جاءتني تولول حسرة السنوات، وعبء العمر، لسان حالها في شبه جنون كأنه يقول: ويحي، كيف ينسل من بين يدي طينيّا تعفرَ لسانه، وتلطخ جانباه، وكفه شظايا زجاج كلما مدها ليصافح شجت الممتدة لها، ويحي, وقد عكفت الليالي على لقمته، ونذرت ماء عيني لرعايته، وأطعمته حلالا، وأسقيته زلالا, وكنت كلما تحرك وآب غسلته بيقين (حبالُه ممتدة للسماء، ووثقته بشجرة الصفاء, حتى كبر مرق من بين يدي، نهل من ضامر مستنقع، وجلس إلى بائع كير، وخالط موبوء صدر، حملَتْه ريحٌ ترابية لقصيٍّ عن دربه، وزجته في ثقوب مظلمة تتصارع فيها النفوس، تتبارى على نجيع الظلمة، تلتهم الطميَ, وتتمرغ في خليطه.., ؟ ويحي, وقد جدَّ ليله في الفراغ، وبسط نهاره في الضياع، فأين تعهُّدي ورعايتي، وكيف تم فشلي وأعلن هزيمتي؟..
للتفاصيل أضغط هنا ...