم الزعاف؛ ولذلك فإن دور هؤلاء هو الدور الأساس الذي تعتمد عليه كل العصابات من لدن سيد قطب.
الفرقة الثالثة وهم المجرمون والقتلة عصابات العالم السفلي الذين يعملون في الميدان فيتلقفون الصغار بعد أن يطمئنوا إلى أن مشايخ الفتاوى ونجوم الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي قاموا بما توجب عليهم خير قيام،، فيقدمون لهم الجرعة الثالثة والأخيرة من السم الزعاف ثم يسوقونهم سوقاً إلى هلاكهم لينفذوا ما طلب منهم، ما هم إن كان الضحايا أهلهم أو جيرانهم أو أبناء وطنهم أجمعين أو ليسوا كذلك فهم سينتهون شهداء وسيزفون إلى الحور العين..
هؤلاء الشباب لا غيرهم وقود هذه المحرقة المجنونة التي أشعلها ابن لادن كبير القتلة والمجرمين، فلم تعرف بلادنا الجريمة المنظمة، والعوالم السفلية للتنظيمات الإرهابية قبل هذا الإرهابي صاحب التاريخ الأسود الذي باء وسيبوء بغضب الله والناس أجمعين، جراء إجرامه وتشويه صورة الإسلام بما اقترفت يداه، فلقد سن سنة لا سابق لها في العصر الحديث، لشد ما يصدق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنةً حسنةً فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنةً سيئةً كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء".
بدأ إرهابه عام 1998م بإنشاء تنظيمه "القاعدة"، حالماً بإسقاط أنظمة الحكم في الدول العربية بصفتها "العدو القريب"، واستبدالها بأنظمة متشددة خارج أطر العصر، بالعودة إلى أزمنة موغلة في الجهل والتخلف عن الركب الحضاري، ومن أجل تحقيق هذا الهدف استطاع أن يجذر تنظيمًا دوليًا وخلايا لوجستية في أكثر من دولة تعمل بسرية متناهية، حيث طالت العمليات الإرهابية بلادنا ودولاً أخرى في خمس قارات، إذ نشط التنظيم الإرهابي في عدد من الدول العربية والإسلامية وخاصة شرق آسيا، فنفذ هجمات إرهابية عنيفة استهدفت بلادنا بأيدي حفنة مارقة من مواطنيها، علاوة على تنفيذ عمليات أخرى في مطلع الألفية في "نيويورك ومدريد ولندن والدار البيضاء وبالي وجاكرتا وكراتشي واسطنبول وغيرها" بواسطة جماعات إرهابية ترتبط بتنظيمه!
وعند مقتله في الثاني من مايو 2011 من قبل أميركا، عندما انتهى دوره التآمري عميلًا لها، ومتعاوناً مع الملالي، عثر بعد هلاكه على وثائق سرية، تكشف عن تعاون عميق بينه وبينهم، لتنفيذ عمليات إرهابية في بلادنا.
وقد وجد بين ظهرانينا من لا يزال يعتبره مجتهداً أخطأ، ومنهم من يسبغ عليه الدعوات بالرحمة والغفران، كذاك الذي كتب في موقعه بعد قتله: "إننا نختلف معه فيما أقدم عليه، وندعو له بالرحمة والغفران، وقد أفضى إلى ما قدم"! ورغبة منه في التأكيد على أن ابن لادن وإن هلك، فإن فكره باق يقول: "الأفكار لا تنتهي بزوال أصحابها، فالفكر يقاوم بالفكر ونشر العدالة وتصحيح الأخطاء"! فأي فكر ذلك الذي جاء به ذلك الإرهابي ليدعونا إلى مناقشته بالفكر؟ أهو محاولة قلب نظام الحكم كما جاء في تسجيلات اجتماعات النهضة؟ ما يشير إلى أن الهدف واحد، لكن الوسيلة قد تتغير تبعًا للمستجدات.
وتؤكد الوقائع الأخيرة أن الإرهاب مستمر بين ظهرانينا - بدليل الإرهاب الداعشي الذي ورث إرهاب ابن لادن - وأن التعبئة مستمرة وإن بات أصحابها أكثر حذرًا وممارسة للتقية، وأن العصابات في العالم السفلي التي ظننا أنها كامنة ما زالت نشطة، والخلايا التي ظننا أنها نائمة ما زالت مستيقظة، إنهم يعملون بدأب لا مثيل له لأن هناك وعلى السطح من يعمل لهم، ويمدهم بما يحتاجونه من مال وبشر، وتعبئة ذهنية ونفسية وشحن ديني لتبقى نار الإرهاب متقدة.
يجب أن نتعامل مع هذه الظاهرة بكثير من الحزم، ولعل المسارعة في تنفيذ الأحكام، وعدم التعويل على برامج المناصحة، سيؤتيان ثمارهما. أما الشباب فينبغي إيجاد آلية جديدة لإنقاذهم من الوقوع في براثن تلك العصابات، بتطوير برامجهم وتنويعها، وإشغالهم بما يجنبهم سهولة الانقياد لتلك العصابات.
يجب مراقبة كل ما له علاقة بعالم الشباب وتنقية أجواء التعليم من كل ما يقود إلى فكر الإرهاب والإرهابيين.
يجب أن تجدد رعاية الشباب آليات العمل لديها، وأن تنحو منحىً وطنياً يتجاوز كرة القدم ومبارياتها، ينبغي أن تخصص جزءاً من ميزانيتها لتأسيس أندية في بعض أحياء المدن تقام فيها أنشطة لهم، فلقد تمكنت أميركا من محاربة المخدرات ومروجيها في بعض المدن الكبرى عن طريق أندية الأحياء التي يأوي إليها الشباب لممارسة الأنشطة الرياضية التي يحبونها.
إن تنفيذ شرع الله لردع الخارجين على القانون واجب ديني وأخلاقي يحفظ حقوق الناس - في الوقت الذي تفاقمت فيه ظاهرة الجماعات المتطرفة التي تمارس القتل والاعتداء على المواطنين وعناصر الأمن ونقاط التفتيش - علاوة على الإرادة السياسية التي لا تقبل بأنصاف الحلول، كل هذا كفيل بفرض هيبة الدولة وتعزيز سيطرتها على الإرهاب.
__________________
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مون لايت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس