قـصـة .."الـمـلـك".. مع شعبه...(!!!)

يُحكى فيما بنته أفكاري. وتخيّلته أعماق أسراري. بأنّه جاء أحد الرسل من دولة (المهازل الهزلية), ووصل إلى الخليفة الحاكم لدولة (الفهم الذكية). فدخل على الخليفة وقال له: أيها الخليفة إني قد جئتك من عند حاكم دولتنا (الهزلية) وبعثني برسالة إلى ملك وشعب دولتكم (الذكية), وقال: إنّ على قمة جبل (التحضر والانفتاح) كنز عظيم وملك كبير. وإنّ الأمم ستتسابق عليه, فمن يبلغه أولا بشرط أن يكون معه أكثر عدد من الناس سيكون له الكنز والجبل >>> (له الجمل بما حمل).

فما أن انتهى الرسول من قراءة الرسالة حتى أمر الخليفة بجمع الحاشية والمستشارين والفقهاء والمحدثين.
فلما اجتمعوا وأخبرهم الخبر. أشار عليه المستشارون والحاشية بسرعة النفير واصطحاب كافة الشعب رجالا ونساء, صبيانا وكهولا وسرعة الركض إلى تلك القمة. فقام الفقهاء إلى الخليفة و رفضوا ذلك وقالوا دعونا نتروى ونفكر ونستشير ونستخير.

ولكن الخليفة رأى أن أكثر من حضر قد أشار عليه بسرعة اللحاق بذلك الجبل. فقال الخليفة: غدا بعد صلاة الفجر وقبل طلوع الشمس سنخرج جميعا إلى ذلك الجبل.

فذهب الخليفة وأخلد عينه للنوم. فلما استيقظ من نومه ذهب إلى صلاة الفجر على عجل ثم نادى المنادي في الناس: "النفير .. النفير", فإنّ الخليفة قد أمركم بالنفير. وأخذوا يركضون وطلاب الدنيا يصيحون في الناس حثوا الخطا وسارعوا في الركض. والفقهاء ينادون عليكم السكينة وأمشوا على مهل. ولكن من يسمع كلام أولائك العلماء (الكسالى في نظر الناس. المتخلفون في نظرهم). فقام أحد الفقهاء وقال: أيها الخليفة إن الله قد استرعاك على شعبك فلا تضيعهم. فقال الخليفة: وكيف أضيعهم...!!...؟؟ قال الفقيه: لماذا تركضون والدنيا لاتزال مظلمة والشمس لم تشرق بعد وأنتم لاتعلمون ماذا أمامكم..؟؟ فقال طلاب الدنيا: ابتعد أيها الشيخ العجوز واجلس في بيتك خير لك, فنحن نعرف الطريق وهي آمنة. فقال العالم: قد يصيبكم أذى في هذا الظلام.
فلم يستجب أحد لذلك الفقيه. فدمعت عيناه و قال: اللهم إني قد نصحتهم وأبلغتهم إبراء للذمة ونصحا للأمة.
ثم أخذ الفقيه يسير على مهل ودموعه على خده خوفا على أمته. وقد سار معه على مهل من كان يحبه ويستمع إلى نصحه. ولكن أكثر الشعب قد سعى مع طلاب الدنيا.

فبينما هم كذلك... إذا هم يسقطون في كمين قد نصبه لهم أبناء الدولة (الهزلية) ووقعوا في وحل وبئر عميق تهاووا فيه جميعا فقد كانوا يركضون مسرعين (باتجاه جبل التحضر والانفتاح) ولم يعلموا ما أمامهم ولم يتمكنوا من تفادي ذلك الكمين.

وفجأة يستيقظ الخليفة من نومه..!! ويصرخ ........

الحمد لله أنه كان حلما.

ثم ذهب لصلاة الفجر. وبعد الصلاة قرب الفقهاء منه. وقال: ماترون يا أهل العلم والفضل...؟؟
قالوا: نحن لا نمنعكم من أخذ الكنز والمنافسة عليه. ولكن سيروا على رسلكم واتقوا الله في سيركم. فما أدركتم من خير فخير على خير. ومافاتكم فلله الحمد أولا و آخرا, ولكن ليسلم دينكم وعرضكم.

فقال الخليفة: نسير على بركة الله بنور من الله. وقم أيها الشيخ المبارك فكن لنا دليلا.

وبعدها يستيقظ الخليفة من نومه الذي كان يحلم فيه أنه كان يحلم.

فلله الحمد والمنة

.

يعطيك العافيه
الله المستعان كم واحد ضيع اخرته بعرض من الدنيا