عرض مشاركة واحدة
قديم 13-05-2016, 01:49 PM   #608
منتديات ال حبه الادبية
 
الصورة الرمزية مون لايت
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 4,404
معدل تقييم المستوى: 100
مون لايت has a spectacular aura aboutمون لايت has a spectacular aura aboutمون لايت has a spectacular aura about

اوسمتي

افتراضي رد: خذآخر كلمة ..وابدأ بها موضوعك

يصف الأربعيني أبو وليد مظهرا من المظاهر السلبية في المجتمع التي تدل على العبثية وعدم التحضر فيما نراه في الحدائق والمتنزهات العامة.
يقول، "اصطحب عائلتي بين الحين والآخر في رحلات ترفيهية لأحد المتنزهات بهدف قضاء أوقات جميلة تكسر روتين الحياة اليومية، وبالرغم من جمالية المكان إلا أن أكثر ما يثير أسفي وغضبي هو مشاهدة غالبية الأشخاص يلقون بمخلفات مأكولاتهم ومشروباتهم على الأرض من حولهم، رغم وجود سلال للقمامة".
ويوجه أبو وليد أسفه لما يراه بقوله ديننا دين النظافة، لماذا لا نحافظ على المكان ونتركه جميلا نظيفا كما دخلناه ليتمتع به غيرنا، وباعتقادي أن من يتصرف بهذا الشكل في الأماكن العامة يتصرف هكذا بمنزله، فلماذا نترك انطباعا سيئا كهذا أمام زوار بلادنا.
عندما نتأمل في كثير من سلوكياتنا الحياتية في واقعنا المعاش، نرى أن هناك العديد من السلوكيات السلبية، ومع مرور الوقت أصبحت كأنها عادات متوارثة تلتصق بالأفراد، وهي في حقيقة الأمر لا تعدو أن تكون سلوكيات عبثية تنم عن تباطؤ في الوعي المجتمعي وعجز عن استيعاب معنى التطور الحضاري للأمم والشعوب واختلال ثقافي عززته قيم هشة.
"لولا المربي ما عرفت أن أربي" بهذه الكلمات عبر الاختصاصي التربوي د. محمد أبو السعود عن الحلقة المفقودة لدينا، فاهتمام الأهل بالصالح العام أو الممتلكات مفقود نتيجة الاستعمار التي مرت بها الشعوب سابقا، فلم ينعكس ذلك على أبائنا في عهد الاستقلال، وهذا لا ينمو بشكل متسارع مع سرعة الإنجازات في الأماكن العامة.
ويقول، "يجب أن يعي المواطن مفهوم المواطنة، بأن هذا البناء أو هذا الشارع لم ننجزه إلا من خلال الدفاع عن هذه الممتلكات وحمايتها، ففي حالة غضب، يكون المنشأ العام دائما عرضة للتخريب، فلم يتجذر بداخلنا شعور بأن هذا البناء لي، بنيناه ودفعنا ثمنه نحن".
ويشيد بدورالأسرة في تنشئة أبنائها ثقافيا واجتماعيا منذ البدايات، كما يحث أن تكون هناك سلطة رادعة وتطبق على الجميع في تجنب السلبيات التي تحل بالأماكن العامة.
وتعبر المعلمة آيات الخوالدة عن استيائها الشديد من كيفية تعامل الطلاب مع الممتلكات المدرسية بكل عنف في المدرسة، فيقبلون على تكسير المقاعد والطاولات والأبواب ويكتبون عليها ويشوهونها.
وتتابع، أيضا في دورات المياة يتركون الصنابير مفتوحة بعد الإستعمال، وينساب الماء ويهدر، ويلقون بالمخلفات في الأحواض فتتسبب في انسدادها، وغيرها العديد من السلوكيات السيئة الذي يضرهم قبل غيرهم.
كما تلقي اللوم على أمهات الطلبة لمثل تلك التصرفات السيئة، وتتمنى منهن توجيه أبنائهن للحفاظ على مدرستهم كما يحافظون على منازلهم.
ويقف الخمسيني أبو سلطان مندهشا وحزينا أمام ما يراه في وسائل المواصلات التى تكلف الدولة الملايين، فالبعض يمزقون المقاعد، ويكسرون النوافذ فتصبح كعدمها لاتقي من البرد ولا تحمي من أشعة الشمس، بسبب شخص هوايته التخريب.
ويتابع، بل نجد البعض قد كتب على جدران تلك الوسائل الإهداءات وعبارات للذكرى، ألا يعلم هؤلاء أن هذه المواصلات وجدت لخدمتنا، فلماذا نسيء استخدامها.
دكتور الشريعة منذر زيتون يرى أنه لا بد من تعميق الوازع الديني أمامنا ونحن نعلم أولادنا كيف يحافظون على الممتلكات العامة في الشارع والمدرسة والمرافق، ولا يكون الحل فقط لهذه المسألة، فلن يتم الحل جزئيا، بل هو حل كلي ينعكس عى كل شيء في حياتنا.
ويقول، أهمية النظافة وعدم إفساد المعاني التي تحملها الأماكن العامة، وأيضا تشجيع الزراعة من طرق المحافظة على الممتلكات العامة بالتكثيف الديني في نفوس الناس، منوها إلى أن التطبيق العملي يبدأ من الدولة في الحفاظ عليها وتكون صالحة للمشاة، ولا بد من أولي الأمر أن يكونوا قدوة للناس.
"من المهم أن تعي الأسرة دورها تجاه أفرادها، وتأخذ على عاتقها أهمية تعليم الطفل دوره تجاه البيئة المحيطة به كونها بيته الكبير"، وفق زيتون.
ويبدي الستيني أبو سامي أسفه الشديد تجاه بعض السيارات التي تجوب الشوارع المزدحمة وبسرعة فائقة، وتشغل "كاسيت" أو "سي دي" في السيارة بأعلى صوت مما يسبب إزعاجا شديدا فى سلوك لا يحترم الغير، وتراهم يقذفون بمخلفاتهم من السيارة الى الشارع، فهل هذا سلوك حضاري!
ويقول، لماذا لا يحرص الجميع في أي مكان على إلقاء المخلفات بالمكان المخصص لها، وبالتالي تكون بلادنا عنوانا للنظافة.
ويضيف "لا بد أن يكون هنالك دور لوسائل الإعلام والمساجد ورجال الدين، وفي خطب الجمعة لتوعية هؤلاء وتعريفهم بحرمة ما يقومون به".
ويوجه الاختصاصي الإجتماعي الدكتور حسين خزاعي رسالة مهمة جدا في التوعية والإرشاد والتوجيه لأبناء المجتمع بالحفاظ على نظافة الأماكن العامة، فهي لهم وليست للدولة.
ويضيف، يجب الحفاظ على الأماكن والاهتمام بها كملكية خاصة، وعدم التعامل معها كأنها مشاع عام، واعتبار أن أي اعتداء عليها لا يلحق أي ضرر أو مشكلة بها.
ويصف خزاعي أن السلوك يقلد من قبل الآخرين، فهو نموذج سلوكي سلبي للمجتمع، فهذه الممتلكات هي منفعة لجميع الناس، وليست مقتصرة على فئة معينة، ويجب على الجميع حمايتها من الأشخاص الذين يحاولون تعطيل الخدمات والممتلكات العامة فهي للمواطنين جميعا.
ويضيف، يبدأ الاهتمام من الأسرة وإرشاد الأبناء وتوعيتهم للحفاظ على الممتلكات والعناية بها، ومحاربة أي سلوك ممكن أن يؤذيها، والوقوف بشكل حازم أمام أي سلوك سلبي فهذا يؤثر على المجتمع.
__________________
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مون لايت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس