الإهداءات


العودة   منتديات آل حبه > منتـــــديات آل حبه العامــــة > المنتدى العام

المنتدى العام طرح كافة المواضيع العامة والتي لا تندرج تحت اي قسم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-05-2013, 12:56 PM   #381
منتديات ال حبه التقنية
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 9,076
معدل تقييم المستوى: 100
الفيصل has much to be proud ofالفيصل has much to be proud ofالفيصل has much to be proud ofالفيصل has much to be proud ofالفيصل has much to be proud ofالفيصل has much to be proud ofالفيصل has much to be proud ofالفيصل has much to be proud ofالفيصل has much to be proud of

اوسمتي

افتراضي رد: خذآخر كلمة ..وابدأ بها موضوعك

الصحوة الدينية تعبير عن نهضة روحية جديدة. كذلك فإن الوحدة الوطنية هي دلالة على روح التسامح التي يجب أن تسود بين أبناء الوطن الواحد. ولكن ماذا يحدث عندما تتغلب الجوانب السلبية فتنحرف الصحوة وتنهار الوحدة?
(الصحوة الدينية) و (الوحدة الوطنية) تعبيران شائعان في الكتابة السياسية والثقافية العربية المعاصرة. والأغلب أن يراد بتعبير (الصحوة الدينية) الإشارة إلى تزايد التوجه الإسلامي الحركي بين الشباب بخاصة, وبين المنتمين إلى الإسلام بعامة. والأغلب كذلك أن يراد بتعبير (الوحدة الوطنية) الإشارة إلى الروح التي يجب أن تسود في البلاد ذات الأديان المتعددة بين أبناء هذه الأديان: من تسامح ومودّة وتحمّل, يتحلى بها كل أبناء دين في مواجهة عقائد أبناء الدين الآخر - أو الأديان الأخرى - وممارساتهم.
ولكن كلا من التعبيرين يمكن أن يكون ذا دلالة أشمل وأوسع من الدلالة المتعارف عليها في أغلب الكتابات المعاصرة.
فمفهوم (الصحوة الدينية) يتسع ليشمل الاتجاه المتنامي نحو التديّن بوجه عام, لدى المنتمين للإسلام والمنتمين إلى غيره من الأديان على سواء. ويتسع ليشمل التوجه الحركي أو السياسي للتعبير عن الانتماء الديني, وليشمل التوجه العبادي والتوجه الثقافي والتوجه العلمي والتوجه السلوكي (المتصل بالمظهر أو بالجوهر أو بهما معاً) في الوقت نفسه.
ومفهوم (الوحدة الوطنية) يتسع ليشمل العلاقات بين أبناء الوطن الواحد من المنتمين لدين واحد, سواء أكانوا يعتنقون مذهباً واحداً أم مذاهب شتى في إطار الدين نفسه, والعلاقات بين أبناء الوطن الواحد من المنتمين إلى أديان مختلفة.
ويتسع ليشمل ذوي المذاهب الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية المتباينة من أبناء الوطن الواحد, بصرف النظر عن اتحادهم في الدين أو اختلافهم فيه.
وبالمفهوم الأوسع لكل من هذين التعبيرين تعنى هذه المقالة, وبه تستعملهما.
والجامع الذي يدعو إلى الربط بين هذين التعبيرين أو المفهومين, أننا في الوطن العربي نشهد مع تنامي الصحوة الدينية بوجوهها كافة, تآكلاً في بناء الوحدة الوطنية بصورها جميعاً. وإذا كانت الصحوة الدينية عامل قوة يستحق كل التأييد والإعجاب, فإن هذه القوة لا تكتمل ولا تؤتي ثمارها على مستوى الوطن كله إلا إذا اقترنت بقوة مماثلة في جانب الوحدة الوطنية.
فإذا تبين أن عامل القوة الأول: الصحوة الدينية, يتحوّل - مهما كانت الأسباب وبصرف النظر عن النوايا - إلى مؤثر سلبي التوجه على نهضتنا - أو مشروع نهضتنا - المعاصرة. وإذا تبيّن أن عامل القوة الثاني: الوحدة الوطنية, يترنح تحت ضربات - صحيحة أو موهومة - حتى يكاد بنيانه أن يهدم تحت سمعنا وبصرنا, فإن أجراس الخطر يجب أن تدق بقوة, وصيحات التحذير يجب أن تنطلق بلا حوائل لتدارك الأمر قبل فوات الأوان!!
فأما حديث تحوّل الصحوة الدينية من عامل قوة - كما يجب دائماً أن تكون - إلى عامل ضعف, كما هو باد الآن في بقاع كثيرة من الوطن العربي والإسلامي, فإن له مظاهر عدة نرصد منها:
- الفرقة بين أبناء الدين الواحد: وهي ظاهرة تصاحب المظاهر الأخرى للصحوة الدينية, حيث يرى المستجيبون لدعاتها أنهم تميّزوا عمّن لم تظهر منهم مثل تلك الاستجابة, ويتصرّفون على نحو يتميّز بالاستعلاء الذي يبلغ في حالات كثيرة حد (الكبر) المنهي عنه شرعاً, والمكروه طبعاً. وكثير من هؤلاء المستجيبين لدعوة دعاة التديّن الشامل لجوانب الحياة كلها, تنظيماً لها أو تأثيراً فيها, يرون أنهم بفهمهم لدينهم قد أصبحوا على الجادة وأن أولئك الذين لا يفهمون فهمهم ولا يتبعون ما يرونه من رأي على ضلال وزيغ وانحراف عن الهدى.
والحق أن كثيراً من أبناء الدين نفسه يكونون على استمساك حقيقي بأوامره, واجتناب ورع لنواهيه, وتقوى صادقة لله سبحانه وتعالى, ولكنهم لا يرون في هؤلاء الدعاة, وفي المستجيبين على سواء, قوة جذب كافية لينحازوا إليهم, أو لا يقتنعون بكثير من الحجج التي يقدمها أولئك لمذهبهم, أو لا يرون فيما يدعون إليه خيراً أو مغنماً في الآخرة أو في الدنيا يهبون لتحصيله أوقاتهم وطاقاتهم.
وتقع بانحياز كل فريق إلى ما يرى, وتمسّكه به, فرقة حقيقية بين أبناء الدين الواحد, تحوّل بعضهم إلى عداوة بعض, وتشغل وقتهم بالتفكير والتدبير والعمل على نصرة ما يعتقدون, وإن لم يكن مختلفاً في جوهره وأصله مما يعتقده مخالفوهم...!!
وهكذا تتحوّل القوة المتمثلة في التديّن والاستمساك بأوامر الدين ونواهيه, إلى ضعف بالفرقة بين أبناء الدين الواحد يجعل قلوبهم شتى, وبأسهم بينهم شديداً, وهو ما يوهن قدرتهم على الإصلاح ويزهّد في متابعتهم فيما يدعون إليه قطاعات أكبر من أبناء دينهم وأمتهم.
- التعصّب الضيّق: الأصل أن الإيمان - كالعلم - رحم بين أهله, والإسلام يجعل المسلم أخاً للمسلم: لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله. وهو ينهى عن العصبية نهياً شديداً, ويمقت المتصفين بها.
ومع ذلك, فإن من عوامل ضعف تأثير الصحوة الدينية المعاصرة ما ابتلي به كثير من أبنائها من التعصّب الأعمى لمن دخل معهم في جماعتهم, والتعصّب الأعمى على مَن لم يشاركهم في هذه الجماعة.
وهؤلاء لا يرون لإخوانهم في جماعتهم خطأ قط, ولا يعيبون عيوبهم ولا ينهونهم عن مناكر القول والعمل, لأن الانتماء إلى (جماعتهم) سبب كاف لغض البصر, وإغماض العين عن كل خطأ وخطيئة.
وهم في الوقت نفسه لا يرون فيما يفعله غيرهم من خير أو بر أو تعاون على طاعة وهدى شيئاً يجب أن يحمد ويشكر ويؤازر. بل هم يتربّصون بأولئك (الآخرين) ليلتقطوا أي بادرة هفوة أو كبوة ويصنعوا منها مأخذاً عظيماً تلوكه ألسنتهم ويمشون بقالة السوء عنه بين الناس, غير حافظين لأخوة الإيمان حقها, ولا لصلة الإسلام ما هي جديرة به.
وهذا التعصّب المقيت هو الذي ذمه ابن تيمية حين سئل عن قوم يتجمّعون ويسمّون أنفسهم حزباً, ويتخذون لهم رئيساً, هل عملهم هذا جائز شرعاً?
فكان جوابه أن هذا التجمّع إن كان على ما أمر الله به ورسوله, فهو خير, وإن زاد أصحابه فيه ونقصوا, كالتعصّب لمن دخل في حزبهم بالحق أوالباطل, والتعصّب على مَن لم يدخل في حزبهم بالحق أو الباطل, فهو تجمّع مذموم لأنه من التفرّق الذي نهى الله ورسوله عنه (الرسائل والمسائل, جـ1, ص 152 - 153).
والذين يصنعون هذا الذي وصفت من التعصب لـ(إخوانهم) والتعصّب على الذين لم ينضووا تحت لواء (جماعتهم) يقعون - أو يوشكون أن يقعوا - في مثل الذي وقع فيه بنو إسرائيل حتى لعنهم الله تعالى في القرآن الكريم بسببه: نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلوننقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة. (المائدة - 78 و 79).
وهؤلاء اليهود لم يكونوا قد تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصورة كلية ونهائية, بل إنهم كانوا يفعلون كلا من الأمرين, ولكنهم لم يكونوا يقاطعون الفاعلين للمنكر, فقد كان أحدهم يرى الرجل على منكر محرم فيقول له: (يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك, ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده, فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض) (رواه أبو داود عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم).
والأمر في الإسلام على خلاف ذلك, فالمؤمن مرآة أخيه, والدين النصيحة, وهي واجبة لكل مسلم على كل مسلم, والموافقون في الرأي أو في الانتماء الفكري أو السياسي أكبر حقّاً من غيرهم, وليس من الأخوّة الصحيحة غض الطرف عن أخطائهم أو خطاياهم. والسكوت عن هذه الأخطاء أو الخطايا تعصّباً للانتماء المشترك يؤدي إلى خسائر أكثر مما يحقق من منافع, حتى على مستوى الجماعة الواحدة, فضلاً عمّا يؤدي إليه من تشويه صورتها وصورة المنتمين إليها في نظر الناس عامة).
- الغلوّ في المظهرية الدينية, ليس هناك شك في أن للمتدين مظهراً وسمتاً يختلفان عن مظهر غير المتدين وسمته. وبعض المتدينين يستكمل كل المظاهر والرسوم التي تطلبتها نصوص أو مأثورات دينية, وبعضهم يكتفي ببعضها دون بعض. وليس في هذا كله شيء يؤخد على أصحابه. وليس لأحد أن يلوم أحداً على ما يختاره لنفسه من ملبس أو مظهر.
ولكن الذي نتحدث عنه هنا أمران: أولهما الغلو في اتخاذ المظاهر المنسوبة إلى الدين, غلوا يخرج بصاحبه عن المقبول والمألوف بين المتدينين أنفسهم فضلاً عن غيرهم. وثانيهما هو إلزام الناس بما يراه بعض الدعاة أو بغض المتدينين واجباً في مسائل الزي ومسائل المظهر العام للرجل أو للمرأة.
والغالون في هذه المسائل ينشغلون بها عمّا هو أهم منها, وأكثر جدوى على جماعة المتدينين, بل وعلى أنفسهم. وهم يحكمون على الآخرين بمدى التزامهم ما يرونه هم لازماً من هذه المظاهر, ويخطئون في أحيان كثيرة حين يجعلون أساس الموالاة أوالمعاداة ما يتخذه مَن يوالونهم أو يعادونهم من مظاهر في الزي واللباس.
والغلو في هذه الأمور يحدث نفرة وتخوّفاً عند العامة - وهم الوعاء الطبيعي للدعوة - من أولئك الغالين, فيكون أثر الغلو ضارّاً على الأصل الذي يتخذ المتدين بسببه مظهراً ما. وقديماً قال العز بن عبدالسلام (كل تصرّف تقاعد عن تحصيل مقصوده فهو باطل).
وإذا كانت مخالفة المألوفات الاجتماعية غير لائقة, فإن مخالفة الواجبات أو المحرّمات الشرعية غير جائزة. ولكن المسلم الفاقه لدينه يجب أن يضع كل تصرّف وكل قول وكل فعل في مكانه الصحيح, فلا يغالي في أهمية شيء على حساب الأشياء الأخرى, ولا يضيع الأهم بسبب حرصه على المهم.
ونحن نفقد الكثير من الجهد والطاقة والوقت في أمور لو لم تناقش أصلاً ما قدمت ولا أخّرت, ولو أنفق بعض هذا الجهد في النافع المفيد لكان عائده أكبر كثيراً وأنفع للدعوة الدينية وللأمة المدعوّة.
وبعض الغلوّ في المظهرية الدينية ردّ فعل للغلو في التحلل من الواجبات الدينية عند بعض غير المتدينين, ولكن بعضه فعل مبتدأ من جانب المتدينين أنفسهم. وليس الفارق في النتيجة كبيراً, وليس لسبب الغلو أهمية ذاتية خاصة, ولكن المهم حقيقة أن ندرك مخاطر الغلوّ نفسه, وأن نتواصى بمقاومته في أنفسنا وفي جماعات المتدينين بوجه عام.
- ومن المظاهر المنذرة بخطر كبير في تيار الصحوة الدينية أن قطاعات كبيرة ممن ينتمون إلى التيار الديني لا يرون في الدين ما يجب أن يكون واضحاً للمنتمين إليه من كونه المميّز الحضاري لأبنائه, والصانع الأول في مشروع النهضة للمؤمنين به.
إن الذي تواجهه الأمة الإسلامية في عصرها الحاضر هو تحد حضاري في المقام الأول, والجديد الذي وقع بانهيار النظم الشيوعية في العالم كله, لم يزد هذه الحقيقة إلا تأكيداً ووضوحاً.
فبعد أن كان ينظر إلى الإسلام على أنه دين ينتمي إلى العالم الثالث, ولا يشغل بال (صنّاع الحضارة) إلا بقدر ما يحتمل له من تأثير على الموارد المتاحة والمأمونة للمواد الخام, أصبح ينظر إليه الآن على أنه التحدي الحقيقي الوحيد أمام الحضارة الغربية التي اكتسحت منافستها في النظم الشيوعية الشمولية بين عشية وضحاها, في أسرع عملية انهيار سياسي واجتماعي لم يحلم بها حتى ألد أعداء الشيوعية, ولم تخطر لأكثر المتفائلين على بال. ولم يعد صامداً في تميّزه - في مقابلة الحضارة الغربية - إلا الإسلام الذي يزداد انتشاراً حتى بين الغربيين أنفسهم,برغم سوء المثل الذي يضربه كثير من أبنائه.
وهذه الحقيقة يجب أن تقودنا إلى الانشغال التام بقضية بناء مشروع إسلامي للنهضة العصرية. وهو مشروع لا يرمي إلى تقويض ما يبينه الآخرون لأنفسهم, ولكنه يقصد إلى المحافظة على هويتنا الإسلامية, وذاتيتنا الحضارية في مواجهة محاولات التغريب والتذويب الدائبة, والمؤثرة قطعاً, في بناء الأمة وكيانها.
وإذا كان البعد الفردي التعبّدي فرض عين على كل مسلم, فإن البعد الجماعي الحضاري فرض كفاية على الأمة كلها: تأثم بتركه, ويشتد إثم القادرين من أبنائها على المساهمة فيه, إذا قعدوا.
ولو أن بعض المال الذي ينفق على بناء المساجد وتزيينها, أو الذي ينفق في تكرار فريضة الحج عشرات المرات لآلاف من المسلمين أو الذي ينفق في احتفالات تسمى دينية: رسمية وشعبية, لو أن بعض هذا المال خصص لدراسة تصوّرات المشروع الحضاري الإسلامي, وكيف يمكن صياغته, وما السبيل الأمثل للتحدي به, محلياً وعالمياً, وما الخطاب الذي يجب أن نوجهه إلى أنفسنا ثم إلى غيرنا... لو فعل ذلك لاختفت مظاهر مرضية كثيرة من تيار الصحوة الدينية, ولحقق المال فوائد أشمل وأبقى مما يحققه إنفاقه في الذي وصفنا من أمور.
- استباحة العنف ضد المخالفين: يقع فريق من المنتمين إلى تيار التديّن في خطأ فادح حين يستبيحون لأنفسهم استخدام العنف ضد مخالفيهم في الرأي أو خصومهم في الفكر.
وقضية العنف قضية بالغة التعقيد: أسباباً ومظاهر, وأفعالاً وردود أفعال, وتداعيات محلية وعالمية, وبواعث حقيقية أو مصطنعة... إلخ ما يتصل بها وتتصل به من شجون وشئون.
ولكن الذي يعنينا هنا أن العنف في العمل الديني مظهر ضعف لا مظهر قوة, ودليل عجز لا دليل قدرة, ومجلبة ضرر أكبر منه مصدر نفع.
ومهما يكن مقصد هؤلاء الذين يستبيحون العنف مع الآخرين سليماً, ومهما تكن نياتهم الحسنة صادقة, فإن سوء التصرّف يذهب بكل أثر لسلامة القصد ولحسن النيّة.
وإذا كان كثير من التصرّفات المتسمة بالعنف يأتي - في الأصل - رد فعل لمثيرات تستثير في بعض الشباب (الحمية الدينية) والغيرة الإسلامية, فإن رد الفعل يجب أن يكون محسوباً ومشروعاً, وكلما كانت الاستثارة أكبر كان الحذر أوجب.
وإذا كان الدين في المجتمع هو عامل بناء النهضة الوطنية والاجتماعية, وهو كذلك يقيناً, فإن دور دعاته داخل الوطن ومع أبنائه كافة لا يجوز بحال أن يخرج على الإطار الذي رسمه الله تبارك وتعالى من دعوة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة, وجدال - عند الضرورة - بالتي هي أحسن.
فإذا تجاوز بعض الناس هذه الحدود فهم يسيئون ولا يحسنون, وفعلهم منكر تجب مقاومته, وتوعية الشباب بواجب التفقّه الكامل في أمور الدين والدنيا - معاً - تقود في النهاية إلى تقليل الاستجابة لمثيرات العنف, وتضبط إيقاع العمل الإسلامي على وتيرة صالحة من الهدي القرآني والنبوي الصحيح.
والوحدة الوطنية بمفهومها الأعم الذي نقصد إليه, ليست أحسن حظّاً من الصحوة الدينية. ذلك أنها هي الأخرى تعتريها علل قديمة وحديثة تضعف من أثرها المرجوّ, عاملاً من عاملي قوة الأمة وتماسكها. ونستطيع أن نرصد هنا عدداً من مظاهر هذه العلل:
- العداء بين المتحدين في الدين لاختلافهم في المذهب: وقد لمسنا في حديثنا عن التعصّب وعن الفرقة بين بني الدين الواحد جانباً من جوانب هذا المرض. ونزيد ذلك بياناً هنا بالإشارة إلى تعصّب مذهبي قديم, له أسباب تاريخية أكثرها لم يعد يشغل بال أحد, ولكن آثارها لاتزال باقية في التعصّب المذهبي الذي يفرّق بين أبناء الدين الواحد, ولست أريد هنا أن أمثّل بقضيتي السنّة والشيعة, أو الإباضية والسنّة, على الرغم من أن التمثيل بهما يوضح الصورة تماماً, ويجليها أشد ما يكون الجلاء, ولكنني أتحدث عن التعصّب الذي يقود في بعض البلاد إلى معارك دامية بين فريقين ينتميان إلى أهل السنّة جميعاً, لأن بعضهم يتمذهب بمذهب معين, والآخرين يرون التمذهب كله بدعة وخروجاً عن سنّة السلف.
وأشير إلى الفُرقة بين المسيحيين من أبناء الوطن الواحد الذين لم تحل بينهم وحدة الدين ووحدة الوطن, وبين القتال المرير سنين عدداً, وما حديث لبنان عنا ببعيد.
وإذا كانت الوحدة الوطنية تعني - بين ما تعنيه - إهمال الفروق الدينية في التعامل الاجماعي والسياسي إعلاء لشأن التوافق الوطني, فإنها يجب - من باب أولى - أن تتوجه إلى إهمال الفروق (الفنية أو التفصيلية) التي تتصف أو توصف بأنها (عقدية) أو (أساسية) بين أبناء مختلف المذاهب والتوجّهات الفكرية المنتمية أو المبنية أو المستمدة من دين واحد.
- العداء بين ذوي الأديان المختلفة في الوطن الواحد, وقد كان من قوانين المستعمرين الغربيين قديماً: فرّق تسد. وكانت الأجيال السابقة من بني الأوطان العربية والإسلامية أكثر تفهّماً لمخاطر الفرقة والتمزّق, فكانت وحدة بني الأديان المتخالفة هي السلاح الأمضى في مواجهة القوة الاستعمارية الغاشمة.
ثم عرتنا - مع توالي الاستقلال وحكّام الاستقلال - أمراض اجتماعية خطيرة كان بينها انهيار سدّ الوحدة الوطنية, أو اهتزازه.
وكما أن التعصّب بين أهل الدين الواحد - حين يختلفون فكراً أو منهجاً - يعد أمراً شديد الخطر, فإن التعصّب بين أهل الأديان المختلفة يذهب بأس الأمة وشوكتها, ويضيع في مواجهة عدوّها الداخلي والخارجي احترامها ومهابتها.
ومن عجائب ما أصاب الوحدة الوطنية في العقود الثلاثة الأخيرة تلك الاعتداءات التي لم تسلم منها دور العبادة أو الأملاك الخاصة بها. ورسخ في الأذهان أن بين أهل الأديان المختلفة عداء دائماً, حتى أن بعض الكتابات الإسلامية - في مصر - المدافعة عن حقوق المسيحيين الاجتماعية قد قرئت قراءة خاطئة, وفسّرت تفسيرات مبنية على هذه القراءة غير الصحيحة, واستنتج منها ما لا علاقة له بمضمونها, ولا أصل له ألفاظها, ولم يكن لذلك من سبب إلا ما رسخ الأذهان عن عداوة أهل كل دين لأبناء الدين الآخر: المسيحية والإسلام.
وهذه العداوة الحادثة تخالف الأصل الإسلامي في العلاقات الإنسانية, وهو الأصل الذي نطق به القرآن الكريم:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكمنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة. (الحجرات: 13)
ونطق به الرسول صلى الله عليه وسلم, فخاطب المسلمين في حجة الوداع بقوله: نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة يا أيها الناس: إن ربكم واحد, وإن أباكم واحد... كلكم لآدم وآدم من ترابنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.
وقد عاش الناس - مسلمين وغير مسلمين - في ظل دولة الإسلام - منذ كانت - محتمين بهذا الأصل: في مدنهم وقراهم, وأفراحهم وأحزانهم, وبيعهم وشرائهم, وأعيادهم ومواسمهم, حتى أنه لولا الاستمساك المحمود للمسلمين وغير المسلمين بشعائر دينهم الظاهرة ما عرف منهم مسلم بإسلامه ولا كتابي بكتابه.
وليس لهذه العداوة - في نظرنا - سبب محلي واحد, ولكنها تعود لألف سبب وسبب كلها خارجي يصدّر إلينا فتتلقفه نفوس سقيمة, وعقول قاصرة, فتصنع الفتن وتؤجج النيران, وتتأصل الإحن بعد وقوع المحن!!
- يتنازع الناس في عملهم الفكري والثقافي بين مذاهب شتى, والأصل العقلي أن تتكامل مذاهب الناس هذه فتقوم بها - متكاملة متساندة - نهضة عقلية وفكرية للأمة كلها.
ولكن الواقع في حالنا العصري أن المفكرين والمبدعين وأصحاب الثقافة وأرباب الأقلام قد أصابهم من الأعراض المرضية ما أصاب سواهم, فأصبحوا فرقاً متنابذة, وشيعاً متنافسة. تغلب عليهم الأنانية وتسوقهم الأثرة, وتفتنهم عن رسالتهم السامية في تنوير الأمة وتثقيفها مغانم قريبة ومطامع تافهة من شهرة أو جاه أو حظوة, ويحول ذلك كله بينهم وبين دورهم الأساسي, ويمنعهم من التفرّغ لما ينفع الناس ويمكث في الأرض, وتراهم يلهثون - وهم لا يشعرون - وراء ما يذهب جفاء!!
بين مفكرينا وأدبائنا وأهل الرأي منا جماعات آمنت بأن التقدم والتطوّر والرقي في متابعة ما سبق الغرب إليه من أفكار وتجارب ومذاهب, وفينا من هؤلاء جماعات آمنت أنه لا يصلح حالنا الفكري والثقافي إلا بما صلح به حال أوائلنا, فعكفوا على تراثهم الصالح يستنطقونه, ويستنبئونه, ويعيدون تعريف الناس به وتقريبهم إليه.
ونحن بحاجة لا تنقضي إلى عمل الفريقين جميعاً: فلا نحن يمكن أن نكون نُسخاً مقلّدة من نظرائنا الغربيين, ولا نحن نستطيع أن نبني نهضتنا الفكرية العصرية مهملين ما سبقت الأمم الحاضرة إليه من عمل فكري ومن نماء ثقافي.
وكان الأصل - والحال كذلك - أن يتعاون الفريقان من كتّابنا ومفكّرينا وأدبائنا تعاوناً يعرف فيه كل لصاحبه قدره, ويحترم فيه كل ما يحسنه صاحبه ويرجع إليه في شأنه, ويكمل كل في نفسه ما ينقصها من العلم والمعرفة بعلم صاحبه ومعرفته. ولكن شيئاً من ذلك لم يكن. وضد ذلك كله كان, ولايزال كائناً!!
فكما يتبادل جهلة المتعصّبين التهم والشتائم - أحياناً - يتبادل المنسوبون إلى الرأي والفكر والثقافة التهم والشتائم.
وكما تمنع العصبية البغيضة جماهير عريضة من الإفادة من دعوة بعض الدعاة بتديّن بعض المتدينين, تمنع العصبية نفسها تلاميذ المدارس الأدبية من الإفادة من غير مدارس أساتذتهم وإلا حاق بهم الغضب, وحلّت عليهم اللعنة, وعدوا مارقين وخارجين.
وكما يقع ذلك بين أهل الأدب والفكر والثقافة, يقع بين أهل العلوم العصرية والتقنية سواء بسواء.
فكيف يرجى لأمة هذا حال علمائها وأدبائها ومفكريها نهضة بعد كبوة, أو تقدم بعد تخلّف, أو رقي بعد انحطاط??
وليس أمر انحراف الصحوة الدينية, وانهيار الوحدة الوطنية مما يجوز التهاون فيه, أو السكوت على مظاهره المدمّرة. ويكفي أن يتأمل المتأمل آثار هذا الانحراف وذلك الانهيار ليضم قواه كلها وطاقاته البنّاءة جميعاً - أيّاً كان موقعه - إلى قوى الرشد في تيار التديّن, وإلى عوامل الدعم والبناء للحفاظ على الوحدة الوطنية.
فأول ما يصيبنا من جرّاء انحراف الصحوة الدينية وانهيار الوحدة الوطنية, وأخطره, هو أن يفقد الناشئة ثقتهم بأديانهم وأوطانهم معاً. فالفتى أو الفتاة إذا رأى ما وصفت - أو بعض ما وصفت - من أعراض المرض في تيار التدين, وفي وحدة أبناء الوطن لا يؤمن أن يكون أثر ذلك في نفسه - مع انعدام القدوة الصالحة, والكلمة المصوّبة - أن يكفر بتديّن المتدينين وينكر وطنية الوطنيين في وقت واحد.
وإذا وقع هذا فإن معناه أن يصبح الوطن كشجرة بلا أغصان, تذبل أوراقها وتتساقط, ويضعف جذعها ويشيخ, حتى تموت في مكانها.
ولا يريد عدوّنا المتربص أفضل من هذا, ولا يرى في أحلام يقظته حلماً أحسن منه, فهذا هو الذي يخلي الساحة له, ويمهّد الأرض الوعرة أمامه, ويمكنه مما لم يستطع اقتناصه في الحروب الطويلة وفي المكر المستمر.
وثاني ما يصيبنا من آثار انهيار الوحدة الوطنية وانحراف الصحوة الدينية, أن ذلك يمكن في أرضنا كلها للاستبداد تحت دعوى حماية الأوطان من الفوضى, ويرسخ أقدام الطغيان بدعوى أن هذه شعوب لم تجاوز مراحل العبث الطفولي إلى مراحل الحرية المسئولة. وكفى بذلك قضاء على كفاح أجيال متتابعة من أجل حرية حقيقية, ومشاركة فاعلة في شئون الأوطان.
وثالث ما يصيبنا من جرّاء انهيار الوحدة الوطنية وانحراف الصحوة الدينية, أن يتمكن منا المغربّون والغزاة الثقافيون!! فإنه إذا لم يكن في الإناء ما يملؤه, استطاع كل حامل ماء - أو سقّاء - أن يصب فيه بعض مائه.
وإذا أدرك شبابنا أن الذي ندعوهم إليه لا نمارسه, وأن الخير الذي في أصولنا هو سطور كتب صمّاء لا تجد في الحياة متبعاً صادقاً ولا ترجماناً أميناً, وأن حديث وحدة الأمة هو حديث خرافة تكذبه الوقائع صباح مساء في كل بقعة من بقاع الوطن, إذا أدرك الشباب ذلك كله, فلمَ لا ينقادون طائعين مختارين إلى تقليد الغزاة الثقافيين وإلى قبول قول المستغربين والمغتربين?!
ورابع ما يصيبنا من جرّاء انحراف الصحوة الدينية وانهيار الوحدة الوطنية, هو فتح الأبواب أمام النزعات العرقية والطائفية. فهذه النزعات تموت في الأمة القوية المتماسكة المتراصّة الصفوف, وتحيا وتنتعش في الأمة الهشّة المهترئة الممزقة.
والإنسان ربما كان بطبيعته ميّالاً إلى أن يكون جزءاً من كل قوي, وإلى أن ينضوي تحت لواء جماعة تحميه وتتيح له أن يجد في بنائها المتماسك ذاته وينمّي قدراته. ولكنه إذا فقد هذه المعاني - أو افتقدها - فهو لابد باحث عن بديل يمكن له من هذا الإحساس الاجتماعي الذي وصف به العلامة ابن خلدون الناس كافة حين قال (الإنسان مدني بطبعه).
ولن يكون الكيان البديل - في هذه المنطقة من العالم - إلا كياناً عرقياً يحيي نزعات قبلية كامنة, أو كياناً طائفياً يمزّق الجسد العربي أكثر مما هو ممزق, ويقطع الأمل الباقي في تقارب يؤدي إلى توحّد.
وإذا وقع ذلك كله - وإن بعضه لواقع - فإنه كفيل بأن يقضي - لجيلنا على الأقل - على كل أمل في مشروع النهضة, وعلى كل رجاء في الاستجابة إلى عوامل التحدّي.
والمخرج من هذا الخوف - البادية بوادره - أن تتجه القوى الوطنية العربية الصادقة إلى طريق واحد ذي شعبتين: ترشيد الصحوة الدينية, لا حربها, وتقويمها لا مواجهتها, وتقويتها, لا الهجوم عليها, وترسيخ الوحدة الوطنية بين بني الأديان المختلفة وبين أبناء الدين الواحد, وترسيخ الوحدة الوطنية بين بني الوطن جميعاً أيّا كانت دياناتهم, وترسيخ الوحدة الوطنية بين ذوي المذاهب الفكرية والثقافية والعلمية مهما تكن أصولهم التي يبنون عملهم عليها متباعدة, وحتى لو بدت متناقضة, فالكل بالكل يبقى. والواحد المنفرد يشقى أو يفنى!

__________________
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الفيصل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 07-05-2013, 01:06 AM   #382
 
الصورة الرمزية ابو نايف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الشرقيه
المشاركات: 44,381
معدل تقييم المستوى: 100
ابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond repute
افتراضي رد: خذآخر كلمة ..وابدأ بها موضوعك

أما قوله تعالى : ( وما يغني عنه ماله إذا تردى ) فاعلم أن " ما " هنا يحتمل أن يكون استفهاما بمعنى الإنكار ، ويحتمل أن يكون نفيا . وأما ( تردى ) ففيه وجهان :

الأول : أن يكون ذلك مأخوذا من قولك : تردى من الجبل ، قال الله تعالى : ( والمتردية والنطيحة ) [ المائدة : 3 ] فيكون المعنى : تردى في الحفرة إذا قبر ، أو تردى في قعر جهنم ، وتقدير الآية : إنا إذا يسرناه للعسرى -وهي النار - تردى في جهنم ، فماذا يغني عنه ماله الذي بخل به وتركه لوارثه ، ولم يصحب منه إلى آخرته ، التي هي موضع فقره وحاجته شيئا ، كما قال : ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم ) [ الأنعام : 94 ] ، وقال : ( ونرثه ما يقول ويأتينا فردا ) [ مريم : 80 ] أخبر أن الذي ينتفع الإنسان به هو ما يقدمه الإنسان من أعمال البر وإعطاء الأموال في حقوقها ، دون المال الذي يخلفه على ورثته .

الثاني : أن " تردى " تفعل من الردى وهو الهلاك يريد الموت .
__________________
ابو نايف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 07-05-2013, 04:41 PM   #383
المنتدى العام
 
الصورة الرمزية طيف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 6,200
معدل تقييم المستوى: 79
طيف is a glorious beacon of lightطيف is a glorious beacon of lightطيف is a glorious beacon of lightطيف is a glorious beacon of lightطيف is a glorious beacon of light

اوسمتي

افتراضي رد: خذآخر كلمة ..وابدأ بها موضوعك

الموت عبارة عن خروج الروح من جسم الإنسان والانتقال إلى مرحلة الحياة الأخرى.
أغلب الأديان لا تحدد ماهية الروح هذه والكل يقول بأن هذا سرّ من أسرار الله.
يؤمن أتباع الديانات السماوية بأن هناك حياة أخرى بعد الموت تعتمد على إيمان البشر أو أفعالهم فينالون العقاب في النار أو الثواب في الجنّة، فهذه الديانات جميعها جاءت لترسخ مبدأ الثواب والعقاب، الثواب لمن أطاع أوامر الله وانتهى عما نهى الله عنه، والعقاب لمن خالف ذلك وأصرّ على المعصية. ويعتبر الإسلام أن الروح هي من علم الغيب عند الله وهي سر عظيم من أسرار الله - عز وجل - ويدعو لاحترام الروح والجسد بعد الموت، وإكرام الجسد بالدفن.
ويؤمن أتباع الديانة البوذية بدورة من الولادة، والموت وإعادة الولادة لا يخرج منها الإنسان إلا بالوعي الكامل لحقيقة الوجود. وتؤمن ديانات أخرى بتناسخ الأرواح كالهندوسية.
في الكتب العلمية الطبية لا يتم ذكر كلمة الروح بتاتا.
تتنوع الطقوس المرتبطة بالموت بحسب الثقافات المختلفة، هناك ثقافات تعمل على التخلص من جثّة الميت إما بدفنها أو بحرقها كما قامت الحضارات الفرعونية في مصر القديمة في تحنيط الجثث وذلك لاعتقادهم بان الروح سترجع مرة أخرى ومن يمس الجثة ستنزل عليه لعنة الفرعون.
يقوم أتباع بعض الديانات كالإسلامبغسل الميت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه، باستثناء حالات معينة يدفن الميت دون غسل مثل حالة الشهيد بحسب المعتقد الإسلامي ولا يتم تكفينه بغير ثيابه التي قتل فيها [1].
وفي الثقافات الغربية عموما، يتم تجهيز الميت بشكل مقبول نسبيا وذلك في إطار طقوس توديعه وإلقاء النظرة الأخيرة.
اما في الهند بالنسبة للهندوس فهناك طقوس للميت حيث يجتمع اقاربه في المحرقة ثم يحضر خشب بوزن خاص ويوضع بشكل طولي بين أعمدة من الحديد مثبته في الأرض خصيصا لهذا الغرض وويضع هذا الخشب ثم يؤتى بالميت ويدهن وجهه بقليل من المواد المساعدة على الاحتراق ثم يوضع فوق الخشب المصفوف سابقا" ثم يوضع فوقه بقيه الخشب ثم يبدء بالحرق ويوضع بعض من روث البقر اعتقادا منهم ببركتها للميت ثم ياتي الأقارب ويبدؤن برمي بعض الأشياء الصغيرة من روث وغيرة وهذا بعد أن يحترق أغلب جسدة ثم تاتي عائلته وتأخذ رماد جسدة وتتجه به نحو النهر المقدس ثم ينثر هناك الجدير بالذكر انه في السابق فأن الرجل الهندي الهندوسي عندما يموت فيحرق فان الزوجة تحرق معه..وبعد أن جاءت الدولة الهنديه الحديثة منعت ذلك وعاقبه من يفعله بشدة,,ولكن الهندوس اعقبوا بأن من تخلص لزوجها فأنها ولا شك بأنها ستحرق نفسها معه.
__________________
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
طيف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 09-05-2013, 11:28 AM   #384
 
الصورة الرمزية غريب شمران
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: المملكه العربيه السعوديه
المشاركات: 1,453
معدل تقييم المستوى: 26
غريب شمران will become famous soon enough

اوسمتي

افتراضي رد: خذآخر كلمة ..وابدأ بها موضوعك

.. لا تُعَـيِّـرنــــي .. !


أيُّها الأخُ الحبيب ، يا مَن كَرَّمَكَ اللهُ تعالى وفضَّلَكَ على كثيرٍ مِن خَلْقِهِ .
يا مَن شَرَّفَكَ اللهُ بأنْ جعلَكَ واحِـدًا مِن أُمَّةِ الإسلام ؛ والتي هِيَ خيرُ أُمَّةٍ أُخرِجَت للناس .

هـذه كلمةٌ أُوَجِّهُها إليكَ ..
أقــولُ لَكَ فيها :

.. لا تُعَـيِّــرني ..

فإنِّي مُسلِمٌ مِثلك .

لا يَعيبُني طُولُ قامتي أو قِصَرُها ، ولا نحافةُ جِسمي أو ضَخامتُه .

لا يَعيبُني سَوادُ لوني ، ولا فُقدانُ بصري ، ولا بَترُ أحدِ أعضاءِ جِسمي .

فقـد خَلَقَ اللهُ تعالى نبيَّهُ آدمَ – عليه السلام – وطولُه سِتون ذِراعًا .

وكان الصّحابيُ الجليلُ عَمرو بن العاص – رَضِيَ اللهُ عنه - قصيرًا .

واسمع لقولِ أُمِّنا عائشةَ – رَضِيَ اللهُ عنها – للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( حَسْبُكَ مِن صفيةَ كذا وكذا )) تعني : قصيرة ، فقال : (( لقـد قُلتِ كلمةً لو مُزِجَت بماءِ البحرِ لَمَزَجَته )) رواه أبو داود وصَحَّحه الألبانيُّ .

وفي الحديث : إنَّ عبدَ الله بن مسعود انكشفت ساقُه ، وكانت دقيقةً هزيلة ، فضَحِكَ منها بعضُ الحاضرين . فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( أتضحكون مِن دِقَّةِ ساقَيْهِ ! و الذي نفسي بيدِه لَهُما أثقلُ في الميزان مِن جبل أُحُـد )) حسَّنه الألبانيُّ .

وقال أبو ذَرٍّ الغِفاريّ : إنِّي ساببتُ رجلاً ، فعَيَّرتُه بأُمِّه ، فقال لي النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( يا أبا ذَرّ ، أَعَيَّرتَهُ بأُمِّه ، إنَّكَ امرؤٌ فيك جاهلية )) رواه البُخاريُّ .

وهـذا عَمرو بن الجَموح رَضِيَ اللهُ عنه ، كان رجلاً أعرج ، وقـد قاتَلَ مع المُسلمين يومَ أُحُد ، وقُتِلَ شهيدًا .

وفي قِتال المُسلمين للرُّوم قاتَلَ جعفرُ بنُ أبي طالب – رَضِيَ اللهُ عنه – حتى قُطِعَت يمينُه ، فأخذ الرايةَ بشِمالِهِ ، ولم يَزل بها حتى قُطِعَت شِمالُه ، فاحتضنها بعَضُدَيْه ، فلم يَزَل رافعًا إيَّاها حتى قُتِلَ ، وأثابه اللهُ بجَناحَيْه جَناحين في الجَّنَّةِ يطيرُ بهما حيثُ يشاء .

وكان الصّحابيُّ عبدُ اللهِ بن أُمِّ مَكتوم أعمَى ، وقال النبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – في الحديثِ القُدُسِيِّ : (( إنَّ اللهَ قال : إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه فصَبَرَ ، عوَّضتُه منهما الجنَّة )) رواه البُخاريُّ ، يُريدُ : عينيه .



ألم تعلم – أخي في الله – أنَّ اللهَ تعالى هو الذي خَلَقَكَ وخَلَقَني ..؟!

أتعيبُني أم تعيبُ على اللهِ – عَزَّ وَجَلَّ – صنعتَه ..؟!

.. فلا تُعَـيِّـرنـي ..

إذا كنتُ فقيرًا ، فقـد يكونُ الفقرُ خيرًا لي مِن مالٍ يُطغيني .

وإذا كنتُ مريضًا ، فقـد يكونُ المرضُ سببًا في تقرُّبي إلى اللهِ تعالى ، وكثرةِ دُعائي له .

وإذا كُنتُ عقيمًا ، فقـد يكونُ هـذا ابتلاءً مِنَ اللهِ - عَزَّ وجَلَّ – يُثيبُني إذا صبرتُ عليه ورَضيتُ بما قَسَمَهُ لي .. فلا تُعَيِّرني بشئٍ ليس لي يَدٌ فيه



لا تُناديني بلَقَبٍ لا أُحِبُّه .

لا تُعَيِّرني بذنبِ غيري ، كآبائي أو أجدادي أو أحدِ أقربائي ، بل لا تُعَيِّرني بذنبٍ فعلتُهُ وتابَ اللهُ عليَّ منه .

ولا تُعَيِّر غيري بأنَّه كان عاصيًا للهِ ، أو بأنَّه كان على مِلَّةٍ غيرِ الإسلام ، ثُمَّ تابَ واهتدَى وأسلَمَ للهِ رَبِّ العالَمين ، وقـد كان عبدُ اللهِ بن سلام حَبْرًا مِن أحبارِ اليهود ، ثُمَّ أسلم وبَشَّره النبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – بالجَنَّة ، وكان عُمر بنُ الخَطَّاب – رَضِيَ اللهُ عنه – كافِرًا ، ثُمَّ أسلم وحَسُنَ إسلامُه ، وصار واحدًا مِن العَشرةِ المُبَشَّرين بالجنَّة .



واعلم – أخي المُسلِم – أنَّ اللهَ تعالى نَهَى عن السُّخريةِ بالناسِ واحتقارِهم والاستهزاءِ بهم .

قال الشَّوكانيُّ في ( فتح القدير ) في تفسيرِ قولِهِ تعالى : ﴿ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾ الحجرات/11 : ‹‹ قال الواحِديُّ : قال المُفَسِّرون : هو أن يقولَ لأخيهِ المُسلِم : يا فاسِق يا مُنافِق ، ويقولَ لِمَن أسلم : يا يهوديُّ يا نصرانيُّ . قال عطاء : هو كُلُّ شئٍ أخرَجتَ به أخاكَ مِن الإسلام ، كقولِكَ : يا كَلْبُ يا حِمَارُ يا خِنْزِيرُ ›› .

واعلم أنَّكَ مُحاسَبٌ على كُلِّ كلمةٍ ، بل على كُلِّ حَرفٍ ينطِقُ به لِسانُك ، قال اللهُ تعالى : ﴿ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ ق/18 ، وقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( إنَّ العَبدَ لَيتكلَّمُ بالكلمةِ مِن رضوانِ اللهِ لا يُلقي لها بالاً يَرفعُ اللهُ بها درجات ، وإنَّ العَبدَ لَيتكلَّمُ بالكلمةِ مِن سَخَطِ اللهِ لا يُلقي لها بالاً يهوي بها في جَهنَّم )) رواه البُخاريُّ ، وقال : (( وهل يَكُبُّ الناسَ في النارِ على وجوهِهم – أو قال : على مَناخِرهم – إلَّا حَصائِدُ ألسنتِهم )) رواه الترمذيُّ وصَحَّحه الألبانيُّ ، وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( بَحَسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاه المُسلِم )) مُتَّفَقٌ عليه .

وقـد سُئِلَ عبدُ اللهِ بن المُبارَك عن الرَّجُلِ يقول : حُمَيْدٌ الطويل ، وسُليمانُ الأعمش ، وحُمَيْدٌ الأعرج ، ومروان الأصغر ؟ فقال : ‹‹ إذا أردتَ صِفَتَهُ ، ولم تُرِد عَيْبَهُ ، فلا بأس ›› .



واحـذر – أخي المُسلِم – أن تقولَ كلمةً قـد تكونُ سببًا في شقائِكَ إلى الأبد ، وقـد يدعوا عليكَ مَن عَيَّرتَه ، فيَستجيب اللهُ دُعائَه .

واعلم أنَّ هـذا الشخصَ الذي تُعَيِّرُه قـد يكونُ أعبدَ مِنكَ لله ، وأعلى مِنكَ مَنزلةً عند اللهِ تعالى ، وقـد يكونُ اللهُ تعالى رَزَقَهُ نعمًا لم يَرْزُقكَ بها ، وقـد يكونُ مِن أهل الجَنَّةِ وأنتَ لا تدري .

واعلم أنَّ اللهَ تعالى قادِرٌ على أنْ يبتلِيَكَ بما ابتلاهُ به ، وقادِرٌ على أنْ يجعلَ الناسَ يُعَيِّروكَ بشئٍ فيكَ قـد تكونُ غافِلاً عنه ، وهو سُبحانه قادِرٌ على أنْ ينتقِمَ لهُ مِنك .

فلا تكُن سببًا في إيذاءِ أخيكَ المُسلِم ، فقـد قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( المُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلمون مِن لِسانِهِ ويدِهِ )) مُتَّفَقٌ عليه ، وقال : (( وإنْ امرؤٌ شَتَمَكَ وعَيَّركَ بما يعلمُ فيكَ ، فلا تُعَيِّره بما تعلمُ فيه ، فإنَّما وبالُ ذلك عليه )) رواه أبو داود وصَحَّحه الألبانيُّ ، ورُوِيَ أنَّ ابنةً لأبي هُريرة قالت له : إنَّ الجَواري يُعَيِّرنني ، يَقُلن : إنَّ أباكِ لا يُحَلِّيكِ الذَّهَب ، فقال : ‹‹ إنَّ أبي لا يُحَلِّيني الذَّهَب ، يَخشَى علَيَّ منَ اللَّهَب ›› .

وقـد قيل : سعادةُ المَرءِ أنْ يَشتغِلَ بعُيوبِ نَفْسِهِ عن عيوبِ غيرِهِ .

وقال الشَّاعِـر :
لا تَكشِفَنَّ مساوي الناسِ ما سَتَروا .. فيَهتِكُ اللهُ سترًا عن مَساويكا
واذكُـــــر مَحاسنَ ما فيهم إذا ذُكِـــروا .. ولا تَعِبْ أحـــدًا منهــم بما فيكـا



وأخيــرًا ، أقولُ لَكَ أخي في الله : إذا رأيتَ مُبتلَىً بشئٍ في نَفْسِهِ أو في أهلِهِ ، فلا تُعَيِّره بذلك ، بل ادعُ له ، واحمد اللهَ تعالى على ما أنتَ فيه مِنَ النّعم ، فقـد يكونُ ما أنتَ فيه مِن صِحَّةٍ وغِنَىً وجاهٍ وغيره ابتلاءً واختبارًا مِنَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ .

واذكُـر قولَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( مَن رأى منكم مُبتَلَىً فقال : الحمدُ للهِ الذي عافاني مِمَّا ابتلاكَ به ، وفَضَّلني على كثيرٍ مِمَّن خَلَقَ تفضيلاً ، لم يُصبه ذلك البَلاء )) رواه الترمذيُّ وصَحَّحه الألبانيُّ .
__________________
أنا وشلون أعيش أن مـآ لقيتك ..!!
تذكرت الغ ـيـآب وضـآق بـآلي ..

وتعـآل وقلبي المشـــــــــــتاق بيتك ..
فرشت الورد لـ قدومك يـآغـآلي ..~
غريب شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 13-05-2013, 02:38 PM   #385
منتــــديات آل حبه المنوعــــة
 
الصورة الرمزية نادرة الوجود
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 4,107
معدل تقييم المستوى: 61
نادرة الوجود is just really niceنادرة الوجود is just really niceنادرة الوجود is just really niceنادرة الوجود is just really nice

اوسمتي

افتراضي رد: خذآخر كلمة ..وابدأ بها موضوعك

البلاء والابتلاء
يقول الدكتور حسن شرقاوي :
يعبر لغوياً عن البلاء والابتلاء بمعنى : الاختبار والامتحان (1) ، ويكون إما بالخير أو بالشر ، والنعمة والنقمة ، ويرى الصوفية أن الابتلاء هو امتحان واختبار من الله تعالى لعبده الصادق ليتعرف تعالى على مدى صدقه وإخلاصه في محبته له .
والابتلاء بهذا المعنى في قوله تعالى : نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةإِنّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ( القلم : 17 ) ، وكذلك قوله تعالى : نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما في صُدورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما في قُلوبِكُمْ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة( آل عمران : 104 ) ، كما أن الابتلاء بمعنى البلاء الحسن ، أي : النصر من عند الله تعالى ، فالله يختبر عبده المخلص ليظهر كيف يكون حاله بعد البلاء ، وذلك في قوله تعالى : نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وَلِيُبْلِيَ الْمؤْمِنينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناًنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة( الأنفال : 17 ) ، وكما في قوله تعالى : نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنونَ وَزُلْزِلوا زِلْزالاً شَديداً نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة( الأحزاب : 11 ) ، وهذا البلاء يعني أيضاً اختبار الله تعالى للمؤمنين ، حتى يظهر صدقهم وإخلاصهم وتوكلهم على الله في كل الأمور ، كما جاء في الآية الكريمة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وَفي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظيمٌ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة( البقرة : 49 ) .
أما الابتلاء بمعنى النعمة والمنّة الإلهية والعطايا الربانية فإنما هي مذكورة في الآية الكريمة في قوله تعالى : نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة خَلَقْنا الإنسان مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَليهِ فَجَعَلْناهُ سَميعاً بَصيراً نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة( الإنسان : 2 ) وقوله عز من قائل : نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة فَأَمّا الإنسان إذا ما ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقولُ رَبّي أَكْرَمَنِ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ( الفجر : 15 – 16 ) .
فالابتلاء هو نوع من التجارب التي يمر بها السالك إلى الله ، سواء كان خيراً أو شراً ، نعمة أو نقمة ، يمتحن بها الله عباده ، وينعم عليهم ، وإن أكثر الخلق وأعظمهم ابتلاء هم الأنبياء . وإن الرسول محمد صلى الله تعالى عليه وسلم أكثر الأنبياء بلاء من الله ، وتأييداً لذلك قولـه صلى الله تعالى عليه وسلم : نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة نحن معاشر الأنبياء أشد الناس بلاء نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة(2) .
ويجوز أن يكون البلاء من الله مالاً يغدق على أحدهم ، كما يجوز أن يكون نقصاً في المال والولد ، أو جوعاً وخوفاً وحرماناً ، وذلك كما في الآية الكريمة : نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وَنَبْلوكُمْ بِالشَّرِّ والْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنا تُرْجَعونَ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة( الأنبياء : 35 ) ، فإذا ابتلي الإنسان بالشر ولم يكن صابراً مجاهداً راضياً ، اعترض على ابتلاء الله وخرج عن طريق الطاعة والإخلاص فسقط وانتكس وأصبح من الخائبين ، فلو صبر على ما ابتلاه الله به ورضي بما قسم له لأنعم الله عليه بنعمة من عنده ورحمة ورضوان ، ووصل إلى منتهى غاية السالكين .
وكذلك يبتلي الله بعض الزهاد والعباد والنساك بالخير الوفير ليعلم مدى إخلاصهم ، وهل يزدهم من الله إيماناً وورعاً وصدقاً ؟ أم إنهم سيفتنون بهذه الخيرات الزائلة فيقعون في حبائل الشيطان ويكفروا بالله ويبتعدوا عن طريق الحق ؟
والمعروف أن الزهد بالمعنى الصوفي هو أن يكون عندك المال والجاه ، وتزهد فيه ، وليس الزهد أن لا يكون عندك فتزهد ، لأن الزهد في حقيقته هو غنى النفس عن متاع الدنيا وإقبال على الله في احتياج وفقر دائم .
فالابتلاء زهد مع الغنى بهذا المعنى ، لأنه لو زاد المال أو نقص فإن الزاهد لا يهتم بزيادته أو نقصانه ، وإنما جل اهتمامه بالله تعالى ، بالحاجة إليه على الدوام ، وبالاحتياج إليه على الاستمرار ، فالمريد الصادق يحذر في الابتلاء من الاعتراض على الله أو الرضا عن نفسه خوفاً في الوقوع في الضلالات والانتكاس ، لأنه يعلم أن الله سبحانه وتعالى يجرب عباده المخلصين منهم وغير المخلصين ، والصابرين وغير الصابرين ، والمجاهدين وغير المجاهدين ، تأييداً لقوله تعالى : نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدينَ مِنْكُمْ والصّابِرينَ وَنَبْلُوَ أَخْبارَكُم نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
( محمد 31 ) .
ويرى الإمام عبد القادر الكيلاني قدس سره : إنه لولا الابتلاء والاختبار لادعى الولاية خلق كثير ولذلك قال بعضهم : وُكِّل البلاء بالولاية كي لا تدعى ، وأن علامة الصحة في الولاية ، الصبر على الأذى ، والتجاوز عن إذى الخلق ، فالأولياء يتعامون عما يرون من الخلق ، فلا يضحك في وجه الفاسق إلا العارف بالله ولا يتحمل إذاه ولا يقدر عليه إلا الأولياء .
نادرة الوجود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
000, 0000, 83%, 85%, للملك, أما, أمام, أماكن, لأب, ألبسه, لأبناء, لمخالفة, لمدينة, أمير, أميرا, ملحوظ, أمر, لمريض, لمرض, لمصل, لمصلحة, لمصيبة, للع, للغة, لمفهوم, لله, للإنس, للإنسان, لمن, لأول, للوالد, للوالدين, أمور, لمنع, لمق, للقاتل, ملك, مالي, مالية, ماله, مات, لابد, لاي, لاختيار, لاع, لاعتداء, مان, مائة, لاقتحام, أذن, مثل, مثلا, أبدا, أبداً, لبس, لتع, متعدد, متعددة, لتعريف, لتهديد, أبنائه, أبنائهم, لتطهير, لتكف, أجل, مجموعة, مخلوق, مخلوقات, مخالف, مخالفة, لجان, أخذ, لية, ميتة, أحبك, أحد, أحيا, أحداث, أحيانا, أحياناً, أيدي, أيديك, مخيف, مخيفة, مدينة, لديك, آخر, محرم, لجرائم, لحركة, أجساد, لدعاء, لحظة, ليه, محو, مجنون, أيضا, أيضاً, لخطأ, لحق, لحكيم, مرات, مرة, أربع, أربعة, أربعين, مريض, مرض, مسل, مسلماً, لسلب, مصلحة, مَا, أسامة, أصابك, أساس, أساسي, لسان, مزاولة, لسانه, لست, لستر, مستقل, مستقلة, أشخاص, مشروع, مشروعي, لسرقة, مسعود, مشكل, مشكلة, لعلك, معا, لعام, معاصي, معاقبة, لعب, معي, معصية, مغفرة, لعنة, معنى, أغطية, لعقل, أفلا, أفلام, لفت, لفترة, لفرق, مفعول, لــ, لفه, مفهوم, مـن, أهل, لإمام, لها, له؟, أول, لولا, لوالد, لوالديك, منامه, موارد, لوس, منع, لوظائف, لنفس, أنه, منها, أنواع, موضوعك, أوقات, موقع, موقعه, منك, منكم, أطراف, لقا, مقاب, مقابل, لقائه, لقد, لقيا, لقيام, لقيامة, مقدار, مقدرة, مقر, لكل, لكلا, لكلام, لكا, لكافة, لكتاب, أكثر, لكي, لكفا, لكن, الأ, الأماكن, الأمر, الأمور, المالي, المالية, الأب, الآثار, المتع, المتعدد, المتعددة, الأبناء, اللي, الليل, المخلوق, المخلوقات, الأحد, الأحداث, المدينة, المر, المرأة, المري, المريض, الأرض, الأشخاص, المصيبة, المصطلح, المع, المعاصي, اللغة, المعصية, الأعظم, المغفرة, المعنى, الأفلام, الله, اللهم, الله؟, الآن, الأول, المؤمنين, الموت, المنع, الأط, الأطراف, اللَّهُ, اللَّهِ, المق, المقابل, المقتول, الأكل, الا, الاخت, الاختيار, الاس, الاست, الاستمتاع, الاستعداد, الاستق, الاع, الاعتد, الاعتداء, الائتمان, الاقت, الذي, الذنب, الذنوب, الذكر, امة, التأ, الثا, الثالث, الثاني, التي, التصرف, التشهير, التع, التعابير, التعب, التعبير, التعريف, التهديد, التن, التوبة, التوبيخ, التوفيق, التنفس, البطل, التكفير, الى, الدم, الخمر, الحا, الحالة, الحاج, الجار, الجاري, الجارية, الخاص, الجان, الجاني, الحب, الخبر, الحيا, الحياة, الحية, الدين, الحدود, الديك, الحرم, الحرمان, الجرائم, الحركة, الحزن, الدعاء, الدنيا, الخط, الخطأ, الخطير, الخطيرة, الحكمة, الحكي, الحكيم, الرحم, الرحمن, الرس, الرسول, الرشوة, الرزق, الرضا, الس, السلبي, السلبية, الساق, الست, الصحابة, الصحية, الشخص, الشيطان, السر, السرقة, الشفا, الشفاعة, السن, الزنا, السنة, الزوج, الزوجة, الشورى, الع, الظل, العمل, العا, العام, العامة, الغامدي, العاب, العابد, العابدين, العب, الغبار, العبد, الغرام, الغرامة, الغناء, العق, العقل, العقاب, العقوبات, العقوبة, الف, الفت, الفترة, الفجر, الفر, الفرق, الفس, الفساد, الــ, الفن, الإ, الإله, الإيمان, الهجر, الإجرام, الإحسان, الإرشاد, الإس, الإسلام, الإسلامي, الإسلامية, الإن, الهواء, الإنذار, الإنس, الإنسان, الو, الول, النمو, النا, الوالد, الوالدين, النار, الناس, الناقص, النبي, النص, النشاط, الوظائ, الوظائف, الوظيفي, الوظيفية, النفس, النوع, الط, الطهر, الق, القا, القات, القاتل, القائم, القذف, القيام, القيامة, القدر, القدرة, القرب, القصاص, الكل, الكلام, الكائن, الكائنات, الكتاب, الكر, الكريم, ابل, ابا, ابي, center, ابك, ادم, ادا, اية, اختلاف, اختي, اختيار, ادع, ادعو, اراد, ارت, ارتب, ارتكب, ارض, اسم, اسمك, استخدامات, استعد, استعداد, اسو, اعة, اعتداء, اعز, اول, انا, انت, ائتمان, اني, انحراف, انظر, انه, انقطاع, اقل, اقت, اقتحام, ذلك, ذيب, ذنب, ذنوب, ذكر, ثلاث, ثلاثة, تمت, بمثل, تأثير, تمشي, بأنه, تلك, تمكّن, بال, بالم, بالتشهير, بالحزن, بالس, بالسرقة, بالك, باب, باد, بادعاء, بار, باسم, باسمك, باشت, ثان, تائب, ثاني, بذل, بذلك, بذنب, تبارك, تبدأ, تدمير, بدا, بيت, تحبس, تحد, بدين, تحرك, بيع, بين, تجوز, تحقرن, ترجع, ترغم, ترك, بركات, تصل, تشارك, بسبب, تستخدم, تصرف, بشرط, تعال, تعابير, تعذيب, تعب, تعبير, بعد, تعداد, تغير, تعريف, تعريفه, تعرض, تعزيرا, تعزيراً, تظن, بعض, تفعل, تفك, تفكر, تهم, بها, تهت, تهد, بإعدام, بإقامة, بنا, بناء, توبة, توبي, توبيخ, تنتهي, بني, تنزل, توفيق, تنوي, تنويع, توق, توقف, تضر, بطل, بطلا, تطيع, تطهير, تقل, تقر, تقرا, تقراء, تقضي, تقطع, تكليف, بكر, بكرة, تكف, تكفير, تكون, font, gif, جملا, حلا, خلال, دماً, حلاوة, يأتي, يمين, خمر, يمكن, حالة, خالف, حاجته, خاص, خاصة, خذآخر, يبارك, يثبت, حتى, يتحرك, خبر, حبك, جدا, جداً, حياة, حياه, جدة, يحيا, حديث, يديك, يديكم, خدش, يدفع, يده, حيوية, حرمان, حرا, جراح, جرائم, جريمة, يرجع, يرضي, حركة, يسأل, يسمع, يشاهد, حسب, يستطيع, يشعر, يسقط, دعا, دعاء, يعاقب, يعتبر, يعيش, يعرف, يعفو, يعط, جها, يهنئ, يوما, يوماً, ينابيع, دنيا, جوز, دون, جنون, دِين, خطأ, يطلب, يطلبون, خطير, خطيرة, خطه, يقاس, يقتل, يقي, دقيق, دقيقتين, حقيقي, حقيقية, حقه, يقول, حكم, حكمة, حكمه, حكي, حكيم, حكيما, حكيماً, يكشف, يكفر, يكن, يكون, رامة, راح, راك, ربة, ربي, ربع, ربعي, رجل, رحمة, رحمتك, ريف, رشو, رسول, رشوة, رزقك, رغم, رضا, رضاه, رضي, رضوان, رقة, صلاة, صلاة الفجر, زمان, سلب, سلبية, صلى, سمر, سمع, صلّى, سمك, صاحب, سارق, شارك, شاه, شاهد, سان, ساق, سبب, سببه, سبع, سبعين, شبه, سبق, شيء, سيان, صحية, شخص, زين, شيطان, سريع, شرع, شرعا, شرعاً, شرعاً،, صرف, شروط, شرط, سرق, سرقة, صغير, شعر, سعو, سعود, صفا, شفاعة, شهير, سوا, سناً, سنة, زوج, زوجته, زوجه, زوجها, سقط, شكل, عمل, عملته, علا, على, عليه, عليهم, عليك, عليكم, عمر, عمرو, عام, عامة, غامد, عالية, غامدي, عافية, عاق, عاقل, عذيب, غبار, عبد, عبير, عدم, عداد, عدة, عديدة, غير, غيره, غيرها, عيش, ظيف, عين, عينا, غرام, غرامة, عربي, عربيا, عربياً, عرض, عزوجل, عظم, غفر, عفوا, غنا, عناية, عند, عندما, عنه, عون, عطيه, عقاب, عقوبات, عقوبة, عقوبتها, عقوق, فلم, فلا, فلان, فله, فلها, فارق, فاعل, فاعلي, فترة, فيما, فجر, فيه, فيها, فيك, فرق, فساد, فعل, فعلا, فعلاً, فعله, فعال, فعالية, ــب, ـــ, ــــ, ــــــ, ـــــــو, ـــو, فهو, فناء, فور, فطن, فقال, فقد, فقر, فكر, إلا, إلى, إليه, إليك, إله, إلهي, هات, هذا, هذه, هتك, إجماع, إيمان, إياه, هجر, إرشادات, إسلام, إسلامي, إسلامية, إسقاط, إعدام, إفرا, هنا, هنالك, إنذار, إني, إنسان, إنه, إنك, إقام, إقامة, هكذا, ولم, وأمور, ولا, ولي, وليس, ولده, ومش, ومشكلة, ومع, ومعاقبة, وله, ومن, وأنه, ومقدار, نام, والل, والآثار, والأحوال, والمع, والمعاصي, والا, والاخ, والاخت, والذ, والتي, والتص, والد, والجلد, والدا, والدي, والدين, والديك, والحر, والحركة, والش, والشرب, والسن, والسنة, والزوج, والزوجة, والف, والإ, والن, والنشاط, والوظائف, والق, والقت, واب, وابي, وابدأ, ناد, واجبات, نار, ناس, واست, وان, نائم, وانقطاع, واضح, وذلك, نبا, نبي, وتشارك, وتعالى, وبه, وجبة, وحتى, نحر, ندعو, وجه, وجها, وجود, ورا, ورث, ورد, ورحمة, وصل, وسلم, نشاط, نشاطات, نسيان, نعمة, وعلى, وظائف, وعي, وعدم, وغير, وغيرها, وظيفي, وظيفية, نظر, وعن, نفس, وإليك, نهائي, نهائيا, وهذا, وهو, وهكذا, نوم, نومه, ونا, نوع, نوعه, نون, وضم, وضع, وقت, وقتك, وقد, نقص, نقسم, وقع, وقف, نقط, ضمان, ضده, ضدها, ضيق, طلب, طال, طالب, طاعة, طير, طريق, طهر, قلاب, قام, قات, قاتل, قذف, قتل, قبة, قيا, قيام, قدر, قدرة, قرأ, قرا, قراء, قرب, قرر, قرن, قسم, قصاص, قعه, قول, قضا, قطاع, قطة, قطيع, قطيعة, قطع, كلمة, كما, كلام, كلي, كاس, كاف, كافة, كافر, كان, كانت, كائن, كائنات, كذا, كتاب, كبير, كثر, كبوة, كيف, كرم, كرمه, كرا, كرة, كريم, كره, كسب, كشف, كفا, كفار, كفر, كون

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

ترتيب منتديات قبيلة آل حبه عالميا
 

الساعة الآن 09:05 PM


Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009
الأرشيف
تصميم المنافع لتقنية المعلومات