مقاتل متقاعد يصارع الحياة بحبوب غلال

مقاتل متقاعد يصارع الحياة بحبوب غلال


صبيحة كل يوم، يتجه المواطن طاهر حدادي (90 عاماً)، إلى بسطته في حي الجامعة (جنوبي جدة)، حيث يقبع تحت لهيب الشمس الحارقة، ويترقب ريالات يدفعها مشتر مقابل بضعة أمداد من الغلال والحبوب، التي أمتهن بيعها منذ 25 عاماً.
حدادي الذي التحق بالجيش السعودي قبل 60 عاماً، أوضح لـ«عكاظ» أنه عقب تقاعده، لم يتمكن من ملازمة منزله، إذ كان يشعر بضيق يحاصره بين جدران مسكنه المستأجر، وقرر حينها امتهان بيع الحبوب والغلال، حتى يخرج نفسه من سأم الجلوس في المنزل.
سبب آخر دفع حدادي إلى عشق بسطته، تمثل في ضعف المردود المادي الذي يتقاضاه من الضمان الاجتماعي ويقدر بـ(1700 ريال)، يذهب نصفه في سداد إيجار منزله، فيما لا تفي بقية المبلغ باحتياجات أسرته اليومية.
وعن طريقة تأمين معروضاته التي لا تزال تجد رواجاً رغم انتشار محال العطارة، بحسبه، بين حدادي أنه يحصل عليها من مزارعي جازان، نجران والباحة، التي تصله عبر مندوبين على نحو أسبوعي.
وعرج إلى أنه رغم تقدمه في العمر، يظل متمسكاً بحلمه في امتلاك مسكن يؤويه وأسرته المكونة من زوجته وابنه، بعد زواج بناته، خصوصاً في حال رحيله عن الحياة وغياب عائلهم الوحيد.
وأردف أنه لن يتخلى عن عمله طالما ظل على قيد الحياة، مضيفاً «شباب الجيل الحالي متكاسلون عن مثل هذه الأعمال، ولا يريدون التعب مقابل لقمة العيش، ما يدفع الفتيات إلى التفكير قبل الارتباط بشريحة هؤلاء الشباب».
وانتهى حدادي إلى جمال الحياة وقمة السعادة، مقرونة دائماً بالعمل الجاد، إذ يرى أن للكفاح طعما آخر في حياة الإنسان عند عودته إلى منزله، بعد يوم حافل من العمل