نهجت مؤسسات التعليم مؤخرا نحو إلزامية الإتقان في مدخلاتها، ضماناً لسلامة مخرجاتها..والإتقان سمة لأول دعامة وجه إليها خلق العمل والتعامل في الإسلام، حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه). وإن آمن المرء بمبدأ الإحسان بوصفه ركيزة ثانية من ركائز الدين، وجرى في شأنه كله على أنه إن لم ير الله فإن الله تعالى يراه، وعمل بذلك على مراقبة ذاتية في ضوء مراقبة الله له فأتقن عمله حبا في الله، وطمعا في مرضاته، وخجلا من أن يراه في غير ما يرضيه تعالى من تخاذل عن إتقان، أو تهاون في إخلاص، أو تساهل في غش، فإنه بلا ريب سيدرك من جهده أقصاه، وسينال من إتقانه منتهاه، وسيخرج بمنجز إن كثر وإن قل على وجه يرضي الله تعالى ومن ثم يرضي به ذاته، والآخرين.. ذكرت ذلك منذ زمن بعيد وكررته في جملة بحوث، وندوات علمية بجامعات عديدة حين عقد القوم حواراتهم، ولا يزالون يتهافتون حول مصطلح (الجودة) فيها.. متغافلين قبلا أن الإسلام قام في أحكامه، وتقييده، ومعاييره، مع كل عمل يؤديه الفرد على دعامة الإتقان، وارتكز على أسها بعدئذ منتجُه على اختلافه وتنوعه، عم أو خص.
للتفاصيل أضغط هنا ...