عرض مشاركة واحدة
قديم 24-09-2015, 04:15 PM   #569
 
الصورة الرمزية ابو نايف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الشرقيه
المشاركات: 44,381
معدل تقييم المستوى: 100
ابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond repute
افتراضي رد: خذآخر كلمة ..وابدأ بها موضوعك

شكلان رئيسيان لوجود المادة. والفلاسفة معنيون أساسا بما إذا كان الزمان والمكان حقيقيين أو أنهما بكل بساطة تجريدان خالصان لا يوجدان إلا في وعي الإنسان. والفلاسفة المثاليون يرفضون موضوعية الزمان والمكان، ويجعلانهما يعتمدان على الوعي الفردي (بركلي وهيوم وماخ) فهم يعتبرون الزمان والمكان كشكلين قبليين (أوليين) للتأمل الحسي (كانط) أو كمقولتين للروح المطلق (هيغل). وتدرك المادية موضوعية الزمان والمكان، وترفض وجود أية حقيقة خارجهما. والزمان والمكان لا ينفصلان عن المادة، فهي تجعل لكليتهما. والمكان ذو أبعاد ثلاثة، أما الزمان فليس له إلا بعد واحد، ويعبر المكان عن توزيع الأشياء الموجودة وجودا تلقائيا، على حين أن الزمان يعبر عن تتابع وجود الظواهر حيث تحل الواحدة محل الأخرى. والزمان لا يرتد، بمعنى أن كل عملية مادية لا تتطور إلا في اتجاه واحد – من الماضي إلى المستقبل. وقد نسف تطور العلم الفكرة الميتافيزيقية القائلة بأن الزمان والمكان يوجدان بشكل مستقل عن العمليات المادية وبانفصال كل واحد عن الآخر. ولا تنطلق المادية الجدلية من الارتباط البسيط بين الزمان والمكان مع المادة في الحركة، بل من واقعة أن الحركة هي ماهية الزمان والمكان، وأن المادة والحركة والزمان والمكان بالتالي لا تنفصل. وقد تأكدت هذه الفكرة في الفيزياء الحديثة. وعلى حين كان العلم الطبيعي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر يدرك الطبيعة الموضوعية للزمان والمكان، إلا أنه نهج نهج نيوتن فاعتبر الزمان والمكان منفصلين الواحد عن الآخر وأنهما شيء مستقل بذاته يوجد باستقلال تام عن المادة والحركة. والعلماء الطبيعيون حتى القرن العشرين، وهم يسيرون على نهج الآراء الذرية عند الفلاسفة الطبيعيين القدماء، (أنظر ديمقريطس وأبيقور) قد وحدوا بين المكان والخواء، الذي اعتبروه مطلقا ودائما وحيثما كان هو هو، وبلا حركة، ووحدوا بين المكان والزمان المتدفق دائما بالايقاع نفسه. وقد نحّت الفيزياء الحديثة جانبا التصورات القديمة عن الزمان والمكان على أنهما وعاءان فارغان، وبرهنت على علاقتهما العميقة بالمادة التي هي في حركة. والنتيجة الرئيسية في نظرية النسبية عند اينشتين هي بالضبط تأكيد أن الزمان والمكان لا يوجدان بنفسيهما معزولين عن المادة بل هما جزء من العلاقة المتبادلة المتشابكة الكلية التي يفقدان فيها استقلالهما ويبرزان كجانبين نسبيين للزمان والمكان المتكاملين اللذين لا ينقسمان. وقد برهن العلم على أن تدفق الزمن وامتداد الأجسام إنما يتوقفان على السرعة التي تتحرك بها هذه الأجسام، وأن بناء، أو خواص الزمان-المكان الهندسية ذات الأربعة أبعاد تتغير وفق تراكم كتل المادة ومجال الجاذبية الناجم بسببها. وقد ساهمت أفكار لوباتشفسكي وريمان وجوس وبولياي كثيرا في النظرية المعاصرة عن الزمان والمكان. وقد دحضت الهندسة اللااقليدية تعاليم كانط عن الزمان والمكان باعتبارهما شكلين للادراك الحسي خارج مدى التجربة. وكشفت أبحاث بتلروف وفيودوروف وأتباعهما، عن إعتماد الخواص المكانية على الطبيعة الفيزيائية للأجسام المادية، واعتماد الخواص الفيزيائية-الكيماوية للمادة على التوزيع المكاني للذرات. وقد استغل المثاليون الفلاسفة والفيزيائيون تقلبات آراء الناس عن الزمان والمكان كمبرر لرفض واقعهما الموضوعي. وفي رأي المادية الجدلية أن المعرفة الإنسانية تقدم تصورا أكثر عمقا وسدادا للزمان والمكان الحقيقيين بشكل موضوعي
__________________
ابو نايف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس