عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-2019, 08:36 PM   #717
المنتدى العام
 
الصورة الرمزية طيف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 6,200
معدل تقييم المستوى: 79
طيف is a glorious beacon of lightطيف is a glorious beacon of lightطيف is a glorious beacon of lightطيف is a glorious beacon of lightطيف is a glorious beacon of light

اوسمتي

افتراضي رد: خذآخر كلمة ..وابدأ بها موضوعك

عن عبدالله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان ، يساقون إلى سجن في جهنم يقال له : بُولُس ، تعلوهم نار الأنيار، يسقون من عصارة أهل النار، طينة الخبال» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الإمام الترمذي في باب صفة القيامة.
يحذر الحبيب المصطفى في هذا الهدي الشريف من الكبر لأن عاقبته وخيمة، والله يقول الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، ويقول أيضاً الحبيب المصطفى لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فإذا كان ذلك فلم الكبر؟
أولا يذكر الإنسان أصله من ماء مهين وشرقة تقتله، وعرقة تنينه وشوكة تؤلمه أن المتكبر سيعيش ذليلاً ويموت ذليلاً ويلقى الله وهو ذليل إنه يساق كالبهيمة إلى النار ويسقى من عصارة أهل النار ولبئس مثوى المتكبرين.
والمتذوق لهذا الجمال النبوي يلاحظ أن النص يشتمل على إثارة للخيال والحواس ويبث الترويع الشديد وجمال التصوير فيه غير مقتصر على تشبيه المتكبرين بالذر وإن كان هذا افتتاحية فنية موظفة في التعبير عن الكثرة الكاثرة إذ يلفت النظر المشهد المروع إطاره الزمني مستقبلي.
ولكنه يصوره كأنه حاضر لزيادة التأثير وتأكيد الحتمية ونرى فيه الانكسار النفسي في الوجوه البائس المعبرة عن انكسار القلوب وخراب الأماني والندامة وكأن الذل صار مظلة هائلة تغطي العدد الفقير من هؤلاء المتكبرين وتعبير (من كل مكان) عنصر الشمول في المشهد.
ثم هنالك نار تعلوهم إذ لا يكتفي بنار الحسرة والندم الداخلية وللكلمة دلالتها الأخروية الخاصة من حيث الخلق وكيفيته وهذه الفوقية مناسبة للتكبير الذي يستوطن القلوب ويجعلها مريضة بداء الصلف ويترجم هذا التكبر بأفكار تافهة كامنة في الرؤوس فتصعد النار إليها نكالاً وانتقاماً.
ويمكن أن نتصور في هذا النص آلة التصوير تقترب من بعض جزيئات الصورة لترتكز على الرؤوس وفي هذا صورة مكبرة أو صورة قريبة تقترب فيها الآلة المصورة من الجسم بقصد تأكيد ناحية تفصيلية معينة.
فالمجرمون بالتكبر نرى منهم رؤوسهم فقط والرأس موطن الاختيار الذي منحه الخالق لعبده ثم انه يضاف إلى الصورة الحرارية اللمسية بعلو النار سقي هؤلاء من عصارة أهل النار غيرهم وتظل مرة أخرى في صورة قريبة تشهد فيها الشفاه تنهل من عصارة لا تدرك حدودها تماماً لكنها مقزرة على أية حال كل هذا في سجن بولس ، فالعذاب النفسي مقصود إلى جانب الحسيات التعذيبية .
ولا يكاد الخيال مهما حلق لا يكاد يحيط بهذا السجن داخل النار ، وهذا لم يقم هذا التصوير الجمالي على مجرد الذكاء في اتقان الجزيئات بل تختضل العبارات بمشاعر مختلفة. تبعدها عن الطابع التقريري وتجعل هذه الكلمات الحقيقية في صلب أدبية الأدب فنلتمس الرهبة في جهد العذاب والمهانة في قوة العذاب وعذابه نوعيته المخزية. كفانا الله وإياكم وما قرب إليها من قول أو عمل.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الإمام مسلم. أيها الأخوة المؤمنون:
إنها لبشارة عظيمة من نبي صادق عظيم بأن الدنيا لا يمكن أن تزول حتى تقع المعركة الفاصلة بين المسلمين واليهود والتي ينتصر فيها جند الرحمن على جند الشيطان وتكون فيها الغلبة لعباد الله المؤمنين تصديقاً لقول الحق «وإن جندنا لهم الغالبون». وأيضاً «وكان حقاً علينا نصر المؤمنين».
يبشر الصادق المصدوق بأن المعركة لم تنته بعد إذ لم يأت النصر فالنصر قادم لا محالة وإن النهاية ستكون بانتصار المسلمين وستظهر بعض العجائب والأمور الخارقة في ذلك الحين حيث يتكلم الجماد وينطق الشجر والحجر فيقول يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله إلا ذلك الشجر الخبيث الذي يشبه اليهود في خبثهم ولؤمهم ألا وهو شجر الغرقد فإنه لا ينطلق إذا اختفى وراءه أحد من اليهود.
فلن تستعيد الأمة العزة والمجد إلا بالعقيدة الصادقة والإيمان العميق فهذا هو الذي سيحقق النصر بمشيئة الله عز وجل وهذا هو الذي أشار إليه الحديث الشريف فذكر كلمة المسلمين وتكرارها يدل على أن النصر سيكون لأصحاب العقيدة الحقة لأولئك الذين جعلوا إعلاء كلمة الله نصب أعينهم والجهاد في سبيله هو غايتهم وهدفهم ففي قوله لا تقوم الساعة أي لا تنتهي الدنيا ولا تقوم حتى تقع الحرب العظيمة بين المسلمين واليهود وهذا من أمور الغيب التي أخبر عنها الصادق المصدوق.
__________________
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
طيف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس