10-12-2011, 09:51 AM
|
#1
|
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: تبوك
المشاركات: 11,832
معدل تقييم المستوى: 163
|
المرأة الحديدية .
أيتها ألأخت والإبنة
تعالي وقارني بين الأمس واليوم ؟
كانت المرأة في الزمن الذهبي هي المسؤولة عن توفير متطلبات الحياة من الماء والغذاء
فهي ألتي تجلب الماء في قربة تحملها على ظهرها ربما تكون مصنوعة من الجلد أو انواع أخرى حديثة من (لساتك الكفرات )
لا يوجد خزان ولا تعرف الدينمو ولا بزبوز (صنبور )
حنفية تتسع لعدد من القرب . أو زير من الفخار أو تبقي الماء في نفس القربة
...............
كانت المرأة تحظر الحطب على ظهرها من قمم الجبال وبطون الأودية
فهي تخرج مع زقزقة الطيور وبرفقة صويحباتها تحمل في يدها اليمنى الفأس وبالأخرى الحبال متسلحة بقوة العزيمة والصبر .
ربما يرافقهن آحد من رجال القرية .
وربما تكون المرأة برفقة زوجها أوأخوها أو أحد أقاربها
حينما تصل للمكان المنشود تبدأ في تشقير (تكسير )الأعواد وتقوم برصها حتى تكتمل الحملة .
وغالبا ما تبحث عن عيدان شجر العتم والهيشر والعرعر
أما الكعتور (جذع الشجرة أو أحد فروعها الكبيرة )فيحمله الرجل ومن ثم يستفاد منه بعد إشعال النار به ليلا ليستمر في تدفئة المنزل لأيام وليالي
حيث يستخرج منه الجمر والذي لا يصدر منها دخان
ثم بعد إكتمال حزمة الحطب تربط وتوثق وترفع على ظهر المسكينة ألتي لم تكن تعرف (الخادمة )
وتبدأ في المشي بالهوينا صوب القرية لتصل إلى أول مكان للإستراحة وإسمه (المعناز )وإنتظار رفيقاتها
قد تجد بعضهن وقد وضعت طبقة من شجر (الإذناء وهو ذو ورق عريض ناعم بنعومة الكلينكس )خلف ضهرها لحمايتها من وخز الأعواد
وبعد أخذ قسط من الراحة تشد الرحال في سباق محموم مع الزمن .
هنا تصل للبيت العامر وترتشف قليلا من الماء المعلق في (الشنة )
وتتجه صوب المقعد (المطبخ )وتشعل النار وتنصب بالقدر وتحمي المجرفة وتلصق القرصان وتعد المعرق
وماهي إلا لحظات ويصل أفراد الآسرة وقد أعدت لهم وجبة الغداء
أما هي فهي تحمل المحوقة (المكنسة ) المصنوعة من بعض الأشجار وبدأت تنظف الباسط (المجلس ) والحواة (مكان فسيح أمام البيت )
ثم أتجهت ونادت بإحضار الشكوة (مصنوعة من الجلد ) لتجهيز اللبن وستخراج الدهنة (الزبدة )
وماهي إلا دقائق ثم يعلن رب الآسرة عن الروحة (الإستعداد بعد الظهر للقيام بمهمة )والمهمة هي الصرام أو المحولة
بينما قد كلفوا إحدى البنات برعي البهم أما الغنم فهي في آيدي أمينة مع أخوهم الكبير
وبعد غروب الشمس ؟ تعفى من عملها مؤقتا لتسرع للدار وتعد اللطف وقد حلبت البقرة وأرضعت البهم وحاقت الحضيرة
ثم ما تلبث لتقوم بتجهيز القازة (السراج ) والفانوس وتقوم بتعبئتها وتنظيفها وإشعالها
وتهيئ نفسها لإعداد وجبة العشا والتي غالبا ماتكون عيش ولبن أوعيش وسمن
وبعد عناء يوم تستنفر في الفزعة من الآسرة بإحضار فرشهم من فوق العدالة
لينام الجميع وينتظرون بزوغ نجم اليوم الثاني
هكذا كانت حياتهم
فهل لمست الفرق
لنقول سويا
الحمد لله
|
|
|