الإهداءات


العودة   منتديات آل حبه > منتـــــديات آل حبه العامــــة > المنتدى العام

المنتدى العام طرح كافة المواضيع العامة والتي لا تندرج تحت اي قسم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-09-2017, 03:19 PM   #651
 
الصورة الرمزية لمسات عاشقه
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: » بٌـ ¬›قٌلٌبً غُدىآ בـَبـﮧ جنوني ~ •
المشاركات: 1,474
معدل تقييم المستوى: 30
لمسات عاشقه has a spectacular aura aboutلمسات عاشقه has a spectacular aura aboutلمسات عاشقه has a spectacular aura about

اوسمتي

افتراضي رد: خذآخر كلمة ..وابدأ بها موضوعك

التعارض و الترجيح




الكاتب :د.محد العروسي





- التعارض:

- مفهوم التعارض:


التعارض تدور معانيه لغة حول المنع والظهور وحدوث الشئ بعد العدم وأقربها الى موضوعنا المقابلة أو اعتراض كل واحد من الأمرين الآخر.

واصطلاحا عرف بمجموعة تعاريف منها:
- التعارض بين الأمرين هو تقابلهما على وجه يمنع كل واحد منهما مقتضى صاحبه – الآسنوي-.
التعارض هو أن يقتضي أحد الدليلين حكما في واقعة خلاف ما يقتضيه الآخر فيها. -
- التعارض هو التمانع بين الأدلة الشرعية مطلقا بحيث يقتضي أحدهما عدم ما يقتضيه الآخر.
ويميز بعض علماء الأصول في التعريف الإصطلاحي للتعارض بين مفهومين هما:
التعارض بالمعنى العام: وهو التنافي الجزئي الموجود بين العام والخاص والمطلق والمقيد ونحوهما وهذا يوجد بين أكثر الادلة ، وهو في الغالب لايكون مقصودا من المعنى الإصطلاحي عند جمهور علماء الأصول .
التعارض بالمعنى الخاص : وهو التضاد والتنافي الكلي الموجود بين الأدلة الشرعية بحيث يمنع كل واحد منهما مقتضى صاحبه ، وهذا في الغالب هو المقصود من المعنى الإصطلاحي للتعارض عند علماء الأصول .
أما مفهوم التناقض:
فهو في اللغة التخالف وهو أن يتكلم الشخص بما يناقض معناه.
وفي الاصطلاح :
- اختلاف قضيتين (القضية هي قول تحتمل الصدق والكذب) في الكيف (المراد بالكيف عندهم هو الإيجاب والسلب) بحيث تكون إحداهما كاذبة دائما. حاشية الرهاوي على المنار للنسفي .
- التناقض هو ما يكون بين أمرين لا يجتمعان أبداً فى محل واحد ، ولا يرتفعان أبداً عن ذلك المحل ، بل لا بد من وجود أحدهما وانتفاء الآخر
مثاله محال أن يكون الإنسان حيًّا و ميتاً فى آن واحد ،لأن النقيضين لا يجتمعان فى محل واحد،ومحال أن يكون إنسان ما لا حى ولا ميت فى آن واحد
وبهذا المعنى ليس فى القرآن كله صورة ما من صور التناقض العقلي إلا ما يدعيه الجهلاء أو المعاندون .
وقد مثل بعض المغرضين للتعارض بين النصوص الشرعية بآيتين هما :
1- آية سورة يونس: "لا تبديل لكلمات الله" .
2- آية سورة النحل :" وإذا بدلنا آية مكان أية ..".
فالتعارض حاصل عندهم بين نفي وإثبات التبديل لكلمات الله بينما التعمق في فهم الآيتين يفيد:
- أن الآية الأولى تبين انه لا تبديل لقضاء الله الذي يقضيه في شؤون الكائنات، ويتسع معنى التبديل هنا ليشمل سنن الله وقوانينه الكونية الغير القابلة للتبديل .
- أن الآية الثانية تفيد : النسخ بمعنى إذا رفعنا آية – أي وقفنا الحكم بها ووضعنا آية أخرى مكانها أي وضعنا الحكم بمضمونها مكان الحكم بمضمون الأولى ، وبهذا لاتناقض بين النصوص الشرعية على الإطلاق عند التدقيق في فهمها .
- الفرق بين التعارض والتناقض:
وقد اختلف علماء الأصول حول هذا الموضوع على مذهبين هما:
1- المذهب الأول:
يقول بأن التعارض والتناقض مترادفين ومنهم الغزالي الذي يقول: "اعلم أن التعارض هو التناقض".
2- المذهب الثاني:
يقول أصحابه بأنهما ليسا مترادفين وبينهما فرق وهو مذهب بعض الحنفية.
- الفرق بين التعارض والتناقض عند من يقول بذلك يكمن في أمور أهمها:
1- أن التعارض بمفهومه الأصولي مرتبط بالأدلة الشرعية تحديدا بينما التناقض لا يرتبط بموضوع معين وإنما يوجد مطلقا في كل المواضيع.
2- أن التعارض بين الأدلة الشرعية بمفهومه الأصولي يكون في الظاهر فقط لأن التعارض أمر صوري لا حقيقي كما سبق معنا بخلاف التناقض فإنه يكون في الظاهر كما يكون حقيقيا.
3- يترتب على التعارض عند الأصوليين الجمع والتوفيق أو الترجيح بينما يترتب على التناقض السقوط لكل من المتناقضين وعدم اعتبارهما.
- أركان التعـــــارض:
اختلف علماء الأصول حول أركان التعارض على مذاهب أهمها :
أولا : مذهب بعض الأصوليين ومنهم البخاري والبزدوي والتفتازاني وصدر الشريعة وهو أن التعارض له أركان خمسة هي:
1- وجود دليلين أو أكثر فلا تعارض في دليل واحد .
2- ان يكون المتعارضين حجتين يصح التمسك بهما فلا تعارض بين غير الحجتين .
3- التقابل والتدافع بين حجتي الدليلين بأن تقتضي إحداهما خلاف الأخرى.
4- كون الدليلين متساويين من حيث القوة فلا تعارض بين القطعي والظني.
5- عدم إمكانية الجمع بين الدليلين المتعارضين لأنه إذا أمكن ذلك فلا تعارض.
ثانيا : مذهب قلة من الأصوليين ومنهم ابن الهمام والشوكاني وهو أن التعارض له ركن واحد هو :
- تقابل الحجتين المتساويتين على وجه يوجب كل واحد منهما نقيض ما توجبه الأخرى كالحل والحرمة أو النفي والإثبات مثلا.
- مذاهب العلماء من جواز وقوع التعارض:
اختلف العلماء حول هذا الموضوع على مذاهب ثلاثة هي:
1- المذهب الأول:
يرى عدم جواز وقوع التعارض بين الأدلة الشرعية مطلقا سواء كانت نقلية أم عقلية قطعية أو ظنية.
لأن الشريعة ترجع إلى أصل واحد، وإن وجد الاختلاف فمرده عندهم إلى خطأ الناس في النقل أو في الفهم أو ناتج عن وضع الدليل في غير موضعه أو في اختلاف نظر المجتهدين وليس إلى وجود حكمين مختلفين في موضوع واحد وهذا هو مذهب جمهور علماء الأصول واستدلوا على ذلك بأدلة أهمها:
- قوله تعالى : " ولوكان من عند غيرالله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " فلا يتصور التعارض بين النصوص لأن ذلك يعني النقص في النصوص.
- قوله تعالى : " فان تنازعتم في شئ فردوه الى الله والرسول " أي أن النصوص الشرعية مصدر لرفع الخلاف فلا يتصورفيها التعارض.
- لو كانت النصوص متعارضة لأدى ذلك الى تفويت مقصد الشارع من التشريع وهذا باطل.
2- المذهب الثاني:
يرى جواز التعارض مطلقا سواء كانت الأدلة نقلية أم عقلية قطعية أم ظنية وهذا هو مذهب بعض الشافعية .
3- -المذهب الثالث:
يرى جواز التعارض بين الأمارات والأدلة الظنية وعدم جواز التعارض بين الأدلة القطعية وهذا هو مذهب بعض الشافعية ومنهم البيضاوي والشيرازي.
- ويمكن التوفيق بين هذه المذاهب المختلفة بحمل كلام القائلين بجواز وقوع التعارض بين الأدلة مطلقا أوبين بعضها على التعارض بمفهومه العام الحاصل بين العام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمبين والظاهر والنص وحمل كلام المانعين لجواز وقوع التعارض مطلقا أوبين الأدلة القطعية تحديدا على التعارض بمفهومه الخاص الذي يعني التضاد والتناقض.
- أقسام التعارض:
اختلف علماء الأصول حول أقسام التعارض على مذهبين:
1- المذهب الأول : قسم أصحابه وهم علماء الأصول الحنفية التعارض إلى قسمين هما:
1- تعارض بلا ترجيح وهذا يكون بين الدليلين القطعيين فإذا حصل بين القطعيين تعارض لا يتصور الترجيح بينهما بل ينظر في تاريخ كل منهما، لأن المتأخر منهما يكون ناسخا للمتقدم ،وان جهل فإن أمكن الجمع بينهما بوجه من وجوه الجمع جاز ذلك وإلا ترك المجتهد الدليلين معا لتعارضهما ولا رجحان لأحدهما على الآخر فيتساقطا.
2- تعارض يتأتى فيه الترجيح وذلك إذا تعارض دليلان ظنيان وذلك بطريق من طرق الترجيح التي سترد معنا بحول الله.
2- المذهب الثاني :قسم أصحابه وهم جمهور علماء الأصول التعارض الى قسم واحد يكون بين ظنيين ويتأتى فيه الترجيح، أما الدليلين القطعيين فلا يتصور تعارضهما في نظر هذا الفريق من العلماء.
- محل التعارض:
اختلف علماء الأصول حول محل التعارض على مذاهب ثلاثة هي:
1- مذهب الأحناف وأكثر العلماء وهوأن محل التعارض هو ما تتوفر فيه أركانه وشروطه.
2- مذهب بعض الأصوليين كصدر الشريعة والتفتازاني وهو أن محل التعارض يشمل مجالين هي:
1- الدليلان المتساويان في القوة المتنافيان.
2- الدليلان المتنافيان اللذان لأحدهما فضل على الأخر.
3- مذهب بعض الأصوليين كابن الهمام وابن أمير الحاج وهو أن محل التعارض يشمل مجالات أربعة هي :
1- بين الأدلة العقلية والنقلية والمختلفة .
2- بين الأدلة المتساوية والمتفاوتة من حيث القوة كالمتواثر والمشهور والآحاد والقطعي والظني
3- بين الأدلة التي يمكن الجمع بينها والتي لايمكن الجمع بينها.
4- بين الأدلة المتعارض فيما بينها كليا أوجزئيا كالعموم والخصوص والإطلاق والتقييد.
- أسباب وجود التعارض ومبرراته:
للتعارض عند من يقول بحصوله من العلماء أسباب ومبررات متعددة أهمها ثمانية هي:
1- بيان الشارع للأحكام بصيغ مختلفة تتنوع بين العموم والخصوص والعموم الذي يراد منه العموم والعموم الذي يراد منه الخصوص أوبين الإطلاق والتقييد أوبين المنطوق والمفهوم أوغير ذلك مما يؤدي الى تعارض ظاهر النصوص.
2- وجود أكثر من معنى للفظ الواحد كما في المشترك أوالحقيقة والمجازأوبحسب المعنى اللغوي والعرفي وغيرها مما يؤدي الى تعارض ظاهر النصوص.
3- اجتهاد العلماء في القضايا الظنية وتعارض تأويلاتهم وتفسيراتهم واحتمالاتهم مما ينتج عنه تعارض بين هذه الإجتهادات ، وهذا السبب راجع الى اجتهاد العلماء وليس الى الأدلة الشرعية.
4- أن يرد الحكم الشرعي نتيجة سؤال مقتصرا على قدر السؤال أو يزيد على السؤال حكما يحتاجه الناس وقد لايذكر الراوي السؤال فيفهم على عمومه ولكن بعد معرفة السؤال تظهر الحقيقة وعدم الإختلاف بينه وبين غيره .
5- أن يذكر راوي الحديث حديثا بتمامه ويروي راو آخر بعضا منه إما لإستماعه لهذا المقدار فقط أو لأنه سئل عن حكم يتعلق بهذا المقدار فيظهر التعارض بينهما وعند التحقيق ينتفي ذلك لإنسجام المعنى بإلتآم شطري الحديث.
6- أن يحكم الرسول عليه السلام حكما في حالة وحكما آخر في حالة أخرى فيروي بعض الرواة الحكم الأول والبعض الآخر الحكم الثاني فيفهم أن بينهما تعارضا لكن عند التحقيق ينتفي ذلك لإختلاف الحالتين.
7- قد يكون سبب التعارض أن أحد الحديثين المتخالفين ناسخ للآخر ولكن لايعلم بذلك المجتهد فيظنه تعارضا وهو ليس كذلك.
8- ورود القراءات المختلفة للقرآن الكريم بحيث تدل كل واحدة على حكم مختلف يفهم منه التعارض وهو ليس كذلك إذا كانت القراءات متواثرة.
هذه أبرز أسباب ومبررات وجود التعارض عند من يقول به من العلماء .
- شروط التعارض:
ذكر الأصوليون للتعارض شروطا لابد منها لثبوته بين الأدلة من أهمها ستة هي:
1- أن يكون الدليلان متضادين وذلك بان يكون أحدهما يحل شيئا والآخر يحرمه.
2-أن تكون كل من الأدلة المتعارضة حجة يصح التمسك بها.
3- عدم إمكانية الجمع بين الدليلين المتعارضين ،أما عند إمكانية ذلك فلا مجال لتحقق التعارض .
4 - أن يكون الدليلان متساويان في القوة حتى يتحقق التعارض أما إذا كانا متفاوتين فلا يحصل بينهما تعارض.
5-أن يكون تقابل الدليلين في محل واحد حتى يتحقق التعارض لأن التعارض لا يكون بين دليلين في محلين مختلفين فالنكاح مثلا يوجب الحل في المنكوحة ويوجب الحرمة في أمها وابنتها لذلك لا يقال بحلية النكاح وحرمته لأن محل الحكم ليس واحدا.
6- أن يكون تقابل الدليلين في وقت واحد بمعنى انه لابد من اتحاد الزمن بين الدليلين وإلا ما كان ذلك تعارضا مثال ذلك الأكل في نهار رمضان حرام وفي غير رمضان حلال .
- وأضاف بعض الأصوليين شرط أن يكون الدليلان غير قطعيين.
- الضوابط التي يتحقق بوجودها التعارض بين الأدلة الشرعية:
تختلف الضوابط التي يتحقق بوجودها التعارض بين الأدلة الشرعية باختلاف المدارس الأصولية:
ا- أهم الضوابط التي يتحقق بوجودها التعارض بين الأدلة الشرعية عند أبرز رواد المدرسة الشافعية والجمهورأهمها سبعة هي:
1- أن يتوفر الدليلان المتعارضان على أركان التعارض أما اذا انعدمت جميعها أو بعضها على مذهب من يقول بأنها متعددة فلا تعارض بينها.
2- أن يتوفر الدليلان المتعارضان على شروط التعارض أما اذا انعدمت جميعها أو بعضها فلا تعارض بينها .
3- ان يكون الدليلان المتعارضين في مرتبة واحدة أما اذا كان أحد المتعارضين ليس في مرتبة الدليل الآخر فيقدم الأقوى على الأضعف ولا تعارض بينهما.
4- ان يكون الدليلان المتعارضين حجة شرعية أما اذا كان الدليلان المتعارضين ليست لهما حجة شرعية أوأحد المتعارضين ليس كذلك كرد أحد القياسين لكونه قياسا مع وجود الفارق فلا تعارض بينهما.
5- ان يكون الدليلان المتعارضين غير مقدم بعضهما على البعض عند العلماء أما اذا كان أحدهما مقدم على الآخر نقوم بتقديمه لأسبقيته كتقديم الإجماع بالتصريح على الإجماع السكوتي والمستفاد بالمنطوق على المستفاد بالمفهوم ولا تعارض بينهما.
6- ان يكون الدليلان المتعارضين لانسخ بينهما أما اذا ثبت بينهما نسخ فلا تعارض بينهما.
7- ان يكون الدليلان المتعارضين ليس بينها عموم وخصوص أو إطلاق وتقييد أما إذا ثبت بينهما ذلك يقدم الخاص على العام والمطلق على المقيد ونحو ذلك ولا تعارض بينهما.
ب- أهم الضوابط التي يتحقق بوجودها التعارض بين الأدلة الشرعية عند أبرز رواد المدرسة الحنفية أهمها أربعة هي :
1- أن يتوفر الدليلان المتعارضان على شروط التعارض أما اذا انعدمت جميعها أو بعضها فلا تعارض بينهما .
2- أن لا يكون الحكم الثابت بأحد الدليلين هو المنفي بالدليل الآخر أما اذا كان الأمر كذلك فلا تعارض بينهما.
3- بيان حال المتعارضين بمعرفة التعارض هل هو حقيقي أم لا فاذا تبين أن التعارض حقيقي قاموا بازالته وإلا فلا تعارض بينهما.
4- ان يكون الدليلان المتعارضين لانسخ بينهما أما اذا ثبت بينهما نسخ صراحة أودلالة فلا تعارض بينهما.
- وقد درس علماء الأصول الضوابط التي يتحقق بوجودها التعارض بين الأدلة الشرعية للتأكد من وجود التعارض والبحث عن الطرق الكفيلة بإزالته عند تحققه.
- طرق دفع التعارض عند الاصوليين:
يمكن التمييز في طرق دفع التعارض بين مسلكين هما مسلك معظم الشافعية ومسلك معظم الحنفية.
1- مسلك معظم الشافعية في طرق دفع التعارض:
ويمكن الفصل فيه بين طرق دفع التعارض بين النصوص، وطرق دفع التعارض بين قياسيين.
1-- طرق دفع التعارض بين النصوص عند معظم الشافعية وهي أربعة:
1- الجمع والتوفيق بين الدليلين المتعارضين بوجه من وجوه التأويل المقبول:
لأن إعمال الدليلين أولى من إهمال أحدهما وما دام الجمع بين النصين ممكنا كان العمل بينهما متعينا مثال ذلك:
* قوله عليه السلام: "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد" ينفي هذا النص صحة صلاة جار المسجد في غير المسجد.
* إقراره عليه السلام لمن صلى في غير المسجد مع كونه جارا له وهذا يفيد صحة صلاة جار المسجد في غير المسجد.
والجمع بين النصين كامن في أن الحديث الأول يفيد نفي الكمال وهكذا فصلاة جار المسجد في غير المسجد صحيحة إلا أن صلاته في المسجد أكمل.
2- الترجيح بين الدليلين:
وذلك بالمرجحات التي سنتناولها فيعمل المجتهد بما اقتضاه الدليل الراجح.
3- النســــخ:
إذا كان النصان قابلين للنسخ وعلم تقدم أحدهما وتأخر الآخر يجعل المتأخر ناسخا للمتقدم.
4- تساقط الدليلين:
إذا تعذر الجمع والترجيح والنسخ يترك العمل بالدليلين ويعمل بغيرهما من الأدلة وهذه عندهم صورة فرضية لا وجود لها في الواقع.
- وقد خالف المحدثين وهم مندرجون ضمن الجمهور والشافعية في ترتيب هذه الطرق حيث اعتمدوا على الجمع أولا ثم النسخ ثم الترجيح ثم التساقط.
2-طرق دفع التعارض بين دليلين غير نصيين:
وترتبط هذه الحالة عندهم بتعارض قياسين، وإزالة التعارض بينهما يكون بطرق أهمها أربعة هي:
1- الترجيح الناتج عن مرجح مرتبط بركن الأصل.
2- الترجيح الناتج عن مرجح مرتبط بركن الفرع.
3- الترجيح الناتج عن مرجح مرتبط بركن العلة.
4- الترجيح الناتج عن مرجح مرتبط بأمر خارج عن القياس ولكل طريق من هذه الطرق مرجحات تندرج تحتها سنتناولها عند تناولنا للترجيح بين الاقيسة في طرق الترجيح.
2- مسلك معظم الحنفية في طرق دفع التعارض:
ويمكن الفصل فيها بين طرق دفع التعارض بين النصوص وطرق دفع التعارض بين قياسين وفي هذا يتفق الحنفية مع الشافعية لكنهم يختلفون في الطرق المندرجة تحت هذين القسمين وترتيبهما.
1- طرق إزالة التعارض بين النصوص عند معظم الحنفية وهي أربعة:
1- النسخ:
وذلك بالبحث في تاريخ النصين فإذا علم تقدم أحدهما وتأخر الآخر حكم بان المتأخر ينسخ المتقدم إذا كانا متساويين في القوة مثال ذلك:
- قوله تعالى: "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا" فإنها تقتضي بعمومها أن عدة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام سواء أكانت حاملا أم لا.
- وقوله سبحانه: "وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن" مقتضى هذا النص ان المرأة الحامل تنقضي عدتها بوضع الحمل سواء أكانت متوفى عنها زوجها أو مطلقة.
فهاتان الآيتان متعارضتان في الظاهر وإزالة ذلك بما رواه ابن مسعود رضي الله عنه من أن الآية الثانية متأخرة في النزول عن الأولى فهي ناسخة في القدر الذي تعارضا فيه وهو عدة الحامل.
2- الترجيح:
إذا لم يعلم تاريخ النصين المتعارضين للقول بنسخ أحدهما للآخر يعمد إلى الترجيح بالمرجحات التي سترد معنا في طرق الترجيح، والترجيح مقدم عند الأحناف على الجمع مثال ذلك.
- قوله عليه السلام: "استنزهوا من البول:"الذي يفيد نجاسة البول وحرمة تناوله.
- وما رواه الترمذي عن انس بن مالك: "أن أناسا من عرينة قدموا المدينة فاجتووها فبعثهم رسول الله عليه السلام في إبل الصدقة وقال: "اشربوا من ألبانها وأبوالها" الذي يفيد عدم نجاسة البول وجواز تناوله ورجحوا التحريم على الجواز لان دفع الضرر مقدم على جلب المصلحة.
3- الجمع والتوفيق:
إذا تعذر الترجيح يلجأ المجتهد إلى الجمع والتوفيق بين النصين بوجه من وجوه التأويل لأنه يحقق أحيانا العمل بالدليلين وإعمال الدليلين أولى من إهمال أحدهما مثال ذلك:
- قوله تعالى: "والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء" ،هذا النص عام يوجب العدة على كل مطلقة قبل الدخول بها او بعده.
- وقوله سبحانه: "يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل ان تمسوهن فمالكم عليهن من عدة تعتدونها" هذا النص خاص يفيد أن المعقود عليها إذا طلقت قبل الدخول بها ليست عليها عدة.
فالجمع بين النص يكون بالعمل بالخاص في موضعه وبالعام فيما وراء ذلك.
4- تساقط الدليلين والاستدلال بما دونهما في الرتبة:
إذا تعذر الدليلان وتعذر النسخ والترجيح والجمع يلجأ الحنفية إلى إسقاط الدليلين لتعارضهما ويلجأ المجتهد إلى الاستدلال بما دونهما في الرتبة، وإنما يلجأ المجتهد إلى الأدنى لتعذر العمل بالأرقى مثال ذلــك:
- ما ورد عن النعمان بن بشير أن النبي عليه السلام صلى صلاة الكسوف كما تصلون ركعة وسجدتين.
وما ورد عن عائشة رضي الله عنها أن الرسول عليه السلام صلاها ركعتين بأربعة ركوعات وأربع سجدات.
ليس هناك مرجح لأحد الحديثين على الآخر لذا ترك الحنفية العمل بهما وأخذوا بالقياس الذي هو أدنى منهما وهو قياس صلاة الكسوف على بقية الصلوات الأخرى.
- على أن هناك من علماء الأصول من قدم الترجيح أولا قبل بقية الطرق وهناك من قال بسقوط الدليلين أولا ولكن أقوالهم تبقى فردية وأدلتها ضعيفة.
2- طرق إزالة التعارض بين دليلين غير نصيين عند الحنفية
وترتبط هذه الحالة عندهم بتعارض قياسين وإزالة التعارض بينهما يكون بطريقين هما:
1- الترجيح بينهما بأحد المرجحات كالترجيح بالعلة المنصوصة على العلة المستنبطة مثلا.
2- الترجيح بينهما بما اطمأنت إليه نفس المجتهد: إذا لم يكن هناك مرجح لأحد القياسين على الآخر فإن المجتهد يرجح بن القياسين بما اطمأنت إليه نفسه.
* المقارنة بين مسلك الشافعية والحنفية في طرق دفع التعارض
1- أوجه الاتفاق وأهمها:
- يقسم كل منهما طرق دفع التعارض إلى طرق دفع التعارض بين النصوص وطرق دفع التعارض بين دليلين غير نصيين.
- إن طرق دفع التعارض بين النصوص عند كل من الشافعية والحنفية أربعة هي الجمع والنسخ والترجيح وتساقط النصين.
- إن طرق دفع التعارض بين الدليلين غير نصين ترتبط عند كل من الشافعية والحنفية بتعارض قياسين.
- أن كلا من المسلكين يتفقان حول ترتيب مسلك الترجيح في المرتبة الثانية ومسلك تساقط الدليلين في المرتبة الرابعة
2- أوجه الاختلاف وأهمها:
- يختلف مسلك الشافعية والحنفية في ترتيب طرق دفع التعارض بين النصوص حيث يرتبها الشافعية كالتالي:
1- الجمع 2- الترجيح 3- النسخ 4- تساقط النصين.
- بينما رتبها الحنفية على الشكل التالي:
1- النسخ 2- الترجيح 3- الجمع 4- تساقط الدليلين:

2- الجمع والتوفيق:

- مفهوم الجمع والتوفيق :
الجمع لغة: هو مصدر قولك جمعت الشيء وهو تأليف المتفرق.
واصطلاحا:هو بيان التوافق والإئتلاف بين الأدلة الشرعية سواء كانت عقلية أو نقلية، وإظهار أن الاختلاف غير موجود بينهما حقيقة سواء كان ذلك البيان بتأويل الطرفين أو أحدهما.
- مفهوم التوفيق: لغة هو التسديد وإصطلاحا هو الموافقة بين الدليلين المختلفين سواء كانا عقليين أو نقليين وبيان أن الإختلاف غير موجود بينهما حقيقة سواء كان ذلك البيان بتأويل الطرفين أوأحدهما، وهو لايختلف عن مفهوم الجمع.
- مذاهب العلماء في الجمع والتأويل :
اتفق الأصوليون على وجوب الجمع بين الأدلة التي يوهم ظاهرها التعارض غير أن مذاهبهم مختلفة في مقدار الأخذ به والرفض له على ثلاثة مذاهب هي:
1- المذهب الأول:
ذهب أصحابه ومنهم ابن خزيمة وابن الصلاح وابن حزم إلى التساهل في قبول الجمع والتوفيق بين المتعارضين وقالوا لو لم يتيسر ذلك بالتأويل القريب فليكن بالتأويل البعيد شريطة ان لا يتعارض ذلك التأويل البعيد مع مقاصد الشريعة أو مع إجماع الأمة أو مع الأدلة القطعية (والتأويل هو صرف اللفظ من معناه الظاهر الى معنى مرجوح يحتمله لدليل دل على ذلك).
2- المذهب الثاني:
وذهب أصحابه إلى التشدد في قبول الجمع وتأويل المختلفين وضيقوا دائرته وهو مذهب معظم الحنفية وبعض الشافعية والإمام مالك.
3- المذهب الثالث:
وهو وسط في قبول الجمع والتأويل فلم يتساهلوا في الجمع دون قيد أوشرط، وفي نفس الوقت لم يرفضوا جميع التأويلات القريبة والبعيدة بل قبلوا منها ما كان قريبا صحيحا متوافقا مع روح الشريعة ومقاصدها وهو مذهب جمهور العلماء.
- شروط الجمع والتوفيق بين المتعارضين:
وضع العلماء شروطا للجمع بين الأدلة المتعارضة والتوفيق بينها أهمها ثمانية هي:
1- أن يكون كل من الدليلين المتعارضين ثابت الحجة كصحة سند الحديثين مثلا.
2- ان لا يؤدي الجمع إلى بطلان نص من نصوص الشرعية القطعية أوالصحيحة أويتعارض معه أومع مقاصد الشريعة.
3- أن لا يكون الجمع والتوفيق بين المتعارضين بالتأويل البعيد الذي لا يستند على دليل أو يستند على دليل مرجوح على مذهب الجمهور.
4- أن يكون الدليلان المتعارضان متساويين ليصح الجمع بينهما.
5- أن لا يكون المتعارضان بحيث يعلم تأخر أحدهما عن الآخر لأن ذلك إن علم يترتب عليه النسخ وهذا الشرط نسب إلى الحنفية.
6- أن يكون الباحث في المتعارضين والناظر فيهما من أجل الجمع أهلا لذلك.
7- أن لايكون كل من الدليلين المتعارضين متضادين تضادا تاما فإذا كان الأمر كذلك فلا مجال للجمع بينهما .
8- أن يقوم دليل على صحة الجمع والتوفيق وأن يكون ذلك الدليل أقوى دلالة من اللفظ المعارض .
- طرق الجمع والتوفيق بين الأدلة الشرعية المتعارضة عند الأصوليين:
نص بعض العلماء على أن أهم طرق الجمع والتوفيق بين الدليلين المتعارضين الممكن الجمع بينهما ثلاثة هي:
1- الجمع والتوفيق بين المتعارضين بالتأويل في أحد الطرفين المتعارضين تحديدا وذلك إذا كان بينهما عموم وخصوص أو إطلاق وتقييد.
فإذا تعارض دليلان أحدهما عام والثاني خاص يتعين تأويل العام ليكون موافقا للخاص مثلا:
- قوله تعالى: فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه " فهذا النص يفيد بعمومه جواز الأكل مما أمسك كلب الصيد سواء أكل الكلب منه أم لا وسواء وجد مع كلب الصيد كلب آخر أم لا وهو بعمومه هذا يتعارض مع قوله:
- عليه السلام: إذا أكل- أي الكلب - فلا تأكل فإنما أمسك على نفسه:
ولدفع التعارض يؤول النص العام بما لا يتعارض مع الخاص أو بما يتلاءم معه بحيث يحمل العام على ما عدا الخاص.
2- الجمع والتوفيق بين المتعارضين بالتاويل في أحد الطرفين المتعارضين الغير المعين:
بمعنى أن كلا من النصين المتعارضين يمكن تأويله من أجل الجمع مثال ذلك:
- قوله عليه السلام: من بدل دينه فاقتلوه هذا النص صريح في وجوب قتل من بدل دينه سواء كان رجلا أو امرأة غير انه يتعارض مع ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله عليه السلام نهى عن قتل النساء.
وجمع العلماء بين الحديثين بالحكم بالقتل على كل مرتد ومرتدة مع حمل حديث النهي على الكافرة الأصلية ما دامت لم تباشر القتال.
3- الجمع والتوفيق بين المتعارضين بحيث يربط حكم أحدهما ببعض الأفراد ويربط حكم الآخر بالبعض الآخر: وهذا عمل بالدليلين وذلك بتوزيع أفراد المسألة على الدليلين.

3- الترجيح:

- مفهوم الترجيح:
الترجيح لغة: هو التغليب والتمييل ومنه رجح الميزان إذا مال.
وفي الاصطلاح عرف بتعاريف منها:
- " تقديم المجتهد أحد الدليلين المتعارضين لما فيه من مزية معتبرة تجعل العمل به أولى من الآخر".
- " تقديم المجتهد بالقول أو الفعل أحد الطريقين المتعارضين لما فيه من مزية معتبرة تجعل العمل به أولى من الآخر .
ضوابط التعريف الأول:
1- تقديم: تفضيل أحد الدليلين على الآخر.
2- المجتهد : وهو الجهة الموكول إليها الترجيح وقد ناقش العلماء في هذا الضابط هل الترجيح صفة للأدلة أم هو من فعل المجتهد؟ واختلفوا في ذلك على مذاهب ثلاثة:
- المذهب الأول:
يرى أن الترجيح من فعل المجتهد وهو مذهب الجمهور.
- المذهب الثاني:
يرى أن الترجيح هو صفة للأدلة وهو مذهب بعض العلماء ومنهم الآمدي وابن الحاجب والبزدوي.
- المذهب الثالث:
يرى أن الترجيح يمكن أن يكون صفة للأدلة كما يمكن أن يكون من فعل المجتهد وهو مذهب بعض العلماء ومنهم التفتازاني وعبد العزيز البخاري وابن أمير الحاج.
3- أحد الدليلين المتعارضين: وهو يفيد ضرورة وجود دليلين شرعيين لتحقق وجود الترجيح وقد ناقش العلماء في هذا الضابط هل يرتبط الترجيح بالتعارض أم لا؟ (والتعارض هوأن يقتضي أحد الدليلين حكما في واقعة خلاف ما يقتضيه الأخر فيها) واختلفوا حول هذا الموضوع على مذهبين هما:
- المذهب الأول:
يرى أن الترجيح لا يوجد إلا بين المتعارضين وهو مذهب الجمهور ومنهم الآمدي وابن الحاجب والشوكاني وهو الراجح.
- المذهب الثاني:
يرى أن الترجيح لا يوجد مع التعارض ولا يشترط لوجود الترجيح وجود التعارض، فالتعارض في نظرهم يباين الترجيح وهو مذهب بعض العلماء.
4- لما فيه من مزية معتبرة تجعل العمل به أولى من الآخر:وهذا يفيد ضرورة وجود خاصية ترجح أحد الأدلة على الأخرى وقد ناقش العلماء في هذا الضابط هل يكون الترجيح بكثرة الأدلة أم لا؟ وقداختلفوا في ذلك على مذهبين:
- المذهب الأول:
يرى أن الترجيح يكون بكثرة الأدلة لأن المقصود من الترجيح عندهم هو قوة الظن وهذا يحصل للدليل الذي يعضده دليل آخر فيرجح على الدليل الذي لم يعضده دليل آخر وهذا هو مذهب الجمهور.
- المذهب الثاني:
يرى أن الترجيح لا يكون بكثرة الأدلة لأن الشيء إنما يتقوى بصفة توجد في ذاته لا بانضمام مثله إليه عندهم ولو جاز الترجيح بكثرة الأدلة في نظرهم لجاز ترجيح القياس الذي يؤيده قياس آخر على النص الشرعي وهذا مرفوض اتفاقا وهو مذهب الحنفية.
أركان الترجيح:
للترجيح أركان أربعة هي:
1- وجود دليلين فأكثر وهما الراجح والمرجوح سواء كانا من النصوص أو الأقيسة أوغيرهما .
2- وجود مزية في أحد المتعارضين يرجح به ويسمى مرجحا.
3- المجتهد الناظر في الأدلة والذي يقوم بعملية الترجيح ولقيامه بذلك لابد من توفره على شروط الإجتهاد.
4- الترجيح وهو بيان المجتهد أن أحد الدليلين أقوى من الدليل الآخر ويكون ذلك إما بالفعل أو بالقول أوبالكتابة وهو الغالب .
- المجالات القابلة للترجيح:
اختلف علماء الاصول حول المجالات القابلة للترجيح وأهمها عندهم ثلاثة هي :
1- الأدلة الشرعية الظنية المتعارضة كخبر الآحاد والقياس مثلا.
2- الأدلة القطعية عند من يرى ذلك على مستوى ترجيح بعضها على البعض إما لتفاوت درجتها أوخصائصها وجلائها.
3- الأقوال المتعارضة المنقولة عن اجتهادات العلماء أوالوجوه المستخرجة من النصوص الشرعية خاصة الواردة عن ائمة المذاهب.
- مذاهب العلماء من العمل بالراجح وأدلتهم على ذلك:
اختلف العلماء في العمل بالراجح على مذهبين هما:
- المذهب الأول:
يرى أصحابه وجوب العمل بالراجح سواء كان الرجحان قطعيا أو ظنيا، وفي مقابل ذلك ضرورة عدم العمل بالمرجوح وهذا هو مذهب الجمهور.
- أدلة مشروعية العمل بالراجح عند أصحاب هذا المذهب :
استدل العلماء للعمل بالراجح( وهو ما قوي دليله) بأدلة أهمها هي:
1- إجماع الصحابة والسلف: على تقديم الراجح من الأدلة في وقائع مختلفة مثال ذلك:
- ترجيحهم حديث عائشة رضي الله عنها: "إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل.
- على حديث أبي هريرة رضي الله عنه: إنما الماء من الماء".
وذلك لأن عائشة رضي الله عنها أعرف بحال النبي عليه السلام.
2- المعقول: حيث أن العقل يقتضي وجوب العمل بالراجح وهو أمر مقرر لا نزاع فيه.
- المذهب الثاني:
ينكر أصحابه الترجيح بين الأدلة عند تعارضها وفي مقابل ذلك يأخذون إما بالتخيير أو التوقف وهو مذهب بعض العلماء.
- أدلة عدم العمل بالراجح عند أصحاب هذا المذهب :
استدل من قال بعدم مشروعية العمل بالراجح بأدلة أهمها:
1- قوله تعالى: "فاعتبروا يا أولي الأبصار" حيث أن الآية تأمر بالاعتبار مطلقا من غير تعيين الترجيح وعليه فلا وجه في نظرهم لوجوب العمل بالراجح.
2- قوله عليه السلام: "نحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر" ولاشك أن الدليل المرجوح إذا كان ظاهرا جاز العمل به.
3 - أنه إذا كان العلماء قد قرروا بأن الترجيح غير معتبر في الأمارات الظنية فإن الترجيح يكون غير معتبر في الأدلة الظنية كذلك للعلاقة الموجودة بينهما.
- موقف العلماء من الترجيح بين دليلين قطعيين:
اختلف العلماء حول هذا الموضوع على مذهبين هما:
- المذهب الأول:
يرى عدم جواز الترجيح بين الأدلة القطعية نقلية كانت أو عقلية( لأن الترجيح عندهم يكون عند التعارض ولا تعارض عندهم بين الأدلة القطعية) وهو مذهب الجمهور ومنهم الشيرازي والغزالي والآمدي والجويني وابن الحاجب ومعظم الشافعية والحنفية
- المذهب الثاني:
يرى جواز الترجيح بين الأدلة قطعية كانت أو ظنية نقلية أو عقلية( لأن التعارض عندهم يقع بين الأدلة القطعية والظنية مطلقا) وهو مذهب بعض الأصوليين كابن أمير الحاج والصفي الهندي والآسنوي والرازي.
- شروط الترجيح:
وضع علماء الأصول للترجيح شروطا أهمها خمسة هي:
1- أن تكون الأدلة متفاوتة فيما بينها ليتم ترجيح بعضها على بعض، أما إذا لم تكن كذلك امتنع الترجيح.
2- أن يتفق الدليلان المتعارضان في الحكم والمحل والجهة التي يرتبط بها الحكم مع اتحاد الوقت فلا تعارض مثلا بين النهي عن البيع وقت النداء للجمعة وبين الإذن به في غير هذا الوقت.
3- أن يتساوى الدليلان المتعارضان في الثبوت فلا تعارض مثلا بين نص قرآني وخبر آحاد أو بين القطعي والظني لأن الأكثر ثبوتا وقوة يقدم على غيره.
4- أن يرتبط الترجيح بالأدلة الشرعية فلا ترجيح بين غير الأدلة كالدعاوى مثلا.
5- أن يقوم دليل على الترجيح للعمل به، وإلا لا يدعى الترجيح
طرق الترجيح عند علماء الأصول:
يقسم علماء الأصول طرق الترجيح الى قسمين :
1- طرق الترجيح بين النصوص.
2- طرق الترجيح بين الأقيسة.
- طرق الترجيح بين النصوص عند علماء الأصول:
سبق معنا أن حالات التعارض عند علماء الأصول الشافعية والحنفية ترتبط إما بالنصوص او بالأقيسة ومن هنا حددوا طرق الترجيح بين النصوص عند تعارضها وبين الاقيسة عند تعارضها كذلك، وإذا كان علماء الأصول قد اختلفوا حول طرق إزالة التعارض بين النصوص والأقسية وتباينت مناهجهم فإنهم قد اختلفوا حول طرق الترجيح بين النصوص والاقيسة لكن مناهجهم لم تتضح بالشكل الذي يمكن وضع طرق متفق عليها في إطار هذه المناهج لذلك تبقى اختلافاتهم حول طرق الترجيح مرتبطة بالمذاهب الفردية وليس بالمناهج الجماعية.
* وللترجيح بين النصوص عند الأصوليين طرق متعددة مرتبطة بمجالات أربعة هي:
1- طرق الترجيح المرتبطة بالسند:
ذكر الشوكاني رحمه الله أنها اثنين وأربعين نوعا يمكن تقسيمها باعتبارات أربعة:
1-1-طرق الترجيح بين النصوص المرتبطة بالسند باعتبار الراوي وأهمها:
- ترجيح النص بكثرة رواته لأن احتمال الغلط او الكذب على الأكثر أبعد من احتمالها على الأقل، وخالف أبو حنيفة وبعض علماء مذهبه في ذلك فقالوا بأنه لا ترجيح بكثرة الرواة ما لم تبلغ الرواية حد الشهرة.
- ترجيح النص بأن يكون راوية أعلم أو أضبط او أعدل أو أوثق أو أورع أو أتقى من الآخر.
1-2- طرق الترجيح بين النصوص المرتبطة بالسند باعتبار طبيعة الرواية ومن أهمها:
- يرجح الحديث المتواتر على المشهور والمشهور على الآحاد والمسند على المرسل، وترجيح الرواية بالقراءة على الرواية بالإجازة، وترجيح الحديث المسند إلى كتاب البخاري على كتاب غير مشهور بالصحة
1-3- طرق الترجيح بين النصوص المرتبطة بالسند باعتبار المروي ومن أهمها:
- يرجح الحديث المسموع من النبي عليه السلام على المنقول من كتاب ويرجح المسموع من النبي عليه السلام مما جرى في مجلسه أو زمانه وسكت عنه، ويرجح المروي بالصيغة عنه عليه السلام على المروي بالفعل، ويرجح خبر الآحاد فيما لا تعم به البلوى على الخبر الوارد فيما تعم به البلوى.
1-4 طرق الترجيح بين النصوص المرتبطة بالسند باعتبارالمروي عنه ومن أهمها :
- ترجيح الحديث الذي لم يقع فيه انكار رواية المروي عنه على الحديث الذي وقع فيه انكار رواية المروي عنه .
2-- طرق الترجيح المرتبطة بالمتن:
وذكر الآمدي رحمه الله لها واحدا وخمسين نوعا أهمها:
- ترجيح المتن الناهي على الآمر لأن دفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة.
- ترجيح المتن الآمر على المبيح من باب الاحتياط
- ترجيح المتن الوارد بصيغة الحقيقة على الوارد بصيغة المجاز لعدم افتقار الحقيقة إلى القرينة على خلاف المجاز.
- ترجيح المتن الوارد بصيغة التخصيص على الوارد بصيغة العموم لأن الخاص أقوى في الدلالة من العام.
- ترجيح المتن الذي ذكر فيه الوقت على غيره عند أبي حنيفة
- ترجيح المتن الوارد بصيغة العموم والذي لم يخصص على المتن الوارد بصيغة العموم وخصص.
- ترجيح المتن المحكم على المفسر والمفسر على النص والنص على الظاهر والصريح على الكناية ودلالة العبارة على الإشارة ودلالة الدلالة على الاقتضاء.
- ترجيح المتن المنقول عن القول على المنقول عن الفعل لأن القول أبلغ في البيان من الفعل.
3-- طرق الترجيح المرتبطة بالمدلول المستفاد من النص:
ذكر الشوكاني رحمه الله لها تسعة أنواع والآمدي جعلها أحد عشر نوعا أهمها:
- ترجيح النص الذي يدل على الخطر على الذي يدل على الإباحة عند الجمهور وخالف بعض العلماء فقدموا النص الدال على الإباحة على الذي يدل على الخطر.
- ترجيح النص الذي يدل على الإثبات على النص الذي يدل على النفي عند الجمهور وخالف الشافعية فقدموا النص النافي على المثبت.
- ترجيح النص الذي يدرأ العقوبة أو الحد على النص الموجب لها وخالف البعض ومنهم الغزالي رحمه الله.
- ترجيح النص المتضمن لحكم وضعي على المتضمن لحكم تكليفي لعدم ارتباط الحكم الوضعي بأهلية التكليف وخالف البعض فقالوا بالعكس.
- ترجيح النص المتضمن للحكم الأخف على المتضمن للأثقل لأن الأصل في الشريعة التيسير والتخفيف وقال بعض العلماء بالعكس.
4- - طرق الترجيح المرتبطة بأمر خارج عن النص:
ذكر الآمدي رحمه الله لها خمسة عشر نوعا والشوكاني جعلها عشرة أنواع كلها ترجح بين النصوص بأمور خارجة عنها أهمها:
- ترجيح النص الذي يعضده دليل آخر على النص الذي لا يعضده دليل آخر.
- ترجيح النص الذي عمل به أهل المدينة أو الخلفاء الراشدون أو كبار العلماء على النص الذي ليس له هذه الخاصية.
- ترجيح النص الذي ذكر فيه الحكم الشرعي معللا بعلة على الحكم المذكور بدون علة.
- ترجيح النص الذي يكون أقرب إلى الاحتياط عن غيره لأنه أقرب إلى تحصيل المصلحة ودفع المضرة.
- ترجيح النص المقترن بتفسير الراوي بفعله أو قوله على ما ليس كذلك لأن الراوي للخبر يكون أعرف وأعلم بما رواه.
- طرق الترجيح بين الأقيسة عند علماء الأصول:
للترجيح بين الأقيسة عند الأصوليين طرق متعددة مرتبطة بمجالات أربعة هي:
1- طرق الترجيح بين الأقسية المرتبطة بركن الأصل:
ذكر الآمدي رحمه الله أنها ستة عشر نوعا وجعلها الشوكاني والبيضاوي نوعين فقط أهم هذه الأنواع هي:
- ترجيح القياس الذي يكون حكم أصله قطعيا على الذي يكون حكمه ظنيا.
- ترجيح القياس الذي يكون دليل أصله النص على القياس الذي لا يكون أصله نصا كالإجماع مثلا.
- ترجيح القياس الذي يكون أصله على سنن القياس أي من المعاملات على ما كان معدولا به عن سنن القياس من العبادات لأن المعاملات أقرب إلى التعليل الذي عليه مدار القياس.
- ترجيح القياس الذي لم يدخل على أصله النسخ على ما هو مختلف في نسخه لأن الأصل في النصوص عدم النسخ.
- ترجيح القياس الذي له أصل تشهد له القواعد والكليات الشرعية على القياس الذي أصله لا تشهد له القواعد والكليات الشرعية.
2- طرق الترجيح بين الأقيسة المرتبطة بركن الفرع وله أنواع أهمها:
- ترجيح القياس الذي يكون فرعه متأخرا عن أصله على القياس الذي يكون فرعه متقدما لسلامة القياس الأول عن الاضطراب.
- ترجيح القياس المقطوع بوجود علته في فرعه على المظنون وجودها فيه لأنه أغلب على الظن.
- ترجيح ما كان حكم الفرع ثابتا فيه بالنص على ما لم يكن كذلك لأنه أغلب على الظن.
3- طرق الترجيح بين الاقيسة المرتبطة بركن العلة:
ذكر الآمدي أنها تصل إلى أكثر من تسعة وعشرين نوعا أهمها:
- ترجيح القياس الذي تكون علته قطعية أو مجمع عليها على الذي لا تكون علته كذلك.
- ترجيح القياس الذي تكون علته مستنبطة بمسلك السبر والتقسيم على المستنبطة بمسلك المناسبة والدوران لأن السبر والتقسيم دليل ظاهر على كون الوصف علة للحكم على خلاف غيرهما.
- ترجيح القياس الذي تكون علته بالإيماء على القياس الذي تثبت علته بطريق المناسبة لأن العلة الثابتة بالإيماء هي ثابتة بطريق النص والثابتة بالمناسبة هي ثابتة بالاستنباط وما يثبت بالنص مقدم على ما يثبت بالاستنباط.
- ترجيح القياس الذي تكون علته مؤثرة وباعثة على تشريع الحكم على العلة بمعنى الأمارة.

- ترجيح القياس الذي تكون علته مرتبطة بمصلحة ضرورية على القياس الذي تكون علته مرتبطة بمصلحة حاجية أو تحسينية والقياس الذي يكون مرتبطا بحفظ أصل الدين على الذي يكون مرتبطا بحفظ أصل النفس أو العقل أو المال.

4- طرق الترجيح بين الأقيسة المرتبطة بأمور خارجة عن القياس ولها أنواع أهمها:
- ترجيح القياس الذي يكون مطردا في الفروع على ما لم يكن كذلك لأن الاطراد يزيد القياس قوة.
- ترجيح القياس الذي انضمت إلى علته علة أخرى على القياس الذي لم ينضم إلى علته علة أخرى لأن ذلك الانضمام يزيده قوة.
- ترجيح القياس الذي ينضم إليه مذهب الصحابي عند القائلين بحجيته.
- ترجيح القياس الموافق للأصول والقواعد الشرعية في الحكم والعلة على ما ليس كذلك لأن موافقة الأصول والقواعد الشرعية لحكم القياس أو علته يكثر من أدلة ذلك القياس ومعلوم أن كثرة الأدلة من المرجحات المعتبرة عند علماء الأصول.



__________________
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لمسات عاشقه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 19-09-2017, 02:20 AM   #652
مراقب منتديات ال حبه العامة
 
الصورة الرمزية محمد صالح
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: السودان
المشاركات: 2,367
معدل تقييم المستوى: 100
محمد صالح is a jewel in the roughمحمد صالح is a jewel in the roughمحمد صالح is a jewel in the roughمحمد صالح is a jewel in the rough

اوسمتي

افتراضي رد: خذآخر كلمة ..وابدأ بها موضوعك

الاصول الثابتة : هي تلك الاصول الت تقتنيها المنشأة بغرض استخدامها في العملية الانتاجية وتتميز هذه الاصول ب
1- انها تختلف في طبيعتها عن الاصول المتداولة ( حيث تتميز الاصول المتداولة بسهولة نحويلها الى نقدية)
2- انها تستخدم للعديد من السنوات المالية
وتتمثل اهم الاصول الثابتة في
المباني - الالات- الاراضي - السيارات - الاثاث
__________________
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
محمد صالح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 21-09-2017, 01:37 PM   #653
 
الصورة الرمزية ابو نايف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الشرقيه
المشاركات: 44,381
معدل تقييم المستوى: 100
ابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond repute
افتراضي رد: خذآخر كلمة ..وابدأ بها موضوعك

علي بن أبي الحزم علاء الدين بن النفيس الطبيب المصري:
صاحب كتاب: الموجز في الطب وشرح كليات القانون وغيرهما.
كان فقيها على مذهب الشافعي صنف شرحا على التنبيه وصنف في الطب غير ما ذكرناه كتابا سماه: الشامل قيل: لو تم لكان ثلاثمائة مجلدة تم منه ثمانون مجلدة.
وصنف في أصول الفقه والمنطق.
وبالجملة: كان مشاركا في الفنون وأما الطب: فلم يكن على وجه الأرض مثله في زمانه قيل: ولا جاء بعد ابن سينا مثله قالوا: وكان في العلاج أعظم من ابن سينا وكان شيخه في الطب: الشيخ مهذب الدين.
توفي سنة 687، عن نحو ثمانين سنة وخلف أموالا جزيلة ووقف كتبه وأملاكه على المارستان المنصوري.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.أبو يعقوب إسحاق بن حنين العبادي:

الطبيب المشهور كان أوحد عصره في علم الطب وكان يعرف كتب الحكمة التي بلغه اليونانيين إلى اللغة العربية وله المصنفات المفيدة في الطب ولحقه الفالج في آخر عمره فتوفي في سنة 398.
والعبادي: نسبة إلى عباد الحيرة وهم: عدة بطون من قبائل شتى نزلوا حيرة وكانوا نصارى ينسب إليهم خلق كثير والحيرة: مدينة قديمة كانت لبني المنذر.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.أبو زيد حنين بن إسحاق العبادي:

الطبيب المشهور كان إمام وقته في صناعة الطب وكان يعرف لغة اليونانيين معرفة تامة وهو الذي عرب كتاب إقليدس وجاء ثابت بن قرة فنقحه وهذبه وكذلك كتاب المجسطي.
وله في الطب مصنفات مفيدة وتقدم ذكر ولده: إسحاق آنفا وكان المأمون مغرما بتعريبها.
واليونانيون: كانوا حكماء متقدمين على الإسلام وهم أولاد: يونان ابن يافث بن نوح.
توفي حنين في سنة 260.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.أبو الحسن هبة الله بن أبي الغنائم بن التلميذ الطبيب البغدادي:

ذكره العماد الأصفهاني في الخريدة فقال: سلطان الحكماء ومقصد العالم في علم الطب بقراط عصره وجالينوس زمانه وختم به هذا العلم ولم يكن في الماضيين من بلغ مداه في الطب عمر طويلا وعاش نبيلا جليلا رأيته وهو شيخ بهي المنظر حسن الرواء عذب المجتلى والمجتنى لطيف الروح ظريف الشخص بعيد الهم عالي الهمة ذكي الخاطر مصيب الفكر حازم الرأي شيخ النصارى وقسيسهم ورأسهم ورئيسهم وله في النظم كلمات رائقة وحلاوة جنية وغزارة بهية وكان بينه وبين أبي البركات: هبة الله بن علي – الحكيم المشهور صاحب كتاب: المعتبر في الحكمة – تنافر وتنافس كما جرت العادة بمثله بين أهل كل فضيلة وصنعة ولهما في ذلك أمور ومجالس مشهورة وكان يهوديا ثم أسلم في آخر عمره وأصابه الجذام فعالج نفسه بتسليط الأفاعي على جسده بعد أن جوعها فبالغت في نهشه فبرئ من الجذام وعمي وقصته مشهورة.
ولابن التلميذ في الطب تصانيف مليحة فمن ذلك: أقراباذين وحواش على كليات ابن سينا.
توفي في سنة 560، ببغداد وقد ناهر المائة من عمره مات في عيد النصارى.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.أبو علي يحيى بن عيسى بن جزلة:

الطبيب صاحب: كتاب المنهاج الذي جمع فيه من أسماء: الحشائش والعقاقير والأدوية وغير ذلك شيئا كثيرا.
كان نصرانيا ثم أسلم وصنف: رسالة في الرد على النصارى وبين عوار مذاهبهم ومدح فيها الإسلام وأقام الحجة على أنه الدين الحق وذكر فيها ما قرأه في التوراة والإنجيل من: ظهور النبي صلى الله عليه وسلم وأنه نبي مبعوث وأن اليهود والنصارى أخفوا ذلك ولم يظهروه ثم ذكر فيها: معائب اليهود والنصارى وهي رسالة حسنة أجاد فيها وهو: من المشاهير في علم الطب وعمله وكان يطبب أهل محلته ومعارفه بغير أجرة ويحمل إليهم الأشربة والأدوية بغير عوض ويتفقد الفقراء ويحسن إليهم ووقف كتبه قبل وفاته وجعلها في مشهد أبي حنيفة – رحمه الله-.
توفي في سنة 493 – غفر الله له.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.علماء أصول الفقه:

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.أحمد بن علي أبو بكر الرازي المعروف: بالجصاص:

ولد سنة 305، وسكن ببغداد وانتهت إليه رياسة الحنفية تفقه على الكرخي وكان على طريقه من الزهد والورع توفي ببغداد سنة 370.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.أبو الحسن علي بن محمد فخر الإسلام البزدوي:

فقيه ما وراء النهر على مذهب أبي حنيفة.
توفي سنة 482، ودفن بسمرقند.
له: كتاب المبسوط أحد عشر مجلدا وشرح الجامع الكبير ولكتابه في الأصول: شروح أشهرها: الكشف.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.شمس الأئمة السرخسي أبو بكر محمد بن أحمد صاحب: المبسوط:

تخرج بعبد العزيز الحلواني كان عالما أصوليا وقد شاع: أنه أملى المبسوط من غير مراجعة إلى شيء من الكتب وله كتاب في أصول الفقه أبدأه وهو في الجب محبوس بسبب كلمة نصح بها الأمراء وكان يجتمع تلامذته على أعلى الجب يكتبون فلما وصل إلى باب الشرط أطلق من الحبس فخرج إلى فرغانة فأكرمه الأمير حسن فوصل إليه الطلبة فأكمله. وقيل له يوما: حفظ الشافعي ثلاثمائة كراس فقال: حفظ زكاة ما أحفظه فحسب ما حفظ فكان: اثني عشر ألف كراس.
توفي في حدود سنة خمسمائة – رحمه الله تعالى.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.سيف الدين الآمدي علي بن محمد بن سالم الثعلبي:

ولد بآمد سنة 550 قرأ على مشائخ بلده القراءات وحفظ كتابا على مذهب أحمد بن حنبل وبقي على ذلك مدة فكان في أول اشتغاله: حنبلي المذهب ثم انتقل إلى مذهب الشافعي ثم رحل إلى العراق وأقام في الطلب ببغداد مدة وحصل علم الجدل والخلاف والمناظرة ثم انتقل إلى الشام واشتغل بفنون المعقول وحفظ منه الكثير وتمهر فيه ولم يكن في زمانه أحفظ منه لهذه العلوم.
وصنف: في أصول الدين والفقه والمنطق والحكمة والخلاف وكل تصانيفه مفيدة.
وكان قد أخذ علوم الأوائل من نصارى الكرخ ويهودها فاتهم لذلك في عقيدته ففر إلى مصر خوفا من الفقهاء سنة 592، وناظر بها وحاضر وأظهر تصانيف في علوم الأوائل ثم تعصبوا عليه فخرج من القاهرة مستخفيا ثم استوطن حماة أو دمشق وتولى بها التدريس ومات بها في سنة 631.
له: كتاب الماهر في علوم الأوائل والأواخر خمس مجلدات وكتاب أبكار الأفكار في أصول الدين أربع مجلدات.
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: ما سمعت أحدا يلقي الدرس أحسن من الآمدي وما علمنا قواعد البحث إلا منه وقال: لو ظهر متزندق مشكك في الدين ما تعين لمناظرته إلا هو وله: كتاب منتهى السول والأمل في علمي الأصول والجدل ومختصرهما لابن الحاجب وله مقدار عشرين تصنيفا.
توفي سنة 631، ودفن بسفح جبل قاسيون وكانت ولادته في سنة 551.
والآمدي: نسبة إلى آمد وهي: مدينة كبيرة في ديار بكر مجاورة لبلاد الروم.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.أبو البركات النسفي عبد الله بن أحمد حافظ الدين:

صاحب كنز الدقائق وكتاب المنار في أصول الفقه وكتاب العمدة في أصول الدين تفقه على شمس الأئمة الكردري.
وللمنار شروح منها: إفاضة الأنوار في إضاءة أصول المنار لسعد الدين محمود الدهلوي – رحمه الله تعالى.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.سراج الدين الهندي أبو حفص عمر بن إسحاق ابن أحمد الغزنوي:

قاضي الحنفية بالقاهرة.
تفقه ببلاده على: الوجيه الرازي والسراج الثقفي والزين البدواني وغيرهم من علماء الهند وحج وظهرت فضائله له وجاهة في كل دولة واسع العلم كثير المهابة وكان يتعصب للصوفية الموحدة وعزر ابن أبي حجلة لكلامه في ابن الفارض.
مات في الليلة التي مات فيها البهاء السبكي وهي: السابع من رجب سنة 773 وكان يكتب بخطه: مولدي سنة 704.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.محمد بن محمد بن عمر حسام الدين الأخسيكثي:

الفقيه الحنفي الأصولي من أهل أخسيكث.
وأخسيكث: قرية فيما وراء النهر من بلاد فرغانة.
ألف المختصر في أصول الفقه وسماه: المنتخب في أصول المذهب ويعرف: بالمنتخب الحسامي نسبة إلى لقبه.
مات – رحمه الله تعالى – سنة 644.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.أبو المعالي إمام الحرمين: عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني:

مولده: في الكامل: سنة 410، وفي تاريخ ابن أبي الدم: 419، إمام العلماء في وقته فحل المذهب.
ومن تصانيفه: نهاية المطلب في دراية المذهب سافر إلى بغداد ثم إلى الحجاز وأقام بمكة والمدينة أربع سنين يدرس ويفتي ويصنف وأم في الحرمين الشريفين وبذلك لقب ثم رجع إلى نيسابور وجعل إليه الخطابة ومجلس الذكر والتدريس ثلاثين سنة وحظي عند نظام الملك – وزير السلطان ألب أرسلان السلجوقي.
ومن تلاميذه: الغزالي وحسبك وأبو الحسن علي إلكيا الهراسي.
وادعى إمام الحرمين الاجتهاد المطلق لأن أركانه كانت حاصلة له ثم عاد إلى تقليد الإمام الشافعي – رحمه الله – لعلمه بأن منصب الاجتهاد قد مضت سنوه.
مات بقرية: بشتقان ونقل إلى نيسابور ثم نقل بعد سنين إلى مقبرة الحسين فدفن بجنب أبيه وصلى عليه ولده: أبو القاسم فأغلقت الأسواق يوم موته وكسر منبره في الجامع وقعد الناس لعزائه ورثوه كثيرا منه:

قلوب العالمين على المقالي ** وأيام الورى شبه الليالي


أيثمر غصن أهل العلم يوما ** وقد مات الإمام أبو المعالي

وقد كانت تلامذته يومئذ نحو أربعمائة فكسروا محابرهم وأقلامهم وأقاموا كذلك عاما كاملا كذا في تاريخ ابن الوردي.
قال ابن خلكان: هو أعلم المتأخرين من أصحاب الشافعي على الإطلاق المجمع على إمامته المتفق على غزارة مادته وتفننه في العلوم من: الأصول والفروع والأدب ورزق من التوسع في العبادة مالم يعهد من غيره وكان يذكر دروسا يقع كل واحد منها في عدة أوراق ولا يتلعثم في كلمة منها سافر إلى بغداد ولقي بها جماعة من العلماء ظهرت تصانيفه وحضر دروسه الأكابر من الأئمة وله إجازة من الحافظ: أبي نعيم الأصفهاني – صاحب حلية الأولياء.ومن تصانيفه: الشامل في أصول الدين والبرهان في أصول الفقه وغياث الأمم في الإمامة وكان إذا شرع في علوم الصوفية وشرح الأقوال أبكى الحاضرين ولم يزل على طريقة حميدة مرضية من أول عمره إلى آخره. انتهى. ملخصا.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الشيخ: صفي الدين الهندي الأرموي المتكلم على مذهب الأشعري.

كان أعلم الناس بمذهبه وأدراهم بأسراره متضلعا بالأصلين اشتغل على سراج الدين – صاحب التلخيص-.
صنف: الزبدة في علم الكلام والنهاية في أصول الفقه والفائق فيه أيضا وكل مصنفاته جامعة حسنة لا سيما: النهاية.
ولد ببلاد الهند سنة 644، ورحل إلى اليمن ثم حج وقدم إلى مصر ثم سار إلى الروم واجتمع بسراج الدين ثم قدم دمشق وأشغل الناس بالعلم.
توفي بها سنة 715، خمس عشرة وسبعمائة.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.صدر الشريعة: عبد الله بن مسعود بن محمود:

عالم محقق وحبر مدقق له تصانيف: مثل: شرح الوقاية والوشاح في المعاني وتعديل العلوم في أقسام العلوم العقلية كلها والتنقيح وشرحه المسمى: بالتوضيح في أصول الفقه – رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
مولانا: خسرو اسمه: محمد بن قرامز بن خواجة علي.
كان عالما عاملا محققا فاضلا استقضاه السلطان محمد خان بالعسكر ثم صار قاضيا بمدينة قسطنطينية ثم صار مفتيا بها سنين كثيرة.
توفي سنة 885 له مصنفات كثيرة في علوم عديدة مثل: الدرر وشرحه: الغرر وحواشي التلويح وحواشي المطول وغير ذلك من الكتب والرسائل.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.قاضي القضاة: محمد بن علي الشوكاني.

وستأتي ترجمته.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.علماء الفقه:

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الإمام: أبو حنيفة نعمان بن ثابت – رضي الله عنه.

إمام الحنفية ومقتدي أصحاب الرأي.
ولد سنة 80 من الهجرة كذا ذكره الواقدي والسمعاني عن: أبي يوسف وقيل: عام إحدى وستين والأول: أكثر وأثبت لم ير أحدا من الصحابة – باتفاق أهل الحديث – وإن كان عاصر بعضهم – على رأي الحنفية – وبالغ في مدينة العلوم في إثبات اللقاء والرواية عن بعضهم وليس كما ينبغي قال: وقد ثبت بهذا التفصيل أن الإمام من التابعين وإن أنكر أصحاب الحديث كونه منهم إذ الظاهر أن أصحابه أعرف بحاله منهم. انتهى.
وفيه نظر واضح لأن معرفة أهل الحديث بوفيات الصحابة وأحوال التابعين أكثر من معرفة أصحاب الرأي بها وقولهم: إن المثبت أولى من النافي تعليل لا تعويل عليه ولاعبرة بكثرة مشائخه – رحمهم الله – أيضا بالنسبة إلى مشائخ الشافعي – رحمه الله – فإن الاعتبار بالثقة دون كثرة المشيخة وقد ضعف المحدثون أبا حنيفة – رحمه الله – في الحديث وهو كذلك كما يظهر من الرجوع إلى فقه مذهب هذا الإمام وتصرفاته في الكلام – والإنصاف خير الأوصاف – ولم يكن هو عالما حق العلم بلغة العرب ولسانهم.
والكتب المؤلفة في ترجمته كثيرة يوجد بعضها فهي تغني عن الإطالة في هذا المقام.
والكلام على ترجيح فقه إمام ومذهبه على فقه إمام آخر ومذهبه: ليس من العلم شيء.
وأكثر من ابتلي بأمثال هذه الخرافات هم: المقلدون للمذاهب والمتمذهبون للمشارب والحق: عدم الترجيح وأحكم المذاهب وأصوبها وأشرفها ماكان موافقا للكتاب والسنة بعيدا عن شوائب الآراء والمظنة – وبالله التوفيق وبيده أزمة التدقيق والتحقيق.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الإمام مالك بن أنس:

صاحب كتاب: الموطأ في الحديث الشريف عالم المدينة وإمامها أحد المجتهدين الأربعة مات وله تسعون سنة وقبره بالمدينة على شط بقيع الغرقد وكان وفاته في أيام الرشيد ولد وأسنانه ثابتة فسمي: ضحاكا – أضحكه الله في جناته-.
أخذ عنه العلم جماعة كثيرة منهم: الشافعي قال: إذا ذكر العلماء فمالك النجم وإذا جاء الحديث عنه فاشدد يديك به.
وقال مالك: ليس العلم بكثرة الرواية وإنما هو نور يضعه الله تعالى في القلب.
قال في مدينة العلوم: إنه لا يفي بتعداد فضائل هذا الطود العظيم الأشم والبحر الزخار الأطم بطون الكتب ومضامين الأسفار فضلا عن هذه الأوراق والسطور. انتهى.
وهو كذلك وكتابه الموطأ: في الطبقة الأولى من كتب الحديث عند المحققين وكان شارحه – صاحب المصفى والمسوى – شديد الاعتناء به حتى قال: إن المقصود في هذه الدورة العمل بالموطأ وترك العمل بغيره من التفريعات والكتب.
وهذا يدل على عظمة رتبة هذا التأليف.
توفي في سنة تسع أو ثمان وسبعين ومائة وقد ذكرت له ترجمة حافلة في كتابي: الحطة في ذكر الصحاح الستة وإتحاف النبلاء فارجع إليهما.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الإمام: محمد بن إدريس الشافعي القرشي:

ثالث المجتهدين وأعلم العلماء الربانيين لما حملت به أمه: رأت كأن المشتري خرج من بطنها وانقض ووقع في كل بلدة منه شظية فعبر المعبر: أنه يخرج من بطنك عالم عظيم فكان كما عبر.
وهو: أول من دون علم أصول الفقه ورزق السعادة التامة في علمه.
قال أحمد بن حنبل: كان الشافعي كالشمس للنهار وكالعافية للناس وإني لأدعو له في أثر صلاتي: اللهم اغفر لي ولوالدي ولمحمد بن إدريس الشافعي.
قال في مدينة العلوم: وبالجملة هو: عالم الدنيا وعالم الأرض شرقا وغربا جمع الله له من العلوم والمفاخر مالم يجمع لإمام بعده وفضائله أكثر من أن تحصى لا يسعها إلا المجلدات.
حدث عنه أحمد بن حنبل وغيره مات بمصر سنة 206، وله أربع وخمسون سنة واتفق العلماء قاطبة من: أهل الفقه والأصول والحديث واللغة والنحو وغيرها على أمانته وعدالته وزهده وورعه وتقواه وجوده وحسن سيرته وعلو قدره فالمطنب في وصفه مقصر والمسهب في مدحه مقتصر وقد كثرت في ذلك المجلدات الكبار ولم تبلغ ساحل هذا البحر وقد اعتنى جماعة من أهل العلم بترجمته مفردة.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الإمام: أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي:

إمام أهل السنة بلا مدافع وقدوة أهل الحديث بغير منازع.
ولد ببغداد سنة 164 ومات بها سنة 241، وله سبع وسبعون سنة به عرف صحيح الحديث من ضعيفه والمجروح من المعدل.
رحل إلى الكوفة والبصرة ومكة واليمن والشام والجزيرة وكتب عن علمائها.
وسمع الحديث من شيوخ بغداد وسمع منه الشيخان الكبيران: البخاري ومسلم وأبو زرعة وأبو داود السجستاني وخلق كثير سواهم وفضائله كثيرة ومناقبه جمة في الإسلام وآثاره مشهورة ومقاماته في الدين مذكورة وهو رابع المجتهدين المعول على قوله ورأيه وروايته.
قال ابن راهويه: هو حجة بين الله وبين عباده في أرضه وكان يحفظ ألف ألف حديث وكانت مجالسته مجالسة الآخرة لا يذكر من أمر الدنيا شيئا ضرب تسعة وعشرين سوطا على إنكار خلق القرآن.
قال أحمد بن محمد الكندي: رأيته في المنام فقلت: ما صنع الله بك؟ قال: غفر لي ربي وقال: يا أحمد ضربت في؟ قلت: نعم يا رب قال: هذا وجهي انظر إليه قد أبحتك النظر إليه.
ولما مات صلى عليه من المسلمين من لا يحصى ومسح موضع الصلاة عليه فوجدوا موقف ألفي ألف وثلاثمائة ألف ذراع ونحوها ذكرت له ترجمة كافية في كتابي: الحطة وإتحاف النبلاء.
وقد ألفت في مناقب هؤلاء الأربعة صحف كثيرة مستقلة لا حاجة بعدها إلى إطالة الكلام لهم في هذا المقام.
وأعلم الأربعة بعلم الحديث وأستاذ الكل فيه: هو ذاك أحمد الإمام ولولاه لم يكن لمذهب السنة بقاء في الدنيا وإليه تنتهي رياسة علم السنة وأهلها وظهر في أهل نحلته الأئمة المجتهدون على كثرة لا يعلم مثلها في مذهب آخر ورزق السعادة الكاملة في علمه ودينه.
وقد ذكر في مدينة العلوم بعد تراجم الأئمة الأربعة تراجم غالب علماء المذهب الحنفي بالبسط التام لكونه من الحنفية وليس ذكرها من غرضنا في هذا الكتاب كذلك ذكر تراجم غيرهم من فقهاء المذاهب الثلاثة لأن تراجمهم مذكورة في كتب الطبقات كل واحد من هؤلاء مسطورة في محلها وهم أكثر من أن تحصى وأزيد من أن تستقصى وذكرهم يستدعي مجلدات ضخيمة وأسفار عظيمة.
والأئمة منهم: معروفون مشهورون وإنما أشرنا إلى تراجم الأربعة المجتهدين لكونهم أئمة الفقهاء المتقدمين والمتأخرين.
وهاهنا أشير إلى أسمائهم – رحمهم الله-:

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.فمن الأئمة الحنفية:

الإمام القاضي: أبو يوسف وكان من أهل الاجتهاد.
والإمام: محمد وقد بلغ رتبة الاجتهاد أيضا.
وابن المبارك المحدث المروزي.
والإمام: داود بن نصير الطائي الكوفي.
ووكيع بن الجراح.
ويحيى بن زكريا.
والحسن بن زياد اللؤلؤي الكوفي.
وحماد بن أبي حنيفة الإمام.
وإسماعيل بن حماد المذكور.
ويوسف بن خالد صاحب أبي حنيفة.
وعافية بن يزيد الكوفي.
وحبان ومندل: ابنا علي الغزي.
وعلي بن مسهر الكوفي.
والقاسم بن معن.
وأسد بن عمرو بن عامر.
وأحمد أبو حفص الكبير.
وخلف بن أيوب من أصحاب الإمام محمد.
وشداد بن حكم من أصحاب زفر – رحمه الله-.
وموسى بن نصر الدين الرازي.
وموسى بن سليمان الجوزجاني.
وهلال بن يحيى النصري.
ومحمد بن سماعة.
وأبو مطيع الحكم بن عبد الله القاضي راوي كتاب: الفقه الأكبر عن أبي حنيفة.
قال في المدينة: إن الأئمة الحنفية أكثر من أن تحصى لأنهم قد طبقوا أكثر المعمورة حتى قيل: إن لأبي حنيفة – رحمه الله – سبعمائة وثلاثين رجلا من تلامذته وهذا ما عرف منهم وما لم يعرف فأكثر من ذلك. انتهى.
ثم ذكر الكتب المعتبرة في الفقه الحنفي على ما هو المشهور في ذلك الزمان وهي مذكورة في: كشف الظنون على وجه البسط والتفصيل مع ذكر الحواشي عليها والشروح لها.
قال: واعلم أن استقصاء الأئمة الحنفية وتصانيفهم خارج عن طوق هذا المختصر.
فلنذكر بعد ذلك نبذا من:

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الأئمة الشافعية:

ليكون الكتاب كامل الطرفين حائز الشرفين وهؤلاء صنفان:
أحدهما: من تشرف بصحبة الإمام الشافعي.
والآخر: من تلاهم من الأئمة.
أما الأول: من تشرف بصحبة الإمام الشافعي.
فمنهم: أحمد بن خالد الخلال أبو جعفر البغدادي وأحمد بن سنان الواسطي وأحمد بن صالح أبو جعفر الطبري وأحمد بن أبي سرح الصباح وأحمد بن عبد الرحمن القرشي وأحمد بن عمرو بن السرح الأموي والإمام: أحمد بن حنبل المشهور في الآفاق وأحمد بن محمد الوليد ويقال: عون بن عقبة وأحمد بن يحيى البغدادي المتكلم وأحمد بن الوزير المصري وأحمد بن سريج الرازي ومحمد بن عبد الحكم المصري ومحمد بن الإمام الشافعي وأبو ثور إبراهيم بن خالد البغدادي وإبراهيم بن محمد ابن عم الشافعي وإبراهيم بن محمد بن هرم وإسماعيل بن يحيى أبو إبراهيم المزني وبحر بن نصر الخولاني وحارث النقال وحسن بن محمد الصباح البغدادي الزعفراني وحسين بن علي الكراسي والحسن الفلاس وحرملة التجيبي وربيع بن سليمان الجبري المصري وربيع بن سليمان المرادي وسليمان بن داود العباسي وأبو بكر الحميد بن زهير وعبد العزيز أبو علي الخزاعي وعبد العزيز الكناني وفضل بن ربيع والقاسم بن سلام – بتشديد اللام – وقحزم الأسواني وهو: آخر من صحب الشافعي – رحمه الله – موتا وموسى بن أبي الجارود المكي ويوسف بن يحيى البويطي وبويط: من صعيد مصر ويونس بن علي الصدفي المصري.
وأما الصنف الثاني: من تلاهم من الأئمة الشافعية.
فمنهم: محمد بن إدريس أبو حاتم الرازي ومحمد بن إسماعيل البخاري ومحمد بن علي الحكيم الترمذي الصوفي ومحمد بن نصر المروزي والجنيد بن محمد البغدادي سيد الطائفة الصوفية وحارث بن أسد المحاسبي وداود بن علي البغدادي إمام أهل الظاهر وسليمان بن الأشعث السجستاني والحافظ: أبو سعيد الدارمي محدث هراة وأبو تراب عسكر بن محمد التخشبي وتخشب: بلدة من بلاد ما وراء النهر عربت فقيل لها: نسف والنسائي صاحب السنن وأحمد بن شريح القاضي وأحمد بن محمد أبو علي الرودباري وأبو منصور محمد بن أحمد الأزهري اللغوي وأبو زيد محمد بن أحمد الفاشاني المروزي وأبو بكر محمد بن أحمد الحداد المصري وأبو جعفر محمد بن جرير الطبري أحد أئمة الدنيا علما ودينا ومحمد بن خفيف الشيرازي وأبو سهل محمد بن سليمان الصعلوكي وأبو بكر الصيرفي محمد بن عبد الله وأبو الحسن علي شيخ الأشاعرة وأبو إسحاق الشيرازي إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي وأبو إسحاق الإسفرائني إبراهيم بن محمد وإسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبو القاسم القشيري حسن بن علي وأبو الطيب سهل بن محمد الصعلوكي والقاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وله مناظرات مع أبي الحسن القدوري – من الحنفية- والعراقيون: إذا أطلقوا لفظ القاضي يعنون: إياه.
والخراسانيون: يعنون: القاضي حسين.
والأشعرية في الأصول: يعنون: القاضي أبا بكر الباقلاني.
والمعتزلة: عبد الجبار الإسترابادي-.
والقفال المروزي الصغير واسمه: عبد الله ابن أحمد وهو المراد عند الإطلاق والأكبر يقيد بالشاشي وابن هوازن القشيري وأبو محمد الجويني والد إمام الحرمين وأبو نصر ابن الصباغ وعبد القاهر التميمي أبو منصور البغدادي وعبد القاهر الجرجاني وأبو المعالي إمام الحرمين وأبو الحسن الماوردي صاحب: الحاوي والإقناع وأبو حيان التوحيدي وأبو المظفر السمعاني وأبو حامد الغزالي صاحب: الإحياء ومحمد الخيوشاني ومحيي السنة: الفراء البغوي وأبو المحاسن الروياني والحافظ: ابن عساكر والشيخ: صدر الدين القونوي والإمام: فخر الدين الرازي والشيخ: عز الدين بن عبد السلام ومن تلامذته: ابن دقيق العيد وأبو القاسم الرافعي وأبو نصر الشهروزي وأبو القاسم الصوفي وأبو الفتح الموصلي وأبو العباس أحمد بن محمد شارح الوسيط ومحمد التركماني الذهبي الحافظ والقاضي: جلال الدين القزويني والصفي الهندي وابن الزملكاني ومحمد بن سيد الناس الحافظ والحافظ: علم الدين العراقي الضرير وعلي ابن عبد الكافي السبكي الكبير وابن خطاب الباجي والقاضي: شرف الدين البارزي. انتهى.
ثم ذكر لهؤلاء تراجم مختصرة ومطولة كما ذكر تراجم الفقهاء الحنفية ولم يذكر للأئمة المالكية والحنبلية تراجم ولعل الوجه في ذلك كثرة أولئك وقلة هؤلاء – وقليل من عبادي الشكور – ولكن تغني عن ذلك كتب الطبقات المختصة لتراجم المالكية والحنابلة وهي لم تغادر أحدا منهم.
وقد ذكر القاضي: أبو اليمن مجير الدين الحنبلي في كتاب: الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل: جماعة من علماء المذاهب الأربعة وقضاتهم الذين كانوا في إيلياء ومنهم علماء الحنابلة وكذا ذكرهم ابن رجب الحنبلي في طبقاته وغيره من أهل التاريخ والسير في كتبهم الموضوعة لذلك.
والذين ترجم لهم صاحب مدينة العلوم أكثرهم من رجال وفيات الأعيان لابن خلكان وقد رددت عليه رجالا منه ومن غيره وأشرت إلى المآخذ وتركت تراجم غالب العلماء تحت كل علم مذكور ها هنا وأومأت إلى أسمائهم ليسهل المراجعة للطالب إلى معرفة كل واحد منهم من المآخذ.
وأذكر الآن: جماعة من علماء الحديث والقرآن ثم أردف ذلك: ذكر طائفة من علماء الهند المشهورين المشار إليهم في العلوم النقلية والعقلية ولم أدرجهم تحت علماء العلوم المذكورة هاهنا لسهولة الضبط والربط وهم مشاركو الجميع – إلا ما شاء الله تعالى فليكن ذلك على ذكر منك وما ذكرناه من علماء الحرمين
__________________
ابو نايف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 26-09-2017, 02:33 PM   #654
منتديات ال حبه الادبية
 
الصورة الرمزية مون لايت
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 4,404
معدل تقييم المستوى: 100
مون لايت has a spectacular aura aboutمون لايت has a spectacular aura aboutمون لايت has a spectacular aura about

اوسمتي

افتراضي رد: خذآخر كلمة ..وابدأ بها موضوعك


.علماء الفرائض:
.أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الوني الفرضي الحاسب:

كان إماما في الفرائض وله فيه تصانيف كثيرة مليحة أجاد فيها وهو شيخ الخبري في علم الحساب والفرائض وانتفع به وبكتبه خلق كثير.
توفي شهيدا ببغداد سنة إحدى وخمسين وأربعمائة في فتنة البساسيري والوني: نسبة إلى ون: وهي قرية من أعمال قهستان.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الشيخ عبد الباسط بن رستم بن علي بن علي أصغر القنوجي:

كان من علماء الهند.
ولد سنة 1159، أخذ العلوم عن أبيه وبرع في الفنون النقلية والعقلية خصوصا: الحساب والفرائض وله في ذلك تصانيف مفيدة وكان في زمانه أستاذ الأساتذة وشيخ المشائخ.
تتلمذ عليه خلق كثير من علماء الهند منهم: سيدي الوالد العلامة: حسن بن علي القنوجي – رحمه الله – تشد إليه الرحال في طلب العلم من بلاد شاسعة وتقصده الطلبة من كل فج عميق وكان في الفرائض آية باهرة درس وأفاد وألف وأجاد وتوفي في سنة 1223، ثلاث وعشرين ومائتين وألف الهجرية.
ومن مؤلفاته: زبدة الفرائض ونظم اللآلي في شرح ثلاثيات البخاري وانتخاب الحسنات في ترجمة أحاديث دلائل الخيرات وأربعون حديثا ثنائيا وشرحه المسمى: بالحبل المتين في شرح الأربعين وعجيب البيان في أسرار القرآن وشفاء الشافية.
وكان له اليد الطولى في علم النحو والصرف والفقه والأصول والمنطق له: شرح على التهذيب يعرف: بشرح الفاضل القنوجي.
وكان سريع الكتابة جيد الخط يعظمه أهل عصره تعظيما بليغا ويكرمه علماء وقته إكراما جليلا تتلمذ عليه الشيخ المفتي: ولي الله الفرخ آبادي صاحب: المطر الثجاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.علماء النجوم:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.أبو معشر جعفر بن محمد بن عمر البلخي المنجم:

المشهور كان إمام وقته في فنه وله التصانيف المفيدة في علم النجامة.
منها: المدخل والزيج والألوف وغير ذلك وكانت له إصابات عجيبة مات في سنة 273.
والبلخي: نسبة إلى بلخ: وهي مدينة عظيمة من بلاد خراسان فتحها الأحنف بن قيس التميمي في خلافة عثمان – رضي الله عنه – وهذا الأحنف: هو الذي يضرب به المثل في الحلم.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.أبو الحسن علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم:

كان نديم المتوكل ومن خواصه وجلسائه المتقدمين عنده ثم انتقل إلى من بعده من الخلفاء ولم يزل مكينا عندهم حظيا لديهم يجلس بين يدي أسرتهم ويفضون إليه بأسرارهم ويأمنونه على أخبارهم ولم يزل عندهم في المنزلة العلية ثم اتصل بالفتح بن خاقان وعمل له خزانة الكتب أكثرها حكمة وله أشعار حسنة وعاش إلى أن خدم المعتمد على الله توفي في سنة 275، بسر من رأى وخلف جماعة من الأولاد وكلهم: نجباء علماء أدباء ندماء.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.أبو الحسن علي بن أبي سعيد عبد الرحمن بن يونس الصدفي المصري:

لمنجم المشهور صاحب: الزيج الحاكمي المعروف: بزيج ابن يونس وهو في أربع مجلدات بسط القول والعمل فيه وما أقصر في تحريره ولم ير في الأزياج – على كثرتها – أطول منه كان مختصا بعلم النجوم متصرفا في سائر العلوم وكان قد أفنى عمره في الرصد والتسيير للمواليد وعمل فيها مالا نظير له وكان يقف للكوكب.
توفي في سنة 393، ودفن بداره وصلي عليه في الجامع بمصر.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.أبو عبد الله محمد بن جابر بن سنان الحراني الحاسب:

المنجم المشهور صاحب: الزيج الصابي له الأعمال العجيبة والأرصاد المتقنة وكان أوحد عصره في فنه وأعماله تدل على غزارة فضله وسعة علمه.
توفي سنة 317، بموضع يقال له: قصر الحضر.
قال ابن خلكان: ولم أعلم أنه أسلم لكن اسمه يدل على إسلامه وله من التصنيفات: الزيج وهي نسختان الثانية: أجود وكتاب: معرفة مطالع البروج فيما بين أرباع الفلك في مقدار الاتصالات وشرح أربع مقالات بطليموس.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.علماء الحرمين:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الشيخ: علي بن محمد بن عريق عالم المدينة المنورة:

وخطيب مسجد النبي – صلى الله عليه وسلم – كان نائبا مناب أبيه في العلم والعمل والتقوى له تصانيف مفيدة.
منها: كتاب تنزيه الشريعة عن الأحاديث الموضوعة لخصه تلميذه: الشيخ رحمة الله السندي وهو في غاية اللطف من الاختصار.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الشيخ: أبو الحسن البكري المصري الشافعي:

من آل أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – كان جامعا بين العلم والعمل وهو ممن اتفقوا على: ولايته وجلالته وبلوغه رتبة الاجتهاد لا يفارق الكتاب من يده وينظر فيه دائما سئل عن شرب القهوة – وذكر له أن المغاربة يحرمونه-؟ فقال: كيف يدعى بالحرام وأنا أشرب منها؟
تتلمذ عليه الشيخ علي المتقي وسمع منه الحديث وأخذ عنه الطريقة وكان ولده: محمد البكري شاعرا مفلقا جيدا له: تأليف في التوحيد سماه: تأبيد المنة بتأييد السنة.
توفي محمد المذكور في سنة 991.
ولمحمد ولد يسمى: زين العابدين كان عالما كبيرا ومن مقالاته: إن أبا بكر أفضل من علي ولكن المحبة والانجذاب شيء آخر وهذا مذهبي ومواهبنا كلها على يدي سيدنا علي – رضي الله تعالى عنه.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الشيخ: أبو بكر بن سالم اليمني الحضرمي:

هو ممن جمع بين العلم والحال والولاية والسيادة له كلام عال وشعر حسن ينبئ عن حاله ومقامه:
فلولا وجود السر ما كان كائن ** فتمت بذاك السر كل البرية

تمسك بنا والزم دقائق حسنا ** وزرني بصرف الود تسعد بزورتي

ولي شرف المصطفى سيد الورى ** بنسبته فقنا جميع الخليقة

وصلي على الهادي النبي وآله ** وأصحابه والتابعين بجملة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الشيخ: شهاب الدين أحمد بن الحجر المكي الهيتمي:

كان أعظم علماء عصره وفقهاء دهره لم يكن له نظير في الفقاهة في زمانه.
قال الشيخ عبد الحق الدهلوي: لا نسبة له بالشيخ ابن حجر العسقلاني الكبير في علم الحديث ولكن يحتمل أن يكون في الفقه مثله.
تتلمذ على الشيخ: زكريا المصري الآخذ عن الحافظ: ابن حجر العسقلاني.
له مؤلفات ممتعة منها: شرح الشمائل للترمذي وشرح الأربعين للنووي وشرح المشكاة في الحديث والزواجر عن اقتران الكبائر وهو: كتاب لم يؤلف مثله قبله والصواعق المحرقة في الرد على الروافض وشرح الهمزية في نعته – صلى الله عليه وسلم – وشرح عين العلم في السلوك وقلائد العقيان في مناقب النعمان.
توفي في سنة 975. انتهى.
وكان له تعصب مع شيخ الإسلام: ابن تيمية شديد – عفا الله عنه ما جناه.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الشيخ: أحمد أبو الحرام:

كان من فقهاء المدينة وعلمائها وكان في علم القراءة آية باهرة وأستاذ الأساتذة في الديار الحرمية مات ولده الفاضل الصالح في حياته فحزن عليه حزنا شديدا وبكى عند نزعه فقال الولد: لا تحزن علي ابق أنت فإن في بقائك نفع الخلق وتلا هذه الآية: {فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}.
مات – رحمه الله – في سنة 1001، ودفن بالبقيع.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الشيخ: محمد البهنسي:

نسبة إلى: قرية من قرى مصر هاجر عنها إلى مكة المكرمة واستوطنها وتتلمذ على الرملي: تلميذ السيوطي وكان يقول: عملنا على كتب الأحاديث الصحاح ويستنبط في المسائل الفقهية ويجتهد.
لم أقف على عام وفاته – رحمه الله.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.السيد: جعفر المدني:

مدرس المسجد الشريف النبوي كان يقول: لما صنف القسطلاني كتابه: المواهب اللدنية وأورد فيه النقول من كتب السير والأحاديث قال له السيوطي:
نقلت هذه الأقوال من كتبي ولم تسمني ولا كتبي وإن كنت نقلتها من غير كتبي فأتني بأصولها؟ فعجز القسطلاني وكان قد نقلها من كتب السيوطي ولا يخلو ذلك من نوع خيانة وعدم ديانة. انتهى.
قلت: وقد فعل بكتبي مثل ذلك بعض أبناء الزمان أيضا لا أسميه حياء من الله تعالى.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الشيخ: أحمد بن علي بن عبد القدوس بن محمد العباسي الشناذي:

تتلمذ في علم الحديث على: الشيخ: شمس الدين الرملي وعلى: والده وعلى: السيد غضنفر وروى عن: الشيخ: محمد بن أبي الحسن البكري وصحب: السيد: صبغة الله ولبس منه الخرقة وكان يقول: لو كان الشعراني حيا ما وسعه إلا اتباعي.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الشيخ: أحمد القشاشي بن محمد بن يونس الدجاني:

والدجانة: بتخفيف الجيم: قرية من قرى بيت المقدس كان يبيع القشاشة في المدينة المنورة وهي سقط المتاع يبيعها لستر حاله وإخفاء أمره وكان له اليد الطولى في علم الشريعة والحقيقة صحب المشائخ الكثيرة منهم: الشيخ: أحمد الشناذي ولما وفد عليه قال: مرحبا بمن جاء يقتبس منا علومنا.
ومن عجائب أحواله: أنه تلا القرآن الكريم من أوله إلى آخره في المنام على النبي – صلى الله عليه وآله وسلم-.
قال الشيخ عيسى المغربي: ما خرجت من عند القشاشي قط إلا والدنيا في عيني أحقر من كل حقير ونفسي أذل من كل ذليل ولو تكرر دخولي عليه مرات.
توفي – رحمه الله – 19 ذي الحجة سنة 1071.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.السيد: عبد الرحمن الإدريسي الشهير: بالمحجوب.

ولد بمكناسة: بلدة بمغرب وساح الروم والشام ومصر وجاور بمكة المكرمة ورحل إلى اليمن لزيارة أوليائها وقال: اليمن ينبت فيها الأولياء كما ينبت في الأرض البقل.
قلت: وكذا ينبت فيه العلماء بالكتاب والسنة أيضا مثل نبات البقل من الأرض وذلك من فضل الله تعالى على اليمن وما فيها – والله يختص برحمته من يشاء – وكان السيد المحجوب من مشائخ الحرمين المعروف: بالفضل والكرامة والولاية ذكر له ترجمة حافلة في: إنسان العين.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الشيخ: شمس الدين محمد بن العلاء البابلي:

حافظ الحديث في زمانه أستاذ أهل الحرمين ومصر أدرك ليلة القدر في بدء أمره ودعا الله – سبحانه – بأن يجعله مثل الحافظ: ابن حجر العسقلاني – رحمه الله تعالى – فأجاب الله نداءه.
وكان له روايات الصحيح للبخاري وسائر الكتب الحديثة عن الشيخ: سالم السهنوري ومسلسلات صحيحة ضبطها الشيخ: عيسى المغربي في رسالة وكأنها أصل لإثبات المتأخرين.
توفي في سنة 1079 وبابل: قرية بمصر.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الشيخ: عيسى بن محمد بن محمد بن أحمد الجعفري الهاشمي الثعالبي المغربي:

جار الله أبو المهدي حفظ القرآن وبرع في علوم الأعيان ورحل إلى جزائر وصحب السلجماسي قريبا من عشر سنين وتبحر عنده وأخذ عن: علماء قسطنطينية ومصر والحرمين وتوطن بمكة المكرمة له: معجم سماه: مقاليد الأسانيد.
تتلمذ عليه جمهور أهل الحرمين الشريفين وصار أستاذا لهم وكان من أوعية الحديث والقراءة.
قال السيد حسن باعمر: من أراد أن ينظر إلى شخص لا يشك في ولايته فلينظر إلى هذا وكان لا يعمل إلا بالسنة المطهرة غلب عليه أحزاب الشاذلية.
ألف لأبي حنيفة – رحمه الله – مسندا عنعن فيه اتصالا.
توفي – رحمه الله – في سنة 1080 الهجرية.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الشيخ: إبراهيم الكردي:

عارف بفنون العلم من: الفقه والحديث والعربية والأصلين.
وله تصانيف في ذلك كلها رحل إلى بغداد والشام ومصر والحرمين وصحب القشاشي وروى عنه الحديث وكان يتكلم: بالفارسي والكردي والتركي والعربي وكان متصفا: بتوقد الذهن والتبحر في العلم والزهد والصبر والحلم والتواضع كان زيه زي عامة أهل الحجاز ولم يكن يلبس لبس المتفقهة ولا المتصوفة ولا يختار هيئاتهم: من تكبير العمامة وتطويل الأكمام.
قال الشيخ عبد الله العباسي: كان مجلسه روضة من رياض الجنة وكان يرجح كلام الصوفية على الحقائق الحكمية ويقول: هؤلاء الفلاسفة قاربوا عثورا على الحق ولم يهتدوا إليه.
تاريخ وفاته...
{إنا على فراقك يا إبراهيم لمحزنون}.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.محمد بن محمد بن سليمان المغربي:

كان حافظا للحديث جامعا لفنون العلم لبس الخرقة عن الشيخ: أبي مدين المغربي وجد واجتهد في تصحيح كتب الحديث وأتقنها إتقانا كاملا حتى صار إماما بالحرمين الشريفين ومن ثقات الحفاظ – زاده الله بسطة في العلم والجسم والعقل المتعلق: بالمعاد والمعاش على وجه الكمال-.
لم يذكر عام وفاته في: إنسان العين.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الشيخ: حسن العجيمي:

واحد من شيوخ الحديث جامع لفنون العلم فاق أقرانه في: الفصاحة والحفظ وجودة الفهم وصحب الشيخ عيسى المغربي واستفاد منه كثيرا وروى عن: أحمد القشاشي والبابلي والشيخ: زين العابدين بن عبد القادر الطبري – مفتي الشافعية – وكان حنفيا لكن يجمع بين الصلاتين في السفر ويقرأ الفاتحة خلف الإمام ولم يكن يلتزم مذهبا معينا في جميع الأمور بل يجوز التلفيق وكانت في عينيه هنة وكان مع ذلك إذا قرأ الحديث رئي على وجهه الأنوار وصار كأجمل من رئي في الدنيا وذلك سر قوله – صلى الله عليه وسلم-:«نضر الله عبدا»</SPAN>.. الحديث ضبط أسانيده في رسالة يعلم منها سعة علمه.
قال: يقول الناس: ولد العالم نصف العالم وصدقوا فإن العالم له نصفان: عا ولم وليس لواحد منهما معنى فكأنهم قالوا: ولد العالم لا معنى له يأتي كل رجب إلى المدينة المنورة ومعه كتاب من الكتب الستة يختمه في المسجد النبوي على طريق السرد تتلمذ عليه الشيخ: أبو طاهر المدني وشيخ مسند الوقت: الشاه ولي الله المحدث الدهلوي – رحمه الله تعالى.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الشيخ: أبو طاهر محمد بن إبراهيم الكردي المدني:

لبس الخرقة من أبيه واستجاز له أبوه من مشائخ كثيرين منهم: الشيخ محمد بن سليمان المغربي وأخذ النحو عن السيد: أحمد بن إدريس المغربي الذي كان سيبويه زمانه في العربية واكتسب فقه الشافعي عن الشيخ: علي الطولوني المصري والمعقول عن: المنجم الباشي الرومي والحديث عن الشيخ: حسن العجيمي وأحمد النخلي والشيخ: عبد الله البصري والشيخ: عبد الله اللاهوري وكان مجتهدا في الطاعة ومشتغلا بالعلم والمذاكرة رقيق القلب كثير البكاء.
قال في إنسان العين: لما حضرت عنده للوداع إلى الهند أنشدت بين يديه:
نسيت كل طريق كنت أعرفه ** إلا طريقا يؤديني لربعكم

فغلب البكاء على الشيخ وتأثر تأثرا عظيما.
توفي – رحمه الله – في سنة 1145 الهجرية.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الشيخ: تاج الدين الحنفي القلعي ابن القاضي: عبد المحسن:

كان مفتيا بمكة المكرمة صحب كثيرا من مشائخ الحديث وأخذ العلو منهم وكلهم أجازوه واستجاز له والده من الشيخ: عيسى المغربي وكان غالب تعلمه لعلم الحديث من الشيخ: عبد الله بن سالم البصري.
قال: عرضت عليه هذه الكتب على نهج البحث والتنقيح وقرأت الصحيحين على العجيمي وأجازني بجميع ما تصح له روايته.
ولازم الشيخ صالح الزنجاني واستفاد منه وتفقه عليه وحصل الرواية والإجازة عن الشيخ: أحمد النخلي والشيخ: أحمد القطان وغيرهما وتعلم منهما طريق الدرس.
وله إجازة عن الشيخ: إبراهيم الكردي وعنه روى الحديث المسلسل بالأولية.
قال الشيخ: ولي الله المحدث الدهلوي – في إنسان العين-: حضرت بمجلس درسه أياما حين كان يدرس البخاري وسمعت عليه: أطراف الكتب الستة وموطأ مالك ومسند الدارمي وكتاب الآثار لمحمد وأخذت الإجازة لسائر الكتب وحدثني بالحديث المسلسل بالأولية عن الشيخ: إبراهيم وهو أول حديث سمعته منه بعد عودتي من زيارة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – في سنة 1243.
قلت: وكان والدي السيد: أبو أحمد الحسن بن علي بن لطف الله الحسيني البخاري القنوجي – قدس الله سره – قد تتلمذ على الشيخ: عبد العزيز والشيخ: رفيع الدين ابني الشيخ: ولي الله المحدث الدهلوي المذكور ولي سند متصل إليه وإلى مشائخه بواسطة الشيخ: محمد يعقوب المهاجر المكي حفيده وكذا ينتهي سندي إلى القاضي: محمد بن علي الشوكاني بواسطة الشيخ: عبد الحق بن فضل الله الهندي المتوفي في سنة 1286 بمنا وإلى السيد: عبد الرحمن بن سليمان بن يحيى مقبول الأهدل ولذلك ذكرت تراجم مشائخي من أهل الحديث النبوي – صلى الله عليه وسلم – في هذا الكتاب وإجازاتي مكتوبة في كتابي: سلسلة العسجد في ذكر مشائخ السند – وبالله التوفيق وهو الهادي إلى سواء الطريق.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الشيخ: محمد حياة السندي المدني:

كان من العلماء الربانيين وعظماء المحدثين قرن العلم بالعمل وزان الحسن بالحلل.
واسم والده: ملا فلاريه من قبيلة: جاجر الساكنة في أطراف عادلبور: بليدة من توابع بكر.
ولد بالسند ورحل إلى الحجاز وحج وتوطن مدينة النبي – صلى الله عليه وسلم – وتتلمذ على الشيخ: أبي الحسن السندي – نزيل المدينة المكرمة – وبرع في الحديث وأخذ الإجازة عن: خاتمة المحدثين الشيخ: عبد الله بن سالم البصري وشد حزامه على درس الحديث النبوي وأفنى عمره في خدمة الكلام المصطفوي وكان يعظ الناس قبل صلاة الصبح بالمسجد الشريف وانتفع به خلق كثير من العرب والعجم وأقبل عليه: أهل الحرمين ومصر والشام والروم والهند بالاعتقاد والانقياد وعاش عيشة مرضية ولقي الله – سبحانه – يوم الأربعاء السادس والعشرين من صفر سنة 1163، ودفن بالبقيع.
ومن تلامذته: السيد العلامة: غلام علي آزاد البلجرامي والشيخ المحدث الفهامة: محمد فاخر الإله آبادي وغيرهما – رحمهما الله تعالى.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الشيخ: صالح بن محمد بن نوح بن عبد الله بن عمر بن موسى الفلاني:

من ذرية العلامة الحافظ: عليم بن عبد العزيز الأندلسي الشاطبي أخي بني سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وإنما قيل له: الفلاني لأن آباءه نزلوا في دارهم واستوطنوها.
وفلان – على ما في: اليانع الجني بضم الفاء وتشديد اللام-: قبيلة من فلانة – بالفوقية بدل النون-: أمة من السودان وأرضه التي نشأ بها تسمى: مسوف.
قال: وكان الفلاني فاضلا دينا صالحا ذا أسانيد عالية نفع الله به كثيرا من عباده.
توفي بالمدينة ليلة الخميس لخمس مضين من جمادى الآخرة سنة ثماني عشرة ومائتين وألف – رحمه الله رحمة واسعة-. انتهى. كلام اليانع.
وأقول: هو أستاذ الشيخ: محمد عباد السندي الآتي ذكره.
وله تصانيف حسنة ممتعة:
منها: كتاب إيقاظ همم أولي الأبصار في رد التقليد وذكره شيخنا وبركتنا الشوكاني – رحمه الله – في الفتح الرباني وأثنى عليه بالخير.
قال محمد عابد – في ذكر إسناد الموطأ-: أرويه عن العلامة الكبير والأستاذ الشهير الشيخ: صالح الفلاني عن شيخه: محمد بن سنة قرأه عليه قراءة بحث وتدقيق إلى آخر الكلام.
ومن الاتفاقات: أن الفلاني له شدة في فت عضد التقليد وهمة كبيرة في اتباع السنة لا يتصور عليها مزيد وتلميذه الشيخ: محمد عابد السندي له عصبية في الجمود على المذهب الحنفي مع كونه معروفا بدرس الحديث وهذا من غرائب الدنيا وعجائب الدهر بل – ولا غرو – فإن عمر الدنيا قد انصرم وكثر الاختلاف وذهب الائتلاف وعم الفساد في البر والبحر وسال به الوادي وطم ولم ينجح من بليات التقليد وآفات الرأي إلا من عصمه الله وعليه رحم.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.الشيخ: محمد عابد السندي بن أحمد بن علي بن يعقوب الحافظ من بني أبي أيوب الأنصاري:

ولد ببلدة سيون: وهي على شاطئ النهر شمالي حيدر آباد السند مما يلي بلدة بوبك هاجر جده الملقب: بشيخ الإسلام إلى أرض العرب وكان من أهل العلم والصلاح وأقام الشيخ: محمد عابد بزبيد داره علم باليمن معروفة واستفاد من علمائها واقتبس من أشعة عظمائها حتى عد من أهلها ودخل صنعاء اليمن يتطبب لإمامهم وتزوج ابنة وزيره وذهب مرة سفيرا من إمام صنعاء إلى مصر وكان شديد التحنن إلى ربوع طابة وعاود مرة أرض قومه فدخل نواري: بلدة بأرض السند مما يلي بندر كراجي وأقام بها ليالي معدودات ثم عاد إلى المدينة الطيبة وولي رياسة علمائها من قبل والي مصر وخلف من مصنفاته كتبا مبسوطة ومختصرة:
منها: كتاب المواهب اللطيفة. على مسند الإمام أبي حنيفة.
وكتاب: طوالع الأنوار على الدر المختار.
وكتاب: شرح تيسير الوصول إلى أحاديث الرسول بلغ منه إلى كتاب الحدود – لم يتمه – يقال له: شرح بلوغ المرام للحافظ ابن حجر.
وكان ذا عصبية للمذهب الحنفي ولذلك تعقبه في بعض الرسائل له السيد العلامة أخونا: أحمد بن حسن الحسيني القنوجي البخاري العرشي – رحمه الله-.
توفي محمد عابد يوم الإثنين من ربيع الأول سنة 1257، ودفن بالبقيع ولم يخلف عقبا – رحمه الله.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.علماء اليمن:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.السيد: يحيى بن عمر مقبول الأهدل:

كان إماما في جميع العلوم غلب عليه علم الحديث حتى نسب إليه وله من الحفظ والاطلاعات شيء لا يمكن وصفه وكان يحفظ معظم صحيح البخاري ومسلم وكان له أسانيد ومشائخ شتى وله السند العالي الذي هو أعلى ما يكون له في اليمن أخذ الحديث عن جماعة من الحافظ مثل: السيد أبي بكر بن علي والقاضي: أحمد بن إسحاق جعيان والشيخ: عبد الله المزجاجي وكان ذا همة لا تجده إلا مشتغلا بعبادة: إما مدرسا أو تاليا للقرآن أو مصليا بعد صيته وقصده الطلبة من بلاد شاسعة وطلب منه الإجازة علماء عصره ما بين موافق ومخالف:
منهم: شافعي زمانه: طه بن عبد الله السادة من ذي جبلة وعلماء صنعاء: كالسيد العلامة: هاشم بن حسين الشامي والسيد: أحمد بن عبد الرحمن والسيد: محمد بن إسحاق بن المهدي والعلامة: إسحاق بن يوسف بن المتوكل وإبراهيم ابن إسحاق المهدي وعلماء الحرمين الشريفين كافة طلبوا منه الإجازة قبل وفاته – رحمه لله – بسنة فأجازهم.
وله في بلدة زبيد تلامذة أعلام منهم: السيد: أحمد بن محمد مقبول الأهدل والشيخ يحيى بن أحمد الحكمي وغيرهما وقد أطال في النفس اليماني والروح الريحاني في ترجمة: زهده وكرمه وإحسانه إلى الوفود والقصاد وصلابته في الدين وصلاحه وكراماته وحرصه على تعلم العلم واجتهاده في رمضان – لا نطول الكلام بإيرادها في هذا المقام-.
وكان يحسده جماعة من أقرانه ممن له تعلق بالعلم فسلبت منه هيبة العلم وأبهته وليس له منه إلا الاسم ولم يحملهم على هذا إلا الهوى ولكن:
إذا رضيت عني كرام عشيرتي ** فلا زال غضبانا علي لئامها

وما أحسن ما قيل:
جزى الله عنا الحاسدين فإنهم ** قد استوجبوا منا على فعلهم شكرا

أذاعوا لنا ذما فأفشوا مكارما ** وقد قصدوا ذما فصار لنا فخرا

ولله در العيني الحنفي حيث قال في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله-:
لله در الحسد ما أعدله ** بدأ بصاحبه فقتله

وله مصنفات مفيدة منها: كتاب في فضل ذوي القربى ومنها: القول السديد فيما أحدث من العمارة بجامع زبيد.
وبالجملة: كان سيدا علامة وعلما فهامة حافظ عصره بالاتفاق ومحدث إقليمه بلا شقاق.
توفي ليلة الأربعاء رابع عشر ربيع الآخر سنة 1147، وهو ابن أربعة أو ثلاثة وسبعين – كذا قال قبل موته بأحد عشر يوما-.
قال محمد المحبي – في خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر-: معنى الأهدل: الأدنى الأقرب.
وفي: نظام الجواهر النفيسة في بيان أنساب العصابة الأهدلية: أصل هذه الكلمة: على الله دل وقيل غير ذلك – وهذا أصح.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.أبو المحاسن السيد: سليمان بن يحيى المذكور.

كان سرا لأبيه وعالما محدثا كاملا ذا بصيرة تنويه.
قرأ العلوم على والده واستفاد من طريفه وتالده وأخذ من مشائخ الحديث علما وافرا وفضلا ظاهرا منهم: السيد العلامة: أحمد بن محمد مقبول الأهدل والسيد: سليمان بن أبي بكر هجام الأهدل والشيخ: عبد الخالق المزجاجي والسيد: عمر بن أحمد بن عقيل والعلامة: أحمد الأشبولي ومشائخه: من أهل اليمن والحرمين ومصر والشام وغيرهم جم واسع سماهم في النفس اليماني منهم: الشيخ الحافظ: محمد حياة السندي والشيخ: حسن بن محمد الكردي والشيخ: محمد بن أحمد الجوهري والشيخ: محمد هلال سنبل – مفتي الشافعية – والعلامة:
أبو الحسن المغربي التنوسي.
__________________
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مون لايت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 27-09-2017, 01:09 PM   #655
مراقب المنتديات الخاصة بقبيلة ال حبة والعوامر
 
الصورة الرمزية واحد من الجماعه
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 6,866
معدل تقييم المستوى: 100
واحد من الجماعه has a spectacular aura aboutواحد من الجماعه has a spectacular aura aboutواحد من الجماعه has a spectacular aura about

اوسمتي

افتراضي رد: خذآخر كلمة ..وابدأ بها موضوعك

أبو الحسن الشاذلي عالم من أعلام الصوفية وقطب من أقطابه، ولد في المغرب الأقصى وعاش معظم سني حياته في تونس ومصر وأنشأ مدرسة صوفية كبيرة، لازال أتباعها وتلاميذها ينتشرون في مختلف أنحاء العالم الإسلامي ويكونون فرقا صوفية كثيرة تشعبت كلها عن الفرقة الأصلية التي أنشأها ونسبت إليه وهي الفرقة الشاذلية.
ولد أبو الحسن الشاذلي في أواخر القرن السادس الهجري في سنة 593 هـ في قرية غمارة بالقرب من مدينة سبتة بالمغرب الأقصى.
وهو تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الجبار بن يوسف.
وينتمي إلى قبيلة عمران قبائل المغرب وهي التي ينتمي إليها ولي الله سيدي عبد الرحيم القناني.
نشأ أبو الحسن في قريته غمارة وفيها تلقى علومه الأولى وحفظ القرآن، ثم أٍراد أن يستزيد من العلم فرحل إلى تونس. لقد كانت مدن المغرب الأقصى الكبيرة مثل سبتة أو مراكش أو, فاس أقرب إليه من تونس، ولكنه أعرض عنها جميعا وأبعد في الرحلة فذهب إلى تونس، ولتفسير هذا لابد من إلقاء نظرة على الحالتين السياسية والعلمية في المغرب الأقصى وفي العالم الإسلامي بوجه عام على ذلك الوقت.
كان المذهب الشيعي قد انتصر في القرن الرابع الهجري، وبانتصاره قامت دولتان شيعيتان كبيرتان أصبحت لهما السيادة في طرفي العالم الإسلامي الشرقي والغربي، فالدولة الفاطمية في المغرب وتضم إليها بلاد المغرب جميعا ومصر واليمن والحجاز والشام والدولة البويهية في الشرق ولها السيادة في العراق قلب الدولة العباسية نفسها.
وفي القرن الخامس والسادس حدث فعل قوي، وبدأ المذهب السني يسود من جديد بعد أن، ضعفت الدولتان الفاطمية والبويهية، وقامت دول سنية كثيرة كان هدفها القضاء على الدول والمذاهب الشعيية في كل مكان فكانت دول السلاجقة والأتابكة في الشرق ودولتا الأيوبيين والمماليك في مصر والشام ودولة الموحدين في المغرب والأندلس. وكان بعض حكام هذه الدول السنية مغالين في محافظتهم على المذهب السني ويرون في كل الحركات والاراء الفلسفية جنوحا نحو العودة إلى المذهب الشعبي، فهو مذهب كان بدرس الفلسفة وعلوم الأوائل ويتأثر بها إلى حد بعيد.
وهذا العصر بعينه هو العصر الذي شهد انقسام العالم الإسلامي إلى دول كثيرة شغل بغضها عن البعض الآخر، وهو الذي شهد ضعف هذا العالم الإسلامي وجرأة أوربا المسيحية على اقتحام ربوعه في الشام على أيدي الصليبيين، وفي الأندلس على أيدي الراغبين في إعادتها إلى حيرة المسيحية والقضاء على الدويلات الإسلامية القائمة بها.
في هذا الجو الغريب قويت الحياة الروحية ونشط التصوف وكثر المتصوفة، فقد أحس المجتمع الإسلامي بعجزه عن نفسه من المغيرين الوافدين من الخارج، فراح المسلمون يبحثون عن قوة عليا يلجأون إليها في محنتهم ويحسون في كنفها بالاطمئنان النفسي، فلجأوا إلى التدين وأغرقوا فيه وفي العبادة والزهد، يلتمسون في هذا كله سكينة الروح وينسون في رحاب الله ما يكتنفهم من عوامل الفزع و القلق و الاضطراب و من هنا نشطت الحركات الصوفية في القرنين السادس والسابع، وأنقسم المتصوفة في هذين القرنين إلى قسمين: قسم حيا حياة روحية خالصة وقسم خلط التصوف بالفلسفة والروح بالفكر. وقد شهد المغرب عند نشأة الشاذلي به هذين النوعين من المتصوفة.
ففي مدينة فاس بالمغرب الأقصى كان يقيم في أواخر القرن السادس الصوفي الكبير الشيخ أبو تعزي بن بلنور، وكان الناس يفيدون إليه من جميع أنحاء المغرب والأندلس، يأخذون عنه ويستمعون إليه ويلتمسون منه البركات، وفي مقدمة من وفد عليه القطب الفوث أبو مدين التلمساني فعاش معه سنين يقتبس من طريقته بالإقبال كان على الصوم والزهد والصلاة والتقشف والعبادة. حتى إذا قبس قبسة من روح أستاذه حل إلى المشرق ليقتبس قباسات أخريات من شيوخ التصوف هناك، وعن سيدي عبد القادر الجيلالي قطب العراق بوجه خاص.
وعاد أبو مدين إلى المغرب فأقام في بجابة وفاقت شهرته شهرة أستاذه أبى يغزى ولقبوه القوم هناك بالغوث وتتلمذ عليه العشرات من كبار العلماء وفي مقدمتهم الفيلسوف المتصوف الكبير محي الدين بن عربي والشيخ أبو عبدالله محمد بن حرازم أحد شيوخ الشاذلي.
وكانت الدولة القائمة بالحكم في المغرب وقت ذلك هي دولة الموحدين، ومن ملوكها من كان راغبا للحياة الفكرية مشجعا للعلماء والمفكرين، ومنهم من كان متزمتا مضطهدا لرجال الفكر والمشتغلين بالفلسفة.
فمن أمثلة النوع الأول الخليفة الموحدي أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن، وكان رجلا واسع الفكر محبا للعلم صديقا للعلماء، وللفلاسفة منهم بوجه خاص، فقرب إليه عددا كبيرا منه، وفي بلاطه عاش الفيلسوف المغربي ابن طفيل وهو احد ممن حاولوا المزج بين الفلسفة والتصوف،وهو مؤلف قصة حي بن يقظان التي حاول فيها أن يثبت أن العقل والشرع يؤديان إلى نتائج واحدة.
وابن طفيل هو الذي قدم للخليفة يعقوب صديقه الفيلسوف ابن رشد فرحب به وقربه إليه وولاه قضاء اشبيلية.
ولكن المجتمع الإسلامي في المغرب وقتذاك لم يرض عن سياسة الخليفة الموحدي يعقوب، فقد كان رد الفعل السني ذا أثر قوي عليه/ لهذا كان المجتمع سنيا متزمتا ينكر المشتغلين بها وقد استجاب الخليفة أبو يوسف يعقوب بن الخليفة السابق لرغبات المجتمع، فاضطهد العلماء والفلاسفة ورجال الفكر، وأصابتهم في عهده محن شديدة. فاتهم ابن رشد في عهده بالزندقة وحوكم في سنة 591.
واضطهد الصوفي الكبير أبو مدين وأرسل الخليفة يستدعيه من بجاية لمحاكمته، فأتى به مكيلا بالحديد، حتى إذا وصل تلمسان مرض ومات سنة 594.
هذا الجو الذي كان يشيع فيه ضيق الفكر، ويسود فيه الكبت الاضطهاد والمحاكمة دفع الكثيرين من رجال الفكر والفلسفة والتصرف إلى الرجل عن المغرب الأقصى،وفي مقدمتهم محي الذين بن عربي، فقد رحل عن الأندلس والمغرب في سنة 598 بعد أن شهد محنه أستاذه ابن رشد وأستاذه في التصوف ابى مدين.
لم يكن غريبا أ، يشيح الشاذلي بوجهه عن مدن المغرب الأقصى الكبيرة ويرحل إلى تونس ليستكمل علومه بها. فإنه يبدو أن الجو في تونس كان أصلح منه في المغرب الأقصى وحرية الفكر والدراسة مكفولة هناك إلى حد ما، وفيها على ذلك الوقت كان يقيم عدد كبير من أعلام المتصوفة من أمثال الشيخ محمد صالح بن بنصار والشيخ أبى محمد المهدوي والشيخ أبى سعيد الباجي وهم من تلاميذ الغوث، وقد عاصر الشاذلي اثناء تلقيه العلم في تونس هؤلاء العلماء الإعلام ولا شك أنه ا تصل بهم وتتلمذ عليهم وأخذ عنهم. وكان الجو في تونس كلها يضوع منه شذى تعاليم ابى مدين وروحانيته، وقد تأثر الشاذلي بهذا الجو تأثرا شديدا وعشق التصوف وحياة المتصوفة منذ ذلك الحين وبدأ فتلقى الطريقة على ابى عبد الله بن حرازم أحد تلامذة ابى مدين ولبس على يديه خرقة التصوف.
ورحل أبو الحسن الشاذلي من قريته غمارة إلى تونس حوالي سنة 602 وهو بعد حدث صغير السن في نحو العاشرة من عمره، وبدأ هناك فتلقى على علمائها الفقه على مذهب مالك، وعلوم اللغة من أدب ونحو وصرف وعلوم الدين من تفسير وحديث وكلام وتوحيد. ولازم حلقات الدرس حتى نبغ في هذه العلوم جميعها، ثم شاقه التصوف واتصل بشيوخه ولبس الحرقة أول ما لبس على يد أبى عبد الله محمد بن حرازم – كما اسلفنا-
والكتب التي ترجمت لابن الحسن الشاذلي تروي قصة طريفة حدثت له عند دخوله مدينة تونس، والقصة تبدو غريبة بعيدة عن المنطق ولكنها تدخل في نطاق ما يسميه القوم بالكرامات، وأغلب الظن أن مؤرخي أبى الحسن واتباعه يرونها للبرهنة على أنه كان منذ شبابه الأول ذا نفس طاهرة نقية صافية، وأنه كان ذا استعداد طيب للولاية منذ هذه السن المبكرة.
روى هذه القصة صاحب كتاب المفاخر العلية في المآثر الشاذلية. قال رواية عن الشيخ جمال الدين القرآني أن الشيخ أبى الحسن الشاذلي قال:
" دخلت مدينة تونس وأنا شاب صغير، فوجدت فيها مجاعة شديدة، ووجدت الناس يموتون جوعا في الأسواق، فقلت في نفسي: لو كان عندي ما اشتري به خبزا لهؤلاء الجياع لفعلت، فالقى في سري : خذ ما في جيبك، فحركت جيبي فإذا فيه نفوذ، فأتيت إلى خباز بباب المنارة، فقلت له : عد خبزك، فعده، فناولته للناس فتناهبوه، ثم أخرجت الدراهم فناولتها الخباز، للناس فتناهبوه، ثم أخرجت الدراهم فناولتها الخباز، فقال لي : هذه مفارقة وأنتم معاشر المغاربة تستعملون الكيمياء، فأعطيته برنسي وكرزيتي من على رأسي رهنا في ثمن الخبز، وتوجهت إلى جهة الباب فإذا رجل واقف عنده فقال لي : يا علي أين الدراهم ؟ فأعطيتها له فهزها في يده وردها إلي، وقال ادفعها للخباز فإنها طيبة، فرجعت إلى الخباز فأعطيتها له فقال: نعم هذه طيبة وأعطاني برنسي وكرزيتي، ثم طلبت الرجل فلم أجده، فبقيت متحيرا في نفسي إلى أن دخلت الجامع يوم الجمعة، فجلست عند المقصورة عند الركن الشرقي فركعت تحية المسجد وسلمت وإذا بالرجل عن يميني فسلمت عليه فتبسم وقال: يا علي أنت تقول لو كان عندك ما تطعم به هؤلاء الجياع لفعلت ؟ اتتكرم على الله في خلقه ولو شاء لأطعمهم وهو أعلم بمصالحهم ؟ فقلت يا سيدي من أنت ؟ قال أنا أحمد الخضر كنت ببلاد الصين فقيل لي أدرك بتونس فأتيت مبادرا إليك، فلما صليت الجمعة نظرت إليه فلم أجده".
وفي تونس قضى أبو الحسن سنوات الصبى والشباب الأول تتلمذ فيها على كبار علماءها وشيوخها ومتصوفيها، فبدأ بأبي عبد الله بن حرازم الذي لبس خرقة التصوف على يديه لأول مرة، ثم سمع بالشيخ أبى سعيد الباجي أحد تلامذة أبى مدين وممن أخذوا الطريق عته فسعى إليه وانتفع بعلمه. يصف الشاذلي مقابلته الأولى لأبى سعيد يقول:
" لما دخلت تونس في ابتداء أمري قصدت بها جملة من المشايخ، وكان عندي شيء أحب أن أطلع عليه ويبين لي منه خبر، فما فيهم من شرح حالي، حتى دخلت على الشيخ أبى سعيد الباجي – رحمه الله- فأخبرني بحلي قبل أن أبديه إليه، تكلم عن سري، فعلمت أنه ولي الله، فلازمته وانتفعت به كثيرا وسمعت منه".
في هذا الجو الذي كانت تتجاوب في جنباته آراء الفلاسفة من أمثال ا بن رشد وابن طفيل وابن عربي وتنتشر في نواحيه وروحانيات المتصوفة من أمثال القطب الغوث ابى مدين وأبى عبد الله بن حرازم وأبى سعيد الباجي. في هذا الجو الذي كانت تصطرع فيه قوى العلم والفكر الحر مع قوى الرجعية والتزمت السني. في هذا الجو نشأ أبو الحسن الشاذلي نشأته الأولى، وتلقي علومه الأولى، ولكنه لم يكد يبلغ سن الشباب حتى أحس أن غلته لم تشف وأن ظمأه للعلم والمعرفة لم يشبع، فاعتزم الرحلة إلى الشرق، لأداء فريضة الحج وزيارة الأرض الطيبة المقدسة والقبر الطاهر أولا ثم لإتمام علومه واستكمال دراسته على أيدي شيوخ الشرق ثانيا.
ولسنا نعرف متى رحل الشاذلي رحلته المشرقية الأولى على وجه التحديد، ولكننا نحسبه بدأها حوالي سنة 615 هـ وهو في نحو الثانية والعشرين من عمره.
فإننا سنسمح بعد قليل أنه شيخه أبا الفتح الو اسطي في العراق في سنة 618 هـ.
بدأ الشاذلي رحلته فدخل مدينة الإسكندرية ومر بأرض مصر ثم دخل الحجاز فأدى الفريضة زار فلسطين والشام والعراق وكان في كل بلد يزوره يقصد من بها من العلماء والفقهاء يأخذ عنهم ويستمع إليهم، وكان أكثر اتصاله بالعباد والزاهد والمتصوفة، وكان أكثر تأثره في رحلته هذه بالشيخ أبى الفتح الواسطى وهو من أكبر تلاميذ سيدي أحمد الرفاعي وكانت له منزلة عظيمة عند الرفاعية مما دعاهم إلى إرساله إلى مصر ليعمل على نشر طريقتهم فيها، ووصل أبو الفتح إلى الإسكندرية في سنة 630 وأقام بها مدة يعظ الناس ويدعوهم إلى طريقته، وكان يلقي دروسه في مسجد العطارين، وقد قامت بينه وبين علماء الإسكندرية وفقهائها مساجلات وخصومات علمية كثيرة، وتوفي بالإسكندرية في سنة 632 ولازال ضريحه موجودا بالقرب من ضريح أبى الدرداء.
وقد حزن الرفاعية في العراق حزنا بالغا لوفاة الشيخ ابى الفتح الو اسطي، واختاروا قطبا آخر كان يقيم بينهم في ذلك الوقت وأرسلوه إلى مصر ليتزعم طائفة الرفاعية بها، وسيكون لهذا القطب شأن كبير فيما بعد وسينشئ له طريقة جديدة، ذلك هو القطب الكبير سيدي احمد البدوي، فقد أرسله الرفعية في سنة 635 من العراق إلى مصر ليشرف على شؤون الاتساع بها.
على هذا الشيخ العالم الكبير ابى الفتح الواسطي أخذ الشاذلي أثناء مقامه في العراق، واعترف لم يبق هناك من العلماء من هو خير منه قال: " دخلت العراق ولقيت جملة من المشايخ فلم اٍ أحسن من الشيخ ابى الفتح الوسطى".
وقد كان الشاذلي أثناء تقلبه في بلدان الشرق لا يسعى الطلب العلم وحده ولكنه كان يبحث عن المنشودة سيبحث عن القطب، وللقوم آراء وأقوال كثيرة في القطب. فأول من قال به وتحدث عنه من المتصوفة ذو النون المصري، ويبدو من أقوال المتصوفة أن الأقطاب في كل وقت كثيرون وأن الرئاسة دائما على هؤلاء الأقطاب واحد مفرد هو ما يلقبونه بالقطب الغوث. يبدو هذا واضحا في حديث الشاذلي نفسه لأحد تلاميذه وهو شمس الذين بن كتيلة.
روى ابن كتيلة أنه كان جالسا يوما بين يدي أستاذه الشاذلي فخطر له أن يسأله عن القطب فقال له :
"يا سيدي ما معنى القطب ؟"
"الأقطاب كثيرة فإن كل مقدم كل قوم هو قطبهم أما القطب الغوث الفرد الجامع فهو واحد".
وقد عرف صاحب كتاب المفاخر القطب الغوث بأنه رجل عظيم وسيد كريم، يحتاج إليه ألناس عند الاضطرار في تبيين ما خفي من العلوم المهمة والإسرار، ويطلب منه الدعاء لأ نه مستجاب الدعاء، لو أقسم على الله لأبره، ولا يكون القطب قطبا حتى تجمع فيع جميع صفات الأقطاب الذين هو رئيسهم.
عن هذا القطب كان يبحث الشاذلي أثناء تجواله في الشرق، فلما اطمأنت نفسه إلى شيخه أبى الفتح الواسطي فاتحه بدخيلة نفسه وحدثه عن أمنيته، ولكن الشيخ أبا الفتح أخبره أن القطب في وطنه الأصلي، في المغرب فإن كان يبحث عنه حقيقة فليعد إلى المغرب.
واستمع أبو الحسن إلى نصيحة شيخه وعاد إلى المغرب، إلى أن إلتقى بشيخه وأستاذه الأكبر الذي أخذ عنه الطريق ولبس على يديه خرقة التصوف، والذي ظل ينتسب إليه، وهو الشيخ عبد السلام بن مشيش.
يستطرد الشاذلي في وصفه لمقابلته الأولى مع الشيخ أبى الفتح الوسطى فيقول:
" وكنت أطلب القطب فقال لي: أتطلب يا علي القطب بالعراق وهو ببلاد المغرب ؟ أرجع إلى المغرب فإ نك تجد القطب هناك، فرجعت إلى المغرب واجتمعت بأستاذي عبد السلام بن مشيش".
وبعد رحلة طويلة قابل الشاذلي أستاذه القطب سيدي عبد السلام بن مشيش، وكانت مقابلته الأولى له في رأس جبل حيث يقيم مرابطا ومتفرعا للعبادة.
وقد روي الشاذلي خبر هذه المقابلة فقال :
"لما قدمت عليه وهو ساكن برباطه برأس جبل، اغتسلت وخرجت من علمي وطلعت إليه فقيرا، وإذا به هابط على، فلما رآني قال: مرحبا بعلي بن عبد الله بن عبد الجبار، وذكر نسبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال يا علي : طلعت إلينا فقيرا من علمك وعملك ؟ أخذت منا علمي الدنيا والآخرة، فأخذني الدهش، وأقمت عنده أياما إلى أن فتح الله على بصيرتي، وأيت له خوارق عادات وكرامات".
استقرت نفس الشاذلي إذن، فقد قابل القطب الغوث، وأدلى إليه بآية القطبية منذ اللحظة الأولى فقد ناداه بإسمه ونسبه مكتملا، ووعده بأن يلقته علمي الدنيا والآخرة، لهذا لزم الشاذلي أستاذه ملازمة تامة منذ هذه اللحظة يأخذ عنه ويتلمذ عليه، فماذا أخذ الشاذلي عن أبى مشيش؟
أخذ عنه حب الله والفناء في هذا الحب، فهو القائل: أدمن على الشرب والمحبة وكأسهما مع السكر والصحو، كلما فقعت أو تيقظت شربت، حتى يكون شكرك به وحتى تغيب بجماله عن المحبة وعن الشرب والشراب والكأس، بما يبدو لك من نور جماله وقدس كماله وجلاله.
وأخذ الشاذلي عن أستاذه ابن مشيش الإيمان والإيمان القوى الكلي بالله حتى يجد الله في كل شيء فهو القائل :
" أنظر ببصر الإيمان تجد الله في كل شيء، وعند كل شيء، ومع كل شيء، وقبل كل شيء، وبعد كل شيء، وفوق كل شيء، وتحت كل شيء، وقريبا من كل شيء، ومحيطا بكل شيء، وبقرب هو وصفه، وبحيطة هي نعته، وعد عن الظرفية والحد، وعن الأماكن، وعن الصحبة والقرب والمسافات، وعن الدور بالمخلوقات، وأمح الكل بوصفه الأول والآخر والظاهر والباطن، وهو هو هو، كان الله ولا شيء معه، وهو الآن على ما عليه كان".
وأخذ ابن مشيش تلميذه الشاذلي بان يعرض عن الخلق وأن يلجأ إلى الله وحده، وروى الشاذلي أنه كان في إحدى ساحاته فأتى غارا يبيت فيه فسمع رجلا يتحدث، فعجب من وجود إنسان في هذا المكان المنعزل المهجور ولكنه لم يشأ أن يقلق هذا المكان المنعزل المهجور ولكنه لم يشأ أن يقلق هذا المتحدث في الليل، فأبت عند مدخل الغار قلما كان السحر تيقظ أبو الحسن فسمع الرجل يدعو ربه بقوله:
" اللهم أن أقواما سألوك إقبال الخلق عليهم وتخبرهم لهم، اللهم أني أسألك أعراضهم عني واعوجاجهم على حتى لا يكون لي ملجأ إلا إليك".
"ثم خرج الرجل من الغار فإذا هو أستاذي -ابن مشيش-، فقلت له: يا سيدي أني سمعتك البارحة تقول كذا وكذا، فقال لي : يا علي، إنما خير لك أن تقول : كن لي بدلا من أن تقول لي سخر لي قلوب خلقك، فإذا كان لك، كان لك كل شيء".
بهذا المبادئ الروحانية العليا التي تنادي العبد بأن يقبل على حب الله وأن يفتى في هذا الحب تخرج أبو الحسن الشاذلي على أستاذه ابن مشيش فقد قال ابو الحسن:
"سألت أستاذي – رحمة الله- عن ورد المحققين، فقال: عليك بإسقاط الهوى وصحبة المولى وآية المحبة إلا يشتغل محب بغير محبوبه".
وأقبل الشاذلي – وهو في صحبة أستاذه – على العبادة فظهر نفسه من حب الدنيا ومن الإقبال على الخلق، وأقبل على حب الله وفنى في حبه، فلما صفت نفسه وأصبح أهلا للولاية ووراثة القطبانية امرة أستاذه أن يرحل عن فاس إلى تونس، وتنبأ بما سيحدث له في مستقبل أيامه، فقال له:
"أرحل إلى إفريقية وأسكن بها بلدا تسمى شاذلة، فإن الله يسميك الشاذلي، وبعد ذلك تنتقل إلى مدينة تونس، ويؤتى عليك من قبل السلطة، وبعد ذلك تنتقل إلى بلاد الشرق وترث القطبانية".
ترك أبو الحسن مدينة فاس واتجه تنفيذا لأمر أستاذه نحو تونس وعند دخوله إليها تقابل مع رجل خطاب فقير هو أبو الحسن علي الابرقي من أهل شاذلة وهي قرية قريبة من مدينة تونس، فصحبه معه وخرج الرجلان وأتجها نحو شاذلة، وفي الطريق رأى الابرقي شواهد كثيرة من زهد الشاذلي وصلاحه، فأقبل عليه وقبل يديه وسأله الدعاء، وتقول الرواية أن بركات الشاذلي حلت برفيقه فأقبلت عليه الدنيا ووسع عليه في الرزق بعد ذلك.
ونزول أبو الحسن بطرق من أطراف شاذلة وقابل فيها أول من قابل الشيخ الصالح أبا محمد عبد الله بن سلامة الحبيبي. وقد فرح الحبيبي بلقاء ابى الحسن سلامة الحبيبي.
" كنت أحضر بتونس مجلس سيدنا الشيخ العارف أبى خفص الجاسوس، فأخذت بيده يوما أطلب منه أن يقبلني تلميذا له وقلت له ارتقب أستاذك حتى يصل من المغرب وهو شريف حسني من كبار الأولياء وهو أستاذك وإليه تنتسب، فكنت أرتقب كل من يأتي من الفقراء المغاربة وأصحبه، إلى أن من الله علي بلقاء الشيخ أبى الحسن فاتخذته شيخي وصحبته".

وفي شاذلة تأسى الشاذلي بأستاذه ابن مشيش، فلم يسكن في القرية وإنما لجأ إلى غار في جبل زغوات المطل على شاذلة، واتخذ هذا الغار رباطا له يقيم ويتعبد فيه، وكانت حياة الشاذلي في هذا الغار كلها تقشف وزهد وإغراق في العبادة، وكان يشاركه هذه الحياة في معظم الأوقات تلميذه الجديد الحبيبي.
وقد روى الحبيبي أنه أقام مرة مع أبى الحسن في جبل زغوات أربعين يوما كان يفطر فيها على العشب وورق الدفلى حتى تقرحت أشداقه، فقال له أبو الحسن يا عبد الله كأنك اشتهيت الطعام، فقال له يا سيدي، نظرك إلي يفنيني، فقال أبو الحسن: غدا إن شاء الله نهبط إلى شاذلة وستلقانا في الطريق كرامة".
وأقام أبو الحسن في شاذلة وطالت إقامته وذاعت شهرته وعرف الناس له فضله وصلاحه وتقواه وآمنوا بولايته، وبدأ الجزء الأول من نبوءة أستاذه ابن مشيش يتحقق، فعرف منذ الحين بالشاذلي وغلبت عليه هذه الشهرة، وقصده الناس من الأماكن والبلدان المجاورة، وبدأ يخرج عن رباطه بعض الوقت فيقيم بإحدى الدور في مدينة تونس يدرس ويعظ وينشر دعوته وطريقته بين تلاميذه ومحبيه ومريديه.
ولم تكن تونس غريبة على أبى الحسن فقد دخلها من قبل طفلا وأقام بها شابا يافعا، وفيها تلقى دروسه الأولى، وفيها كانت له مناظرات سابقة مع علمائها وفقهائها، وقد وفد عليها هذه المرة رجلا مكتمل الرجولة عالما وافر العلم، صوفيا صاحب حالات وكرامات: لهذا لم يكن غريبا أن يقبل عليه الناس من كل حدب وصوب يغترفون من علمه، ويتأدبون بآدابه، ويستمعون إلى دروسه ومواعظه وتعاليمه، ويلتمسون منه الدعاء والبركة، فاتسعت حلقات دروسه وكثر اتباعه ومريدوه، فكان إذا جلس للدرس والوعظ تحلقوا حوله بالعشرات، وإذا سار انتقل ساروا في ركابه بالمئات.
قال المناوي في الكوكب الدربة:
كان الشيخ أبو الحسن إذا ركب تمشى أكادير الفقراء وأكابر الدنيا حوله، وتنشر الأعلام على رأسه، وتضرب الكاسات بين يديه.
هذا الإقبال أثار حقد العلماء وحسد الفقهاء في تونس، وجر على الشاذلي شرا كثيرا، فتعرض لمحنة كبيرة فقد كان قاضي الجماعة وعالمها في مدينة تونس على ذلك الوقت هو أبو القاسم ابن البراء، وقد ضاق ابن البراء بأبى الحسن عندما رأى الناس ينفضون من حوله ويتحلقون حول الشاذلي في كل مكان يحل به، وآلمته هذه المواكب الحافلة تتقدمها الإعلام والكوسات والطبول كلما انتقل الشاذلي من مكان إلى مكان، فبدأ يكيد لابن الحسن وسعى به لدى سلطان تونس ابى زكرياء الحفصي، واتهمه لديه بأنه يتآمر على سلطانه، فهو حسنى علوي ولعله يسعى لإقامة ملك لنفسه كما أقام الفاطميون ملكهم من قبل في تونس نفسها.
ولم يقنع ابن البراء بهذه التهمة الخطيرة فأتهم أبا الحسن بتهمة أخرى لا تقل عنها خطورة أتهمه بالزندقة والإلحاد والخروج على الدين، ليغري به علماء تونس وفقهائها كما أغري به السلطان.
قال صاحب ذروة الأسرار:
"دخل قاضي الجماعة ابن البراء على السلطان ابى زكرياء فقال أن هاهنا رجلا من أهل شاذلة سراق الحمير يدعى الشرف، وقد اجتمع عليه خلق كثير ويدعى أنه الفاطمي ويشوش عليك في بلادك".
كان إدعاء ابن البراء ماهرا ماكرا، وكانت التهمة خطيرة، ففي تونس عبد الله المهدي من قبل الخلافة الفاطمية، والشيعة يؤمنون بفكرة المهدي المنتظر، ومنذ زالت الخلافة الفاطمية وهم يتطلعون إلى إعادتها، وأبو الحسن الشاذلي ينتسب إلى الحسن بن علي بن أبي طالب، والناس يؤمنون بقطبانيته، وابن البراء لا يرى في كلمة القطب إلا أنها ستار يخفي وراءه معنى الإمام الفاطمي أو المهدي، ولكن الحقيقة أن أبا الحسن لم يكن يعنيه بالسياسة ولم يكن يفكر في الملك: بل أنه لم يكن يساير غلاة الشيعة في معتقداتهم، فالشيعة لا يؤمنون إلا بعلي، وينكرون خلافة أبى بكر وعمر وعثمان، أما أبو الحسن فقد كان يعترف بهؤلاء الصحابة الإجلاء وأنه يغترف من فضلهم، فقد كان يجيب من يسأله عن شيخه بقوله:
"أما فيم مضى فعبد السلام بن مشيش، وأما الآن فأنا ا ستقي من عشرة أبحر: خمسة آدمية، وخمسة سماوية، فالخمسة الآدمية: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والنبي صلة الله عليه وسلم".
على كل فإن السلطان أبا زكريا لم يأخذ بأقوال ابن البراء، بل كان حكيما عادلا فأمر بأن يعقد مجلس بحضرة أبو الحسن والعلماء والفقهاء، وأن يناقش أبو الحسن في كل هذه الدعاوي وغيرها، ويعطى الفرصة للدفاع عن نفسه.
وعقد المجلس وحضره السلطان، وجلس وراء حجاب.
قال صاحب دورة إلا سرار:
"اجتمع ابن البراء وجماعته من الفقهاء في القضية، وجلس السلطان خلف حجاب، وحضر الشيخ رضي الله عنه. وسألوه عن نسبه مرارا والشيخ يجيبهم عليه والسلطان يسمع، وتحدثوا معه في العلوم كلها فأقاض عليهم بعلوم أسكتهم بها، فما استطاعوا أن يجاوبوه عنها من العلوم الموهوبة، والشيخ يتكلم معهم بالعلوم المكتسبة ويشاركهم فيها ".
وأقحم ابن البراء وصحبه، وعلت كلمة الشاذلي، واقتنع السلطان ببراءته، بل وآمن بولايته، فالتفت إلى ابن البراء ومن معه وقال لهم:
"هذا رجل من أكابر الأولياء وما لكم به طاقة".
وأحس ابن البراء بحرج الموقف، فقد كان أهل تونس جميعا واقفين بالباب منتظرين نتيجة المحاكمة، فأراد أن يعود إلى تحريض السلطان على أبى الحسن وأن يخيفه من ثورة الناس ان هو أطلق سراحه، فقال له :
"والله لئن خرج في هذه الساعة ليدخلن عليك أهل تونس ويخرجوك من بين أظهرهم، فانهم مجتمعون على بابك".
ولكن السلطان لم يعر هذا القول التفاتا وأمر الفقهاء أن ينصرفوا، واستبقى الشيخ أبا الحسن، ولبث معه وقتا يحدثه ويلاطفه، إلى أن حضر أخوه السلطان أبو عبد الله اللحياني – وكان من المعتقدين في الشيخ – فأمره أن يصحب الشيخ إلى داره معززا مكرما.
خرج أبو الحسن من هذه المحنة منتصرا، ولكنه بدا يحس أن المقام لم يطب له في تونس، فإنه توقع أن، القاضي ابن البراء لا يمكن أن يخضع للهزيمة التي مني بها وأنه لابد مدبر مكيدة، وأن الفتنة توشك أن تنشب بين أتباعه وبين الفقهاء من أصحاب البراء، وهو رجل صوفي ينشد الصفاء والهدوء والحياة الصافية، لهذا ازمع على مغادرة تونس، وأخذ يدبر أمر للرحلة، وسمع السلطان بالخبر، فتألم وقال لمن حملوا إليه الخبر:
"أي شيء يسمع به عن أقليمنا ؟ أنه أتاه ولي من أولياء الله فضاق عليه حتى خرج فارا بنفسه".
ثم أرسل إلى الشيخ ابى الحسن من يحاول أن يتنيه عزمه، ولكن الشيح اعتذر اعتذارا لطيفا وقال للرسول:
" أنا ما خرجت إلا بنية الحج، وإذا قضى الله حاجتي أعود إن شاء الله تعالى "
وعلى أساس هذا الوعد بالعودة إلى تونس بعد أداء فريضة الحج سمح السلطان للشيخ أبى الحسن بالسفر.
وقبل أن يغادر الشاذلي توني أرسل إلى ا بن البراء رسالة قصيرة بها جملة واحدة يسخر فيها منه ومن أطماعه وحقده، قال فيها:
" أتراني أوسع لك مدينة تونس" ؟
ولكن أبن البراء كان فلبه لا يزال عامرا بالحقد على السيخ أبى الحسن منذ منى بالهزيمة في مجلس السلطان فدبر للشيخ مكيدة أخرى، لقد أعد رسالة إلى سلطان مصر وقع عليها معه عدد من الشهود وحدثه فيها حديث الشيخ، واتهمه فيها بأنه شريف علوي وأنه يسعى إلى إعادة ملك الفاطميين، وقال في ختام الرسالة:
إن هذا الواصل إليك شوش علينا بلادنا وكذلك يفعل ببلادكم.
وأمر حامل الرسالة أن يسرع بها ليصل إلى مصر قبل وصول الشيخ إليها.
وكان سلطان مصر في ذلك الوقت هو الملك الكامل محمد الأيوبي، والأيوبيون سنيو المذهب وهم الذين قضوا على المذهب الشيعي والدولة الفاطمية في مصر، وكان أخشى ما يخشونه الحركات الشيعية التي تعمل لإعادة الملك للفاطميين، لهذا وجدت هذه الرسالة عند السلطان أدنا صاغية، ولم يكد الشيخ يصل إلى الإسكندرية حتى قبضت عليه السلطان المصرية، وأرسل محروسا إلى القاهرة، وعند وصوله إليها صعد به إلى القلعة حيث عقد السلطان مجلسا من القضاة والعلماء والفقهاء، ووجه السلطان التهمة إلى الشيخ أبى الحسن وقال به :
"هذا عقد مشهود فيك، وجهه ابن البراء من تونس، وعلامته فيه"
ثم أطلعه على العقد.
وكانت محاكمة ثانية، وتحدث الشيخ فبهر الجميع بحديثه، وأخذ بألبابهم، وخاصة الملك الكامل فقد كان رجلا عالما مثقفا واسع الفكر فعرف للشيخ ابى الحسن مكانته، وأدرك أن التهمة مغرضة، ولم يجد في الشيخ شرا يخافه، وخاصة أنه لم يكن معتزما المقام في مصر، بل كان متجها في طريقة إلى الحج، فقربه إليه وأكرمه، يقول الشيخ أبو الحسن :
"وأقمنا عنده – أي عند الملك الكامل – في القلعة أياما، واهتزت لنا الديار المصرية إلى أن طلعنا للحج".
وبعد أداء فريضة الحج أسرع الشيح أب الحسن بالعودة إلى تونس.
ترى هل نسي الشيخ ما فعله به ابن البراء وكيف سعى به لدى سلطان تونس ثم يمارس القضاء في تونس.
أن الشيخ أبا الحسن لم ينس هذا كله، ولكنه عاد وفاء بالوعد الذي وعده للسلطان أن يذهب للحج ثم يعود وعاد لغرض آخر أهم من هذا كله، عاد ليلتقي بتلميذه وصفيه وخليفته ابى العباس المرسي، فإنه يروي عن أبى الحسن أنه قال:
"ما ردني إلى تونس إلا هذا الشاب"
يقصد أبا العباس المرسي.
وكان أبو العباس قد خرج من مدينة سبتة هو وأبوه وأمه وأخوه في سنة 640 يقصدون الحج، وحملتهم سفينة عبر البحر الأبيض، ولكن السفينة غرقت بالقرب من بونة، وقدر لابي العباس وأخيه أن ينجوا من الغرق، فاتجها إلى تونس وأقاما بها إلى أن عاد إليها أبو الحسن الشاذلي، فتعرف إليه أبو العباس، ولازمه منذ ذلك الحين، ولم يقم الشيخ في تونس طويلا هذه المرة، بل سرعان ما صحب تلميذه ومريديه ورحل نهائيا إلى مدينة الإسكندرية في سنة 642 هـ. ولمقابلة التلميذ بالشيخ قصة يعنيها منها أن تعرف أن الحسن كان يترقب هذه المقابلة وأنه كان قد ألقي إليه خبر أبي العباس واتصاله به منذ أمد طويل، فقد قال لأبي العباس في ختام مقابلته الأولى له:
"رفعت إلى منذ عشر سنين".
وبعد أن تحققت النبؤة لم يعد هناك ما يربط الشيخ بتونس، لهذا لم يمكث بها هذه المرة غير سنتين وعمل في خلالهما على تصفية أموره، فباع داره بها ثم أعد العدة للرحيل إلى الشرق، وكان في هذا تحقيق للجزء الأخير من نبوءة أستاذه ابن مشيش التي كان قد ختمها بقوله " وبعد ذلك تنتقل إلى بلاد المشرق وترث القطبانية".
وفي سنة 542 أذن له النبي صلى الله عليه وسلم بالانتقال إلى مصر، فقد روي عن الشيخ أنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: يا علي انتقل إلى الديار المصرية فإنك تربى فيها أربعين صديقا".
وكان الشاذلي قد مر بالديار المصرية مرارا أثناء روحاته السابقة إلى الحج وغدواته منه، وقد أعجب ولاشك أثناء زياراته هذه بمدينة الإسكندرية، ولهذا أثر أن يحط رحاله بها، وكان في صحبته عند رحيله عدد كبير من تلاميذه ومريديه الذين أثروا صحبته على البقاء في أوطانهم، وكان في مقدمتهم تلميذه الأثير أبو العباس المرسي، وخادمه الأمين أبو العزائم ماضي بن سلطان، والحاج محمد القرطبي، وأبو عبد الله البجائي، وأبو الحسن البجائي، والخراز، وغيرهم كثيرون. وكان الركب وهو في طريقة إلى الإسكندرية بتزايد عدد كلما مر بمدينة من المدن، فيضم إليه الأتباع والمريدون يوثرون الرحلة مع الشيخ على البقاء في أوطانهم، يلتمسون في صحبته البركة، وكانوا أثناء السير يستبقون على القرب من دابته، ويقضون الوقت في السمر والحديث اللطيف، وهين الشيخ ترقبهم من السمر والحديث اللطيف، وعين الشيخ ترقبهم من بعيد وأذنه تستمع إلى حديثهم فيشاركهم مرة ويعلن إعجابه بما يسمع مرة أخرى.
روى صاحب المفاخر الملية أن رجلين كانا يمشيان قريبا من دابة الشيخ يستظلان برجله، فقال أحدهما للآخر يعاتبه: " يافلان، رأيت فلانا يسئ معك العشرة وأنت له محسن ؟ فقال صاحبه فلانا هذا من بلدي؟ وأنا أتمثل في معاملتي له بقول مجنون ليلي :
رأى المجنون في البيداء كلبا فجر له من الاحان ذيلا
فلاموه على ما كان منه وقالوا كم أنلت الكلب نيلا
فقال دعوا الملامة أن عيني رأته مرة في حي ليلي
وسمع الشيخ – رضي الله عنه – حديث الرجلين فأعجبه، وأخرج رأسه من المحارة وقال للرجال: " أعد يا بني ما قلت".
فأعاد الرجل مقالته، فاهتزت نفس الشيخ طربا وأخذ يتماثل في مكانه وهو يردد البيت الأخير:
دعوا الملامة أن عيني رأته مرة في حي ليلا
" خذها يا بني والبسها فأنت أولى بها مني، كان ذا ذوق أدبي رفيع يطرب للقول الجميل وللمعنى السامي، كما تدل على الأسلوب الذي كان يصطنعه لتأديب مريديه وأتباعه فهو يترك فرصة – وأن كانت عارضة ألا انتهزت للمكافأة غلى الخلق الكريم ليتسابق الكل في التحلي به والإقتداء بصاحب المكافأة.
وقد وصل الشيخ أبو الحسن وركبه وصحبه إلى عمود السواري ودخلوا الإسكندرية من باب صدرة المقابل لهذا الباب/ واتخذ الشيخ له دارا يقيم فيها بالقرب من كوم الديماس – كوم الدكة الحالي-
والشيخ أبو الحسن وركبه وصحبه إلى عمود السواري ودخلوا الاسكندرية من باب سدرة المقابل لهذا الباب، واتخد الشيخ له دارا يقيم بالقرب من كوم الديماس – كوم الدكة الحالي-
وبدأ الشيخ يلقي دروسه ويعقد الحلقات يعظ الناس ويدعو إلى طريقته ومبادئه، وجدبت إليه هذه الدروس والمواعظ الجلة من علماء المدينة وفقهائها وفضائلها فلازموه ملازمة تامة، وسيكون هؤلاء التلاميذ فيما بعد قادة الحياة الفكرية والروحية في المدينة، نذكر منهم تلميذه الأثير أبا العباس المرسي، والشيخ مكية الدين الأسمر، والشيخ عبد الحكيم بن ابى الحوافر والشيخ أبا القاسم القباري، والشيخ أمين الدين جبريل، والشيخ أبى المنبر والشيخ شرف الدين البوني وكثرين غيرهم.
وكان الشيخ يعقد حلقات درسه في مسجد العطارين، وهو أقرب المساجد إلى دارة، وروى صاحب الفاخر العلية أن الشيخ كان يعقد كل ليلة في داره مجلسا يأتي الناس إليه من البلد يسمعون كلامه.
وقد أخذ الشيخ أبو الحسن الشاذلي تلاميذه ومريديه بالمبادئ المثلى في التصوف فهو لم يكن يفهم التصوف كما كان يفهمه بعض معاصريه وبعض المتدروشين حتى اليوم على أنه بطالة تامة بحجة الزهد والتفرغ للعبادة، بل كان يفهمه على أنه صفاء تام في النفس وتقوى خالصة لله وحب لله تعالى وتعلق به وارتفاع بالروح وبالعمل وبالقول عن الدنايا.
وهذا كله لا يمكن أن يقعد الإنسان عن السعي والعمل وطلب الرزق، وكان يكره من المتصوفة التظاهر بالفقر فهو نوع من الادعاء، ولكي يضرب لأتباعه المثل والقدرة كان يحيا هو حياة نظيفة منعمة فكان يلبس فاخر الثياب، ويركب فاره الدواب، يتخذ الخيل الجياد، وكان يكره أن يلبس الصوفية الملابس المرقعة التي اصطلح الفقراء وأهل الطريق على لبسها، لأنه كان يرى أن هذا اللباس ينادي على صاحبه: أنا الفقير فأعطوني شيئا، وينادي على سره بالإفشاء ومن لبس الزي واتخذ المرفقة في دابه فقد ادعى. ومن أقواله:
" ليس هذا الطريق بالرهبانية ولا بأكل الشعير والنخالة، وإنما هو بالصبر على الأوامر واليقين في الهداية، وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون".ودخل على الشيخ أبى الحسن مرة فقير عليه ملابس شعر، فلما فرغ الشيخ من كلامه، دنا منه ذلك الفقير وأمسك ملابسه وقال:
"يا سيدي ما عبد الله بهذا اللباس الذي عليه ؟" فامسك الشيخ بملابس الفقير فوجد فيها خشونة فقال له:
" ولا عبد الله بهذا اللباس الذي عليك، لباس يقول للناس أنا غني عنكم فلا تعطوني، ولباسك يقول أنا فقير إليكم فعطوني".
وكان أبو الحسن يدعو أتباعه إلى العمل والسعي ويكره المزيد المتعطل الذي يركن إلى البطالة ويرتزق من سؤال الناس، فالإسلام دين عزة وكرامة وجد وعمل، وهذه الطرق الصوفية في رأيه لا يجب أن تخرج عن التعاليم الأساسية للإسلامية، وإن كان لها من هدف بعد هذا فإنما هو الدعوى إلى صفاء النفس وتقوى الله، بل أنه كان يغالي فيرى في العمل نوعا من العبادة بل هو خير عبادة، إنه التسبيح الدائم باسم الله، لهذا كان يقول لمريديه:
"عليكم بالسبب – أي العمل والسعي وراء الرزق- وليجعل أحدكم مكوكه سبحته أو تحريك أصابعه في الخياطة أو الضفر سبحته".
وقال ابن عطاء الله السكندري:
"كان الشيخ أبو الحسن يكره المريد المتعطل، ويكره أن يسأل تابعه الناس وقد كان جوادا بما يملك وكريما يكره البخل ويبحث عن طرق باب الأسباب والعمل"
وكان الشيخ يرى أن عبادة الله لا تستلزم أن تشق عن نفسك وتعديها وتكلفها من أمرها شططا فإنك إن حمدت الله وأنت متألم مما بك من فقر وطاقة أو مما تحس من تقشف وخشونة فإن حمدك يكون مشوبا بالمرارة والضيق، ولكنك لو حمدته راضيا مرضيا بما يحيط بك من نعم الله الوفيرة وروحك هادئة مطمئنة بما هو مبسوط لذيك من خيرات الله العميمة، فإن حمدك يكون صادر من القلب والنفس والروح والجسم جميعا، بل أن كل عضو من أعضاءك يشاركك في هذا الحمد، وما أجمل قول أبى الحسن في هذا المعنى:
" يا بني: يرد الماء، فإنك إذا شربت الماء الساخن فقلت الحمد لله تقولها بكزازة، وإذا شربت الماء الباردة فقلت الحمد لله استجاب كل عضو فيك
بالحمد لله"

واحد من الجماعه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
000, 0000, 83%, 85%, للملك, أما, أمام, أماكن, لأب, ألبسه, لأبناء, لمخالفة, لمدينة, أمير, أميرا, ملحوظ, أمر, لمريض, لمرض, لمصل, لمصلحة, لمصيبة, للع, للغة, لمفهوم, لله, للإنس, للإنسان, لمن, لأول, للوالد, للوالدين, أمور, لمنع, لمق, للقاتل, ملك, مالي, مالية, ماله, مات, لابد, لاي, لاختيار, لاع, لاعتداء, مان, مائة, لاقتحام, أذن, مثل, مثلا, أبدا, أبداً, لبس, لتع, متعدد, متعددة, لتعريف, لتهديد, أبنائه, أبنائهم, لتطهير, لتكف, أجل, مجموعة, مخلوق, مخلوقات, مخالف, مخالفة, لجان, أخذ, لية, ميتة, أحبك, أحد, أحيا, أحداث, أحيانا, أحياناً, أيدي, أيديك, مخيف, مخيفة, مدينة, لديك, آخر, محرم, لجرائم, لحركة, أجساد, لدعاء, لحظة, ليه, محو, مجنون, أيضا, أيضاً, لخطأ, لحق, لحكيم, مرات, مرة, أربع, أربعة, أربعين, مريض, مرض, مسل, مسلماً, لسلب, مصلحة, مَا, أسامة, أصابك, أساس, أساسي, لسان, مزاولة, لسانه, لست, لستر, مستقل, مستقلة, أشخاص, مشروع, مشروعي, لسرقة, مسعود, مشكل, مشكلة, لعلك, معا, لعام, معاصي, معاقبة, لعب, معي, معصية, مغفرة, لعنة, معنى, أغطية, لعقل, أفلا, أفلام, لفت, لفترة, لفرق, مفعول, لــ, لفه, مفهوم, مـن, أهل, لإمام, لها, له؟, أول, لولا, لوالد, لوالديك, منامه, موارد, لوس, منع, لوظائف, لنفس, أنه, منها, أنواع, موضوعك, أوقات, موقع, موقعه, منك, منكم, أطراف, لقا, مقاب, مقابل, لقائه, لقد, لقيا, لقيام, لقيامة, مقدار, مقدرة, مقر, لكل, لكلا, لكلام, لكا, لكافة, لكتاب, أكثر, لكي, لكفا, لكن, الأ, الأماكن, الأمر, الأمور, المالي, المالية, الأب, الآثار, المتع, المتعدد, المتعددة, الأبناء, اللي, الليل, المخلوق, المخلوقات, الأحد, الأحداث, المدينة, المر, المرأة, المري, المريض, الأرض, الأشخاص, المصيبة, المصطلح, المع, المعاصي, اللغة, المعصية, الأعظم, المغفرة, المعنى, الأفلام, الله, اللهم, الله؟, الآن, الأول, المؤمنين, الموت, المنع, الأط, الأطراف, اللَّهُ, اللَّهِ, المق, المقابل, المقتول, الأكل, الا, الاخت, الاختيار, الاس, الاست, الاستمتاع, الاستعداد, الاستق, الاع, الاعتد, الاعتداء, الائتمان, الاقت, الذي, الذنب, الذنوب, الذكر, امة, التأ, الثا, الثالث, الثاني, التي, التصرف, التشهير, التع, التعابير, التعب, التعبير, التعريف, التهديد, التن, التوبة, التوبيخ, التوفيق, التنفس, البطل, التكفير, الى, الدم, الخمر, الحا, الحالة, الحاج, الجار, الجاري, الجارية, الخاص, الجان, الجاني, الحب, الخبر, الحيا, الحياة, الحية, الدين, الحدود, الديك, الحرم, الحرمان, الجرائم, الحركة, الحزن, الدعاء, الدنيا, الخط, الخطأ, الخطير, الخطيرة, الحكمة, الحكي, الحكيم, الرحم, الرحمن, الرس, الرسول, الرشوة, الرزق, الرضا, الس, السلبي, السلبية, الساق, الست, الصحابة, الصحية, الشخص, الشيطان, السر, السرقة, الشفا, الشفاعة, السن, الزنا, السنة, الزوج, الزوجة, الشورى, الع, الظل, العمل, العا, العام, العامة, الغامدي, العاب, العابد, العابدين, العب, الغبار, العبد, الغرام, الغرامة, الغناء, العق, العقل, العقاب, العقوبات, العقوبة, الف, الفت, الفترة, الفجر, الفر, الفرق, الفس, الفساد, الــ, الفن, الإ, الإله, الإيمان, الهجر, الإجرام, الإحسان, الإرشاد, الإس, الإسلام, الإسلامي, الإسلامية, الإن, الهواء, الإنذار, الإنس, الإنسان, الو, الول, النمو, النا, الوالد, الوالدين, النار, الناس, الناقص, النبي, النص, النشاط, الوظائ, الوظائف, الوظيفي, الوظيفية, النفس, النوع, الط, الطهر, الق, القا, القات, القاتل, القائم, القذف, القيام, القيامة, القدر, القدرة, القرب, القصاص, الكل, الكلام, الكائن, الكائنات, الكتاب, الكر, الكريم, ابل, ابا, ابي, center, ابك, ادم, ادا, اية, اختلاف, اختي, اختيار, ادع, ادعو, اراد, ارت, ارتب, ارتكب, ارض, اسم, اسمك, استخدامات, استعد, استعداد, اسو, اعة, اعتداء, اعز, اول, انا, انت, ائتمان, اني, انحراف, انظر, انه, انقطاع, اقل, اقت, اقتحام, ذلك, ذيب, ذنب, ذنوب, ذكر, ثلاث, ثلاثة, تمت, بمثل, تأثير, تمشي, بأنه, تلك, تمكّن, بال, بالم, بالتشهير, بالحزن, بالس, بالسرقة, بالك, باب, باد, بادعاء, بار, باسم, باسمك, باشت, ثان, تائب, ثاني, بذل, بذلك, بذنب, تبارك, تبدأ, تدمير, بدا, بيت, تحبس, تحد, بدين, تحرك, بيع, بين, تجوز, تحقرن, ترجع, ترغم, ترك, بركات, تصل, تشارك, بسبب, تستخدم, تصرف, بشرط, تعال, تعابير, تعذيب, تعب, تعبير, بعد, تعداد, تغير, تعريف, تعريفه, تعرض, تعزيرا, تعزيراً, تظن, بعض, تفعل, تفك, تفكر, تهم, بها, تهت, تهد, بإعدام, بإقامة, بنا, بناء, توبة, توبي, توبيخ, تنتهي, بني, تنزل, توفيق, تنوي, تنويع, توق, توقف, تضر, بطل, بطلا, تطيع, تطهير, تقل, تقر, تقرا, تقراء, تقضي, تقطع, تكليف, بكر, بكرة, تكف, تكفير, تكون, font, gif, جملا, حلا, خلال, دماً, حلاوة, يأتي, يمين, خمر, يمكن, حالة, خالف, حاجته, خاص, خاصة, خذآخر, يبارك, يثبت, حتى, يتحرك, خبر, حبك, جدا, جداً, حياة, حياه, جدة, يحيا, حديث, يديك, يديكم, خدش, يدفع, يده, حيوية, حرمان, حرا, جراح, جرائم, جريمة, يرجع, يرضي, حركة, يسأل, يسمع, يشاهد, حسب, يستطيع, يشعر, يسقط, دعا, دعاء, يعاقب, يعتبر, يعيش, يعرف, يعفو, يعط, جها, يهنئ, يوما, يوماً, ينابيع, دنيا, جوز, دون, جنون, دِين, خطأ, يطلب, يطلبون, خطير, خطيرة, خطه, يقاس, يقتل, يقي, دقيق, دقيقتين, حقيقي, حقيقية, حقه, يقول, حكم, حكمة, حكمه, حكي, حكيم, حكيما, حكيماً, يكشف, يكفر, يكن, يكون, رامة, راح, راك, ربة, ربي, ربع, ربعي, رجل, رحمة, رحمتك, ريف, رشو, رسول, رشوة, رزقك, رغم, رضا, رضاه, رضي, رضوان, رقة, صلاة, صلاة الفجر, زمان, سلب, سلبية, صلى, سمر, سمع, صلّى, سمك, صاحب, سارق, شارك, شاه, شاهد, سان, ساق, سبب, سببه, سبع, سبعين, شبه, سبق, شيء, سيان, صحية, شخص, زين, شيطان, سريع, شرع, شرعا, شرعاً, شرعاً،, صرف, شروط, شرط, سرق, سرقة, صغير, شعر, سعو, سعود, صفا, شفاعة, شهير, سوا, سناً, سنة, زوج, زوجته, زوجه, زوجها, سقط, شكل, عمل, عملته, علا, على, عليه, عليهم, عليك, عليكم, عمر, عمرو, عام, عامة, غامد, عالية, غامدي, عافية, عاق, عاقل, عذيب, غبار, عبد, عبير, عدم, عداد, عدة, عديدة, غير, غيره, غيرها, عيش, ظيف, عين, عينا, غرام, غرامة, عربي, عربيا, عربياً, عرض, عزوجل, عظم, غفر, عفوا, غنا, عناية, عند, عندما, عنه, عون, عطيه, عقاب, عقوبات, عقوبة, عقوبتها, عقوق, فلم, فلا, فلان, فله, فلها, فارق, فاعل, فاعلي, فترة, فيما, فجر, فيه, فيها, فيك, فرق, فساد, فعل, فعلا, فعلاً, فعله, فعال, فعالية, ــب, ـــ, ــــ, ــــــ, ـــــــو, ـــو, فهو, فناء, فور, فطن, فقال, فقد, فقر, فكر, إلا, إلى, إليه, إليك, إله, إلهي, هات, هذا, هذه, هتك, إجماع, إيمان, إياه, هجر, إرشادات, إسلام, إسلامي, إسلامية, إسقاط, إعدام, إفرا, هنا, هنالك, إنذار, إني, إنسان, إنه, إنك, إقام, إقامة, هكذا, ولم, وأمور, ولا, ولي, وليس, ولده, ومش, ومشكلة, ومع, ومعاقبة, وله, ومن, وأنه, ومقدار, نام, والل, والآثار, والأحوال, والمع, والمعاصي, والا, والاخ, والاخت, والذ, والتي, والتص, والد, والجلد, والدا, والدي, والدين, والديك, والحر, والحركة, والش, والشرب, والسن, والسنة, والزوج, والزوجة, والف, والإ, والن, والنشاط, والوظائف, والق, والقت, واب, وابي, وابدأ, ناد, واجبات, نار, ناس, واست, وان, نائم, وانقطاع, واضح, وذلك, نبا, نبي, وتشارك, وتعالى, وبه, وجبة, وحتى, نحر, ندعو, وجه, وجها, وجود, ورا, ورث, ورد, ورحمة, وصل, وسلم, نشاط, نشاطات, نسيان, نعمة, وعلى, وظائف, وعي, وعدم, وغير, وغيرها, وظيفي, وظيفية, نظر, وعن, نفس, وإليك, نهائي, نهائيا, وهذا, وهو, وهكذا, نوم, نومه, ونا, نوع, نوعه, نون, وضم, وضع, وقت, وقتك, وقد, نقص, نقسم, وقع, وقف, نقط, ضمان, ضده, ضدها, ضيق, طلب, طال, طالب, طاعة, طير, طريق, طهر, قلاب, قام, قات, قاتل, قذف, قتل, قبة, قيا, قيام, قدر, قدرة, قرأ, قرا, قراء, قرب, قرر, قرن, قسم, قصاص, قعه, قول, قضا, قطاع, قطة, قطيع, قطيعة, قطع, كلمة, كما, كلام, كلي, كاس, كاف, كافة, كافر, كان, كانت, كائن, كائنات, كذا, كتاب, كبير, كثر, كبوة, كيف, كرم, كرمه, كرا, كرة, كريم, كره, كسب, كشف, كفا, كفار, كفر, كون

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

ترتيب منتديات قبيلة آل حبه عالميا
 

الساعة الآن 01:58 PM


Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009
الأرشيف
تصميم المنافع لتقنية المعلومات